السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وداعا استاذي ابا الرائد

نشر بتاريخ: 05/04/2017 ( آخر تحديث: 05/04/2017 الساعة: 01:31 )
وداعا استاذي ابا الرائد
بقلم: محمد اللحام
استاذي "ابو الرائد" محمد العباسي في ذمة الله ..هكذا وصلني الخبر الذي لم يكن بمفاجأة بالنسبة لي وذلك لمعرفتي بحالته المرضية التي المت به من سنوات عبر " جلطات متتابعة" ولكن دون الانتقاص من الحزن والألم على فراق هذا الرجل الذي شكل محطة مهمة في حياتي المهنية .
تعرفت عليه بعد خروجي من السجن عام 1991 وفتح لي الفرصة للكتابة والعمل كمراسل رياضي لصحيفة النهار المقدسية بعد ان كنت قد كتبت لأول مرة لصحيفة الشعب المقدسية عام 1987 بوساطة الاستاذ ابراهيم ملحم .
ابو الرائد ليس بمحرر مسؤول تقليدي ،بل استاذ واخ واب ،شجعني واخذ بيدي حد الحرية المطلقة والمغامرة ، عندما سمح لي بكتابة تقارير اسبوعية عن دوريات كرة القدم لأكثر من درجة وكذلك دوري كرة السلة .

وكم كنت فخورا عندما يضع مقدمة بارزة في الاسبوع التالي يشيد بها في تحليلاتي ويقول " اصاب اللحام 100% " بعد انتهاء المباريات وحسن التوقعات .
استمرت العلاقة بيننا رغم اغلاق صحيفة النهار وعاد ليتواصل عند تشكيل اول جسم لرابطة الصحفيين الرياضيين وكنت وقتها مشغولا وبعيدا نسبيا .. ودعاني عام 1999 للذهاب في دورة صحفية للعراق وكانت رحلة رائعة رغم كل المشاق في الطريق من والى بغداد .
كنت احرص على زيارته في مكتبه بوزارة التعليم العالي واشرب معه القهوة ونتبادل اطراف الحديث ونتشعب حيث ما كان وما صرنا اليه .
لقد كان للفقيد موقف متحفظ على العديد من الظواهر والمناهج في العمل الرياضي والإعلامي المعاصر.وقد دفع ثمن مواقفه ان حجبت بعض مقالاته من الصحف والوكالات.

وكم كان حزينا لذلك وهو الذي كان يشرع صفحات قلبه لكل نقد او موقف .
حقيقة احببت الرجل كما الحبيب الاول ولا اشك انه ايضا بادلني نفس الشعور واتصل علي عندما طلب شاب من بيت لحم يد ابنته وقال لي " القرار عندك وردلي جواب بنعم او لا " ...ثقة اعتز بها جدا من رجل عزيز على قلبي جدا .
المرة الاخيرة التي التقينا كانت في عرس ابنته وكانت صحبة جيدة مع زملاء ورفاق درب اعزاء تذكرنا الزمن الجميل والصفاء والنقاء وودعته وهو فرح مبتسم .
كتب اكثر من كتاب وثق به مراحل مهمة في مسيرته الاعلامية والرياضية دون ان يسقط من قلبه او قلمه العشق المتدفق لنادي سلوان الذي اخلص له اداريا وماديا ومعنويا .
رحمك الله يا معلمي وملهمي ومثواك الجنة بإذن الله ..على امل ان نحفظ لك العهد بالأمانة الوطنية والمهنية وان نبقى اصحاب كلمة وفاء على دربك ...وداعا ابا الرائد .