الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عيسى: التسامح الديني نهج مشترك في الحياة

نشر بتاريخ: 12/03/2017 ( آخر تحديث: 12/03/2017 الساعة: 11:25 )
القدس- معا- أكد الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن المجتمع الفلسطيني يعمل على حماية قيم التسامح الديني عند اتخاذ العيش المشترك نهجاً في الحياة، وصون العيش المشترك عند الدفاع عن قيم التسامح الديني.
وشدد عيسى أن التسامح ليس خياراً بين خيارات يمكن أن تستقيم الاحوال السياسية والدينية والحضارية في العالم بوجوده أو انتفائه، بل خيار الزامي ومعبر ضروري إذا شاءت البشرية أن تنمو وتزدهر.
وقال إن التسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه، وفي معناه العميق اليوم يرتكز على مبدأ فلسفي وديني طليعي وهو القبول بالوحدة الكونية والانسانية.
وتابع، يقبل هذا المبدأ بالفروقات والاختلافات الدينية والثقافية على أنها طرق أخرى في فهم الله والانسان والكون. فالتسامح (بهذا المعنى) ليس مساومة فكرية أو دينية، كما أنه بالمقابل لا يلغي الخصائص والمميزات الفريدة، ولا يقفز فوق الفوارق الدينية والحضارية، إنه الاعتراف الهادئ بوجود التباينات، ومن ثم احترام هذه التباينات باعتبارها إثراء للوجود البشري ودعوة إلى التعارف والتثاقف.
وأضاف، أن التسامح ينطلق من أن التعدد شرعة إلهية، وسمة الوجود وهكذا يتجاوز فكرة القبول السلبي، الاضطراري للأخر الى فكرة أن الاخر شرط مؤسس ومكمل للشخصية الذاتية، وأنه ليس السكوت عن الاخر، في إنتظار أن تسنح لحظة إلغائه، بل استدعاء لهذا الاخر، مجاوراً ومحاوراً وشريكاً في تكوين الحقيقة.
ونوه عيسى" بينما كان التسامح الديني، في أقصى مدى له، يرنوا الى حسن الجوار صار التسامح الديني يعني اكتشاف الاخر في بهائه والتعرف على المطلق في كل دين. وتالياً، فإن الشرط الاول للتسامح الديني الحقيقي هو المعرفة، معرفة حقيقية للذات وللتاريخ وللهوية ثم معرفة الاخر، تاريخاً وثقافة وفكراً. لا يستقيم التسامح الحقيقي، لا التسامح الشكلي والبروتوكولي، إلا على قاعدة المعرفة الرصينة، فالجهلاء لا يتسامحون، ولا يتحاورون".
وقال إن التسامح الذي يقوم على الصمت المؤقت عن الاختلاف ليس تسامحاً خلاقاً أو مساهماً في عمران الكون، بل هو رأفة القوي بالضعيف وتعامل يقوم على منطق القوى والاكثرية النسبة، فالدين السائد في منطقة جغرافية محدده يشكل أقلية ضيقه في بقعه جغرافية أقرب أو أبعد.
وأشار أن الاديان السماوية تنطوي على قيم التسامح الديني التي تقود المؤمنين الى التحلي بأخلاقه. مشيرا" ففي المسيحية والاسلام الكثير الكثير مما يدعو ويؤسس لهذا المفهوم العميق للتسامح الديني. إن التقاء المسيحية والاسلام على تكريم الانسان بصفته خليفة الله على الارض ، واعتباره كائناً حراً، ودعوتهما الى إنماء الارض إنماءً مشتركاً، على قاعدة العدل، إنما يشكلان منبعاً ومصدراً لفكرة التسامح الذي يغتدي من مصدر إلهيط".
وشدد" يكفي المؤمنين إذا أن يعيشوا ويلتزموا في الكتب السماوية بصدقٍ واخلاص حتى يحققوا في واقعهم الحياتي اليومي ما تدعوهم إليه كتبهم المقدسة. أن تكون مسلماً حقاً، ومسيحياً حقاً، يعني أن تذهب في إيمانك الى مقاصده العليا، إلى الإعلاء من قدر الانسان، ورفض أي استغلال أو إقلال من كرامته ككائن مخلوق على صورة الله".
وقال عيسى" الفهم الديني العميق للمسيحية وللإسلام يجرد الدين من ثقل التاريخ والتصورات النمطية المشوهة في المخيلة الشعبية ويقود المؤمنين إلى التزام الانسان الفرد الحر بعيداً عن دينه ولونه وعرقه وأصله".