الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواصي خان يونس الخضراء هل تصبح اكبر مستنقع صرف صحي في قطاع غزة؟!

نشر بتاريخ: 27/12/2007 ( آخر تحديث: 27/12/2007 الساعة: 17:36 )
غزة- معا- تقرير خضرة حمدان- اتصالات مكثفة وعديدة تحمل شكاوى المواطنين لوكالة "معا"، آخرها شكوى مواطني منطقة مواصي خان يوينس حول عزم بلدية المحافظة بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل وبتمويل قطري تقوم بالاشراف عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر, بتدشين اكبر مشروع حوض صرف صحي في قطاع غزة على مساحة 90 دونماً زراعياً في أجمل مناطق القطاع وهي مواصي خان يونس الواقعة جنوبي غرب المحافظة ملتقية مع مواصي رفح.

الاتصالات حملت خوف المواطنين وقلقهم البالغين على أراضيهم الخضراء وبالأخص على المخزون الجوفي العذب لقطاع غزة والأكبر في القطاع المتواجد في منطقة المواصي, حيث قرابة أربعين بئرا استغل الاحتلال 38 منها على مدار سنوات تواجده في القطاع قبل انسحابه ولا زال يضخ مياهها إلى داخل الأراضي المحتلة.

كما يتخوف المواطنون هناك من تجدد كارثة انفجار الأحواض المائية التي تحل مشكلة الصرف الصحي لمحافظة خان يونس بالكامل، فيما يتوقع المواطنون ان تمتص رمال المواصي- التي استنزفها الاحتلال- المياه الراكدة وبالتالي سينجم عنه تلوث المياه الجوفية بالكامل.

وقبيل عيد الأضحى المبارك بدأت المراحل الأولى للمشروع الذي مولته قطر بقيمة 360 ألف دولار وهو حسب ما يقول محافظ خان يونس د. أسامة الفرا أنه مشروع مؤقت يهدف لمنع كارثة بيئية خشية انفجار حوض حي الأمل الشمالي والذي تتجمع به مياه صرف المحافظة على مدار الأعوام الماضية، وانه تم اللجوء للبرك الثلاث في المواصي لحل الأزمة مؤقتاً، وسيتم فور إدخال مواسير الضغط المرتفع سحب هذا المشروع بالكامل لتصب مياهه في البحر على بعد كيلو متر واحد.

إذن ما منع استكمال المرحلة الأخيرة من المشروع هو الافتقاد إلى كيلو متر واحد من المواسير وهو بالتالي سبب غير مقبول لدى أهالي مواصي خان يونس الذين أكدوا ان المشروع كان بإمكانه الانتظار, إلا ان ما يشككون به هو اختيار المنطقة الأخصب في قطاع غزة، وعلى وجه التحديد اتهامهم للاحتلال بوضع خرائط المشروع وهو ما حمله الصليب الأحمر للمنفذين ومعارضته فيما بعد تغيير الموقع الذي تحدده ثلاث خرائط تم وضعها من قبل الاحتلال.

وهذا ما شكك به محافظ خان يونس الذي قال: "المشروع بالكامل هو مشروع مؤقت وهناك مشروع دائم شرق المحافظة بالقرب من معبر صوفا والذي تموله اليابان وتم استئجار الأراضي الخاصة به إلا أن اغلاق المعابر يحول دون بدء التنفيذ".

ويعلق رئيس جمعية القدس الخيرية في المواصي فايز شعث بالقول إن ما يجري بمواصي خان يونس مصيبة وكارثة بيئية وصحية على كافة الأوجه سيما بعد الانفجار الكارثي في أحواض الصرف الصحي بالقرية البدوية شمال قطاع غزة والذي راح ضحيته خمسة مواطنين بينهم طفلان في أواخر آذار- مارس للعام الجاري.

ويتعجب قائلاً: "هل هذا ما كنا ننتظره من بلدية خان يونس هل هذه هديتها لأهالي المنطقة الذين يبلغ تعدادهم تسعة آلاف وخمسمائة نسمة والذين يفتقدون إلى العيادات الصحية والمشافي وكافة اوجه الترفيه والمرافق الحياتية فيما يتواجد مدرسة واحدة وتم بالقرب منها بناء أول بركة بدأ الضخ فيها قبل يوم واحد من عيد الأضحى أي منتصف الشهر الجاري".

رئيس جمعية اهالي المواصي يحيى النجار قال ان هناك ثلاثة مخاطر لإنشاء هذه البرك أولها التلوث البيئي على كافة الأصعدة هواء وماء جوفي, وثانيها خشية الانفجار في يوم ما، وثالثاً التخوف من تغير وجه المنطقة الأجمل في قطاع غزة والتي تتحول إلى بركة مياة راكدة وهو ما سينزع عنها صفتها السياحية.

فيما يبدو المهندس محمد الريس نقيب المهندسين الزراعيين والأمين العام للاتحاد الفلسطيني للمنظمات غير الحكومية من اشد المستائين لقيام هذا المشروع ويقول متعجباً:" ان المواصي كالفتاة البكر فالأجدر ان نحافظ عليها بدلاً من تلويثها".

ويتابع قائلاً: "نستنشق كل صباح الهواء العليل من منطقة المواصي والذي يدخل عبر الرئتين إلى القلب والأوعية الدموية والشرايين وما يجري هو تلويث الهواء والماء وبالتالي تدمير الإنسان".

فيما يتعجب رئيس جمعية انصار البيئة المهندس محمود ابو جلمبو من هذا الاختيار ويقول متعجباً: "إن المياه الارتوازية في منطقة المواصي هي المغذي الرئيس لكافة ارجاء قطاع غزة فكيف يقيمون مشروع مياه الصرف الصحي فوق أكبر مخزون جوفي بالقطاع؟!".

سكرتير جمعية القدس الخيرية يقول: "صحيح ان سكان خان يونس يعانون من مشكلة الصرف الصحي وتحدث مشاكل كبيرة هناك بسبب ضعف البنية التحتية ولكن إنشاء المشروع فوق أرض المواصي لا يحل المشكلة وكان الأجدر اختيار موقع آخر وليس البحر ايضاً فهو سيشوه أكثر سواحل القطاع نظافة وهي شواطئ المواصي".

وتابع قائلاً: "الأجدر الإسراع في بناء المشروع بالقرب من معبر صوفا ولكن انشاءه ولو للحظة في المواصي سيؤدي إلى مشاكل تعاني منها الأجيال المقبلة".

المواطنون يقدمون حلاً وبيقى التنفيذ بين أيدي القائمين على المشروع حيث تم الاتفاق على تمويل وكالة الغوث للكيلو متر المتبقي لاستكمال المشروع إلى شاطئ البحر وهو ما يعارضه المواطنون ايضاً.