الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هارتس: مبروك لمستوطني عمونا على صفقة نتنياهو

نشر بتاريخ: 21/12/2016 ( آخر تحديث: 24/12/2016 الساعة: 08:54 )
هارتس: مبروك لمستوطني عمونا على صفقة نتنياهو

بيت لحم – معا نشر محلل صحيفة "هأرتس" لشؤون الشرق الاوسط مقالا في الصحيفة الاربعاء حول الصفقة التي حصل عليها المستوطنين في مستوطنة "عمونا" المقامة على الاراضي الفلسطينية شمال شرق رام الله .

وبدأ الكاتب مقالته بتوجيه مباركته لمستوطني "عمونا" على الصفقة التي حصلوها من بنيامين نتنياهو، الذي لم يستطيع تحصيلها في مفاوضاته مع الولايات المتحدة، وذلك عندما نقوم بتقسيم الدعم الأمريكي السنوي والمتمثل بـ 3,8 مليار دولار على عدد سكان اسرائيل، نحصل على 500 دولار لكل اسرائيلي في السنة أو 5000 دولار لكل اسرائيلي في العشر سنوات حسب اتفاقية الدعم الأمريكي، قراصنة "عمونا" يتلقون قرابة 250 الف دولار لكل عائلة، وهذا لا يشمل تكاليف البناء، الاستنساخ، الحراسة والمتفرقات، والتي ستصل الى تكاليف بعشرات الاضعاف دون الحديث عن أكثر من 10 سنوات .


لا يسع المرء الا ان يبدي الاعجاب بالعبقرية التجارية لسكان المقطورات "الكرفانات"، هكذا ينبغي ان تكون خطة مناسبة للسكن باسعار معقولة في دولة الرفاه الغنية، ومن ناحية ايدلوجية، فالحديث عن صفقة افضل بكثير مما تلقوه مستوطني قطاع غزة، لأن المستوطنات هناك جرى تفكيكها، في "عمونا" لن يتناقص عدد المستوطنين، على العكس من ذلك، وفقا للاتفاق سوف يتضاعف عدد الابنية السكنية التي سيجري بنائها في الموقع الجديد .


الاستنكار والغضب الذي ظهر في اسرائيل، على ان الدولة تخضع للمستوطنين، على تضاعف النهب – في البداية السطو على أراضي الفلسطينيين ومن ثم سرقة الخزينة العامة – وبشكل سخيف، واذا كان المستوطنين جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل، يجب ان نبتهج بأن مجموعة واحدة على الاقل تلقت الرعاية والاستفادة من مخصصات المعيشة الكريمة، حتى المطر لا يتساقط على الجميع بشكل متساوي، وهذا ليس سببا لمهاجمة الذي فاز بعد أشياء جيدة، واذا كان المستوطنين ليسوا جزءا من الدولة، فأنه لا يوجد سبب للادعاء، هل دولة اسرائيل نفسها لا تسرق الخزينة الامريكية ؟، فلماذا دولة المستوطنين في اسرائيل لا تتصرف وفقا للعرف الاسرائيلي في الولايات المتحدة ؟ .
اذا ما هو المغضب حقا في صفقة عمونا ؟ يبدو ان عدد كبير من الاسرائيليين يعتصر قلوبهم الندم الان على انهم لم يكن لديهم توجه لوضع كرفان على ارض فلسطينية، المناطق يتضح بأنها ارض الفرص، احباط هؤلاء يشبه احباط شخص لم يشتري في حينه شقة صغيرة في وارسو، او لم يضع يده على منشأة تنقيب عن النفط في روسيا عندما تفكك الاتحاد السوفيتي، الغضب هو على الغباء، الاهانة بسبب الشعور بالغباء، لان الحلم كان في متناول اليد ولكنه سقط في يد اللصوص .
على الاقل الفلسطينيين يمكن ان يكونوا راضين، باستثناء اصحاب الارض طبعا، يمكن لهم الحلم بأن حقولهم ستعود لهم، واسرائيل وجدت الخدعة وستكون قانونية، حتى لا تعيد الارض المسروقة، في الصفقة مع مستوطني عمونا الحكومة الاسرائيلية حددت قائمة اسعار الارض، ويمكن لعرب اسرائيل استخدام قائمة الاسعار هذه، كون نتنياهو جهز الجرافات للقرى العربية حتى يهدم منازل غير قانونية، ومن مصلحتهم الاسراع في المطالبة بشروط تشابه ما تلقوه اخوتهم في عمونا حتى يخلوا بيوتهم .
ولكن سوف تكون لهم مشكلة بسيطة، كون الحكومة سوف تدعي، وهذا صحيح، بأن عمونا ليست دولة اسرائيل، والقانون اليهودي في المناطق ليس هو القانون الاسرائيلي داخل الخط الاخضر، لا ستقول الحكومة، هذا ليس ابرتهايد، هكذا تتعامل دولتي الاعداء، عندما اسرائيل الشرقية تسعى لاسقاط اسرائيل الغربية، بالمبالغ المالية الت سقطت على رؤوس 40 عائلة هي مبالغ للحماية وليست مبالغ للاخلاء .


وللحقيقة فأن 150 مليون شيقل هي رسوم رمزية مقابل بقاء الحكومة، ولكن قريبا تستطيع اسرائيل الغربية ان تتحرر من هذا العبء، يمكن للمستوطنين التوجه بشكل مباشر للبيت الابيض والمطالبة بحصتهم من الدعم الامريكي، بدلا من مفاوضة الحكومة المعادية في اسرائيل في كل مرة مجددا، ومع المحكمة العليا والخائنين لها .