نشر بتاريخ: 25/03/2017 ( آخر تحديث: 26/03/2017 الساعة: 09:17 )
شارك
بيت لحم- معا- نظمت هيئة شؤون الاسرى والمحررين وتأهيل الأسرى ونادي الأسير، وجمعية الأسرى والمحررين، ومركز أطفال الدوحه الثقافي، حفل تكريم أمهات الأسرى في سجون الاحتلال، اليوم الجمعة، في دار الندوة الدولية، بحضور وزير الأسرى عيسى قراقع وأهالي الأسرى القدامى وعدد من الشخصيات وممثلي مؤسسات مجتمع مدني وأهالي الأسرى القدامى في اراضي عام 48 كريم وماهر يونس. وانطلق الاحتفال بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وتقديم مركز أطفال الدوحة فقرات فنيه والدبكة الشعبية، وقدمت ساره حمامرة ابنة الأسير جمال حمامرة المحكوم مدى الحياة قصيدة للأم في عيدها. ورحب مدير تأهيل الأسرى في بيت لحم منقذ ابو عطوان بالحضور وأهالي الأسرى وكل من شارك في هذا الاحتفال. وقال عطوان إن الأرض هي أمراة في الأخاديد والأرحام وسر الخصب واحد، هي قوة السر الذي تنبت زيتون وسنابل تنبت الشعب المقاتل.
بدوره وفي كلمة مؤثره له عبر رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع وقال "للأم الفلسطينية اقول، من تلك الأم كلما استيقظت من نومها لبست الفجر وقالت هذا حقي، وما هذا الزرع الذي يزهر بالسماء تسقيه ماء الرضا، فقولوا للطغاة ان يكتب والنهار أن يتعطر لحبيبها الغائب في السجن والليل أن يكون قميصا له، من تلك المرأة التي تلد على سرير السجن الإسرائيلي وهي مربوطة الأقدام والايدي وهنا تصير الحرية ولداً مولوداً سجينا بين جدارين، والشمس طليقة بين عينين صوت طفل لهبا في احشاء التاريخ، عشرة أطفال ولدوا هنالك بين الحديد والحديد، وتعمدوا بالوقت المقيد صباح مساء، صراخ وأطفال ونوح مشيك بالف باب وباب، هنا أخر القول أم اول القول، قولوا أيها الناس وردوا غطائي عليه".
وأصاف: "من تلك التي تزغرد في جنازة ابنها الشهيد، تنعف الورد والبكاء المالح وترقص في زفة الوداع، تتابع الرحيل كما تتابع اللقاء، أمراة تتدحرج وتفلت من يد القدر، فليكتب إذا الشعراء والمنجمون عن هذا السحر الطالع من خواصر النساء، هل المطلوب أن أذكر خمسة عشر ألف أمرأة دخلت السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي حتى اتذكر اني ابن أمراة، وهل المطلوب أن أقرأ كتابا ثمنا للشمس للاسيرة المحررة عايشة عودة، حتى اكتشف تأخر الرجال عن الأسطورة، بعد أن صارت المرأة أم لجميع الصور، وهل من الضروري أن تقضي لينة الجربوني سبعة عشر عاما في السجن حتى يفهم العالم العلاقة بين المرأة الفلسطينية ودوران الشمس، جرح هذه البلاد يتفتح في وجه أم فلسطينية وبين هذا الفضاء وهذا التراب سلالم من فلسطينيات لسن تعاويذ ولا مشعوذات، هن أنجم وحرائر في الضوء واللغة خارج مرمى الصياد، ولا أظن أن الطريق إلى الأعلى بغير الأمهات وغير دعائهن ممكن يوما.
وتابع: "الأم الفلسطينية تفوقت بالحب على الإسرائيلية، تقول الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، اعطنا حبا بالحب كنوز الخير فينا تنفجر وأغانينا ستنحصر على الحب وتزدهر وستنهل عطاء وثراء وخصوبة، اعطنا حبا سنبني العالم المنهار فينا من جديد ونعيد فرحة الخصب لدنيانا الجديدة، بينما تحرض الشاعرة الإسرائيلية نعمة شبير على القتل الجماعي وتلوم جنود الاحتلال لو انهم اتقنوا الدرس لنصبوا المدافع على مداخل المخيمات وامطروها بالقنابل والقذائف من الحديد الملتهب ومسحوا ساكنيها، والفرق هنا بين القصيدتين، لغة نسائنا سلام واضحة ولغة نسائهم كراهية وأسلحة".
ويتابع قراقع: هل رأيتم أمهات فلسطين خلف راشات على حواجز الاحتلال العسكرية إعدامات ليست في رمل مكة بل في صخرة القدس وفقط في فلسطين صار للسماء تابوت والأرض أنثى ، يعانقن الحياة بطين لم يلامسة سوى الملاك. لماذا تجن إسرائيل إذا انتفضت أمراة ورمت وردة تحت شباك سجن، يطلق جنودها زخات غزيرة من الرصاص على فتاة تنسل من معراجنا وتنزل في اشلائها، توحد اغوارها واياتها تشتبق مع الغيوم وتنهزم الاسئلة. الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ،أماه لكي الجماهير بلا عدم فلست وحدك يا أماه بلا ولد، ان يغلقو بيتنا الدامي فقد فتحوا لنا الزنازين بيتا شامخ الزرد ، من خلف قضبانه نرمي الدفاع عن مكبلينا برصاص من فم ويد ، أماه مهما احتواني القيد منفردا، فإنني بنضالي غير منفرد، أن كان قلبي خفاق إلى أمد ، قلب الجماهير خفاق بلا أمد، من لم تودع ابنها بابتسامة إلى الزنازين ، لم تحبل ولم تلد.
كما رحبت والدة الأسير نضال ابو عكر بالحضور وشكرت الجميع على وقفتهم مع أهالي الأسرى والشهداء والجرحى ، وعبرت بكلمات من الحزن والألم على فراق أبنائها التي لم تعش معهم جميعا في عيد واحد ولم يجتمعوا. في نهاية الاحتفال تم تكريم أهالي الأسرى وتوزيع الدروع والهدايا عليهم.