الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز حقوقي: أعراض جسدية ونفسية سلبية يسببها جدار الفصل لسكان قرى محافظة قلقيلية

نشر بتاريخ: 03/10/2005 ( آخر تحديث: 03/10/2005 الساعة: 12:02 )
القدس -معا- اظهرت دراسة اعدها المركز الفلسطيني للارشاد حول الآثار النفسية لجدار الفصل العنصري في قرى محافظة قلقيلية ونشرت نتائجها مؤخرا وجود نسبة كبيرة من الاعراض الجسدية الناتجة عن اسباب نفسية ( سيكوسوماتية) كالدوار, ارتفاع عدد ضربات القلب, والشعور بوهن الجسد, خاصة لدى الاناث في مرحلة البلوغ (3,52%) من مجموع الاناث.
وشملت الدراسة قرى عتمة, فلامية, رأس طيرة, مغارة الضبعة, ووادي الرشا, كونها اكثر القرى تماسا وتضررا, وطبقت على 947 فردا من ثلاث فئات عمرية .

وابرزت الدراسة وجود شعور بعدم الرغبة بالقيام بالانشطة اليومية خاصة عند الرجال البالغين الذين تزيد اعمارهم عن الاربعين عاما مما يعكس شعورهم بالاحباط وفقدان حافز ودافع الانجاز كذلك برز لدى الذكور البلغين ايضا 6,36% وجود عرض سيطرة الافكار المخيفة عليهم بينما برز عند النساء البالغين بنسبة 5,4%.

كما برز وجود ارتفاع في تغير الاعراض العاطفية ( كالخوف والحزن) اكثر من غيرها من الاعراض خاصة في قريتي وادي الرشا ومغارة الضبعا في قلقيلية نظرا لانعكاس الجدار على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية لسكان القريتين.

اما بالنسبة للاطفال اشارت نتائج البحث الى ان الاطفال من عمر 6- 12 سنة اصبحوا اكثر عدوانية من قبل ( كما يرى الاهل) فهنالك 59% من مجموع الذكور و 41% من مجموع الاناث اصبح لديهم هذا العرض احيانا و 9% من الذكور و6.7 من الاناث بشكل دائم كذلك 40,8% من هؤلاء الاطفال بنفس الفئة العمرية اصبح لديهم عرض الخوف من الليل بشكل دائم و18% من الذكور اصبح لديهم العرض نفسه بشكل دائم وهذا يعني الخوف من غير المألوف والخوف من المجهول.

ومن ابرز النتائج ذات الدلالة الاحصائية وجود علاقة عكسية بين التعرض للجدار وظهور اعراض نفسية لفئة البالغين كالشعور بالوحدة واعراض جسدية نفسية مثل صعوبة بالتنفس واوجاع بالمعدة ووجود علاقة طردية بين التعرض للجدار وظهور اعراض نفسية لفئة المراهقين والاطفال المتمثلة بضرب الآخرين واستخدام العنف اللفظي والاعراض الذهنية كالكوابيس الليلية.

واكدت الدراسة ان التعرض للجدار له تأثير سلبي (عكسي) على فئة البالغين حيث اوضحت النتائج ان التعرض للجدار يرتبط بعدم تطور اعراض نفسية لفئة البالغين وان هذه الاثار النفسية تتزايد يوما بعد يوم لما يشكله الجدار من انعكاسات سلبية على الحاجات الاساسية للانسان وهي الحاجات الفسيولوجية, الحاجة للامان, الحاجة للحب والانتماء.

وتخلص الدراسة الى القول ان هذه الاثار تنطبق على البالغين والاطفال, الاناث والذكور من بني البشر, ولكن حيث تكمن الفرصة للفرد البالغ في تجاوز الاثار السابقة, عن طريق وسائل مختلفة كالعلاج النفسي, تطوير مهارات تكيف او حتى زوال الجدار. ويبقى الخطر الاكبر على الاطفال في طور النمو, فالطفل ينمو بالحدث ويتأثر من كل الجوانب النمائية حتى البيولوجية منها والتي تعتبر الاشد خطرا, وهذا يضع الاطفال في خطر اذا ما قلل الكبار من شأن الحدث, واعتبروا ان الطفل لانه صغير لا يعي ما يحدث او لديه القدرة على المقاومة والتحمل اكثر من البالغين وتخطي التجربة.