الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس جامعة فلسطين يدعو إلى بناء التوافق الوطني بمساعدة المؤسسات الأكاديمية

نشر بتاريخ: 04/12/2007 ( آخر تحديث: 04/12/2007 الساعة: 18:01 )
غزة- معا- أكد الدكتور زاهر كحيل رئيس جامعة فلسطين أن جامعة فلسطين مساحة للالتقاء والتوافق الفلسطيني، وهي تسعى لان تكون ساحة ومنبرا لبناء التوافق الفلسطيني من منطلق فلسفتها "فلسطين الجامعة" جاء ذلك في كلمة افتتاحية له ألقاها لدى افتتاحه الندوة التي نظمتها كلية الآداب والحضارات بالجامعة بعنوان" ماذا بعد انابولس ..دعوة لاستشراف المستقبل"،

وقال أننا في هذه الندوة نتطلع أن نوفر فرصة لكل الفصائل والأطراف الفلسطينية لكي تتحاور وتتفق إزاء مواقفها السياسية من مختلف القضايا التي تشغل الساحة الفلسطينية، معتبرا ان موضوع الندوة يمثل بالنسبة للجامعة مدخلا للبحث عن التوافق الفلسطيني، وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأوضح أن مؤتمر انابولس كغيره من القضايا التي تشغل الساحة الفلسطينية تباينت إزاءه الآراء والمواقف، لكننا نتطلع لان ندخل من خلاله إلى ساحة الحوار والوفاق.
وكان د. حسين أبو شنب عميد كلية الآداب والحضارات قد أدار الندوة التي نظمتها الكلية حيث استهل الندوة بمجموعة من التساؤلات لكي تمثل مدخلا للمتحدثين في الندوة أبرزها: هل هناك فرصة جديدة بعد انابولس؟ وما هي المخاطر المتوقعة؟ وما هي الآليات الممكنة لإدارة مرحلة ما بعد انابولس؟وهل هناك مساحة للحوار الفلسطيني الفلسطيني، وهل باتت الطريق ممهدة لقيام الدولة؟والى أين نحن ذاهبون لوحدة أم انقسام؟ ما شكل الوحدة والمعارضة الممكنة؟.

بعد ذلك بدأت أعمال الندوة بكلمة للدكتور إسماعيل رضوان ممثلا عن حركة حماس حيث أكد فيها أن لحماس موقفها المبدئي من المؤتمر الذي كان مركزا للتطبيع مع الاحتلال وسط مظلة من الحضور العربي، وفقدان المكاسب الفلسطينية. وقال المؤتمر جاء بمطالب جديدة من الفلسطينيين تمثلت في المطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة لأول مرة، في مقابل عدم الالتزام بأية جداول زمنية، وشطب حق العودة.
وقال لمسنا نتائج المؤتمر في تصعيد سياسة الاغتيالات، والتصعيد الإسرائيلي على الأرض، والعدوان على المقاومة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المؤتمر تكريسا للانقسام الفلسطيني بدخول الإدارة الأمريكية والاحتلال على الخط مؤكدا أن موقف حماس مع الحوار غير المشروط، وتوحيد الجهود حول الاعتراف بالشرعيات الفلسطينية.

وقال مطلوب منا التوجه للحوار، لأنه من غير المعقول أن نتحاور مع خصومنا ونستنكف عن الحوار فيما بيننا مهما كانت المبررات محذرا من مخاطر انابولس الأمنية على الفلسطينيين.

ومن جانبه طرح د. رمزي رباح من الجبهة الديمقراطية استهل حديثه بطرح أربعة تساؤلات حول انابولس قال فيها: هل جرى فتح أفق سياسي جديد؟ وهل لمسنا تغيرا في السياسة الأمريكية والإسرائيلية؟وهل الوضع الفلسطيني مرشح لتحقيق منجزات؟ وهل الوضع العربي بحالة ترفع سقف المطالب الفلسطينية؟.
وقال: انابولس استحقاق سياسي له وظائف محددة أمريكية مشيرا إلى أن الفلسطينيين كانوا مضطرين إلى المشاركة، لكن ذلك كان يجب أن يتم بالثوابت الواضحة، وعدم الرضوخ للضغوط والتي تجسدت في القبول بوثائق المؤتمر التي جاءت منتقصة من المطالب الفلسطينية.

وقال أن العودة للمفاوضات جاءت وسط غياب للمرجعية، والجداول الزمنية، ومحاولة إدخال المفاوضات في النفق الأمني موضحا كنا نأمل أن لا تبدأ المفاوضات قبل تجميد الاستيطان، والاتفاق على مرجعية للمفاوضات خصوصا الشرعية الدولية، وتشكيل مرجعية فلسطينية مشتركة للمفاوضات، والالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها الاستفتاء الشعبي على أي اتفاقات جديدة.

وفي السياق ذاته وصف أ. خالد البطش ممثل حركة الجهاد الإسلامي المؤتمر بأنه محاولة لتصفية القضية الفلسطينية معتبرا أن الراعي الأمريكي لم يكن نظيفا ولا أخلاقيا في مكافئته للاحتلال، وقال: أن التوقيت الذي تم فيه المؤتمر مهم في ظروف الانقسام الفلسطيني، والوضع العربي غير مناسب مشيرا إلى انه مطلوب منا أن ندفع ثمن الخلاف السياسي، وثمن الوحدة الوطنية.

وأشار إلى انه إذا توقفنا عند الخطابات لن نجد فيها سوى الدعوات لتسريع التطبيع؟، وتجديد رؤية بوش داعيا إزاء ذلك إلى ضرورة العودة للوحدة الوطنية، والبدء في حوار وطني، ووقف الملاحقات، وإطلاق الرسائل الايجابية التي تطمئن الجميع.
أما د. يحيى رباح فقد اعتبر أن الذهاب للمؤتمر كان خطأ، ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية خصوصا تأكيده على يهودية الدولة، وتجاوز المرجعيات الفلسطينية.

وتساءل هل بإمكان حماس أن تتأقلم مع المجتمع الدولي، وهي متمسكة بالثوابت.
ومن جهة أخرى اعتبر د. حازم أبو شنب أن المؤتمر عالج القضية الفلسطينية رغم الظروف التي عقد وسطها، مشيرا إلى أن ثمة فرصة جديدة باعتبار أن المؤتمر عالج القضية بزعم المشاركين فيه.

وقال أن بالإمكان إقامة دولة ليس من اجل الفلسطينيين بل من اجل المصلحة الدولية، داعيا إلى ضرورة العودة للحوار عبر طرف ثالث. وأوضح أننا قد نكون مقبلين على خلاف جديد لان الفرار ليس فلسطينيا بل القرار خارجي، وهو ما قد يدفعنا لتحالفات جديدة.

من جانبه اعتبر أ. وليد العوض ممثل حزب الشعب انه لا يمكننا الحديث عن النتائج دون التوقف عند المقدمات والتي تفضي كلها لمصلحة الاحتلال والإدارة الأمريكية. وقال: كان يجب أن نتفق فلسطينيا على المشاركة، لكننا ذهبنا على نحو مرتبك، وهو ما انعكس سلبا على الموقف الفلسطيني في المؤتمر معتبرا أن المخاطر كبيرة لان المؤتمر هبط بالتوقعات الفلسطينية.

أما الجبهة العربية الفلسطينية فقد اعتبرت أن هناك إجماع على التخوفات الفلسطينية من المؤتمر ونتائجه، وقال المسئولية الوطنية تحتم علينا تعزيز الموقف الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية مشيرا إلى ضرورة حسم الخلاف الفلسطيني.