الفدرالية- إعلان عن استحالة المصالحة

أبو مرزوق قال في تصريحات له انه إذا استمر الانقسام الفلسطيني بدون حل ومعالجة فإن الوضع الفدرالي أفضل حل لمعالجة الوضع الفلسطيني"... كيف قرأ المحللون هذه التصريحات؟ وهل بات الانقسام الفلسطيني أبعد ما يكون عن انهائه؟.

المحلل السياسي الدكتور مخيمر أبو سعدة يؤكد أن حركة حماس وصلت بعد عشر سنوات من الانقسام الى قناعة انه بات من الصعب إنهاؤه بسبب الرفض الدولي الأمريكي والإسرائيلي للمصالحة، على أساس أن حماس مصنفة على قائمة الإرهاب، وفي المقابل فانه من غير الممكن ان يستمر وضع قطاع غزة والضفة على ما هو عليه خاصة قطاع غزة المحاصرة بدون معابر ولا كهرباء ولا مياه الخ...

وأشار أبو سعدة الى أن أبو مرزوق الذي كان يقطن في الولايات المتحدة وعايش الفدرالية، يطرحها كخيار للخروج من المأزق الحالي، ويتحدث عن صيغة بحيث يكون هناك حكومة في غزة وأخرى بالضفة، وترتبط الحكومتان بحكومة فدرالية تحكم المنطقتين، مؤكدا انه من الصعب الحديث عن هذا النظام قبل الاستقلال لأنها صيغة لدول مستقلة وذات سيادة.

وفي ظل الحالة الفلسطينية حيث يوجد في قطاع غزة حكومة ظل وحكومة توافق وطني في الضفة الغربية، فان ما ينقصها هي حكومة فدرالية تشرف على الحكومتين، مشيرا الى أن هذا الوضع يحتاج الى توافق فلسطين لتنفيذه أو لاستفتاء شعبي.

وقال أبو سعدة معلقا على تصريحات أبو مرزوق: "هو تجاوز نقطة مهمة، ماذا لو حصلت انتخابات في غزة وفازت حركة فتح؟ أو فازت حماس في الضفة؟ هو يتحدث من منظور أن حماس ستبقى تحكم للأبد وهنا نتساءل كيف سيكون شكل الفدرالية في هذا الحال؟".

تصريحات أبو مرزوق قرار متخذ
د. معين الكفارنة محلل سياسي يرى في تصريحات القيادي ابو مرزوق توجه لدى حركة حماس وقرار متخذ وموجود لتنفيذ الشكل الفدرالي للحكم.
وقال لمراسلة معا: "تصريحات القيادي أبو مرزوق خطيرة وتمهيد للاعودة للوحدة والوطنية ولا عودة لإنهاء الانقسام".

وأشار الكفارنة الى أن التصريح عملية تصويت للفكرة بشكل مبدئي، داعيا حركة حماس لتراجع نفسها، لأن الشعب الفلسطيني شعب واحد ووطن واحد وقضية واحدة.

واعتبر الكفارنة الدعوة لتشكيل حكم فدرالي تصريح من قبل حركة حماس باستحالة إنهاء الانقسام وعدم الرغبة لإنهائه مضيفا: "لا يعقل أن يكون هناك حكومتان وفدرالية هذا سيء جدا، خصوصا أننا تحت الاحتلال وعمليا لا نملك شي وبالتالي اسرائيل تستطيع استغلال هذه القضية لصالحها".

وبينما يرى المحلل السياسي الكفارنة انه لا يوجد ما يمنع حركة حماس من تنفيذ الفدرالية في غزة وهي التي شكلت حكومة ظل وينقصها فقط الاعتراف الدولي والدعم الدولي، فإن المحلل السياسي أكرم عطا الله استبعد أن تتجه حركة حماس لهذا الإجراء الذي أكد أن تشكيل حكومة فدرالية يتم باتفاقيات ولا يمكن لأحد أن يفرض نفسه على الكيانات الأخرى خاصة ان الضفة الغربية لم تتجاوب مع هذا الموضوع.

وأكد عطا الله أن الدعوة للفدرالية تعكس الشعور بالعجز والاستخفاف بعد عشر سنوات من الانقسام، وتعكس إدراك حركة حماس المتأخر أن الانقسام اكبر من أن يتمكنوا من إنهائه وأصبحت الضائقة في هذا الملف اعقد كثيرا من قدرتهم على حله.
وحول فرص اسرائيل للاستفادة من هذه الدعوة قال عطا الله إنها تفرض على الأرض واقع مختلف وتترك الأطراف تتحدث لأنها هي من تحدد الواقع، وأضاف: "هذه الأحاديث عابرة بالنسبة لإسرائيل في ظل حالة الفشل التي يمر بها النظام السياسي بسلطته ومعارضته".
حزب الشعب يرفض
قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن الحزب يرفض بشده خيار اللجوء لتشكيل حكومة فيدرالية بين الضفة وغزة وفقا لما جاء على لسان الدكتور موسى ابو مرزوق خلال مقابلته على فضائية الغد مساء أمس الجمعة.
وعبر العوض عن استغرابه لهذه الدعوة التي تأتي في وقت يحتدم فيه الصراع مع الاحتلال ميدانيا كما وفي كافة المحافل الدولية حيث يتجه العالم أجمع لإدانة الاستيطان وتأييد حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/67 لعام 20122.
وأضاف العوض أن هذه الدعوة تشكل أيضا مساسا خطيرا بأهداف الشعب الفلسطيني المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم و فرصة يستخدمها الاحتلال في حججه الواهية لرفض إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، خاصة وأن هناك دعوات إسرائيلية تتصاعد مؤخرا لان تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة بينما يقام نظام الحكم الذاتي في الضفة الفلسطينية بعد ضم أجزاء واسعة منها.
ودعا العوض ابو مرزوق وحركة حماس للعودة عن هذه الدعوة المقلقة ، والتوجه الجاد من قبل الجميع نحو إنهاء الانقسام وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مضيفا أن حزب الشعب يرى أن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ليس مستحيلا وهو يجدد في هذا السياق دعوته لتشكيل المجلس التأسيسي لدولة فلسطين بما يحقق غرضين أساسين الأول يتمثل في مشاركة الجميع في بناء مؤسسات دولة فلسطين والثاني التأكيد للعالم أجمع بأننا ماضون باتجاه تكريس مؤسسات دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
تقرير: هدية الغول