الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليوم الاول من رمضان يشهد ارتفاعا ملحوظا في الاسعار واقبالا على الاسواق في ظل اوضاع اقتصادية صعبة

نشر بتاريخ: 04/10/2005 ( آخر تحديث: 04/10/2005 الساعة: 16:40 )
بيت لحم - معا - يحل شهر رمضان المبارك على الشعب الفلسطيني وسط اوضاع اقتصادية تزداد سوءا عاما بعد عام حيث وصلت حدا لا يطاق بالنسبة للكثير من العائلات الفلسطينية نتيجة الممارسات الاسرائيلية.

ولم يعد الاغلاق والحصار السبب الوحيد في معاناة الفلسطينيين, فهناك نسبة عالية من أبناء الشعب الفلسطيني فقدت مقومات الحياة الاقتصادية لديها كالمزارعين اللذين لم يستطيعوا دخول اراضيهم اضافة للمزارعين الذين نهبوا اراضيهم ليضافوا الى ما سبق من المتضررين من الاجراءات الاسرائيلية.

وبناء على ذلك وفي اليوم الاول من شهر رمضان المبارك كان لوكالة معا الاخبارية جولة في الاسواق الفلسطينية التي وعلى الرغم من حالة الكساد وارتفاع نسب الفقر والبطالة كانت تعج بالاف المواطنين الذين عبروا خلال لقاءاتنا معهم عن تذمر واسع من ارتفاع الاسعار لكافة المواد الغذائية وكأن التجار ينتظرون هذا الشهر ليعوضوا ما خسروه نتيجة الركود الاقتصادي الناجم عن الجمود السياسي في الاراضي الفلسطينية.

وحتى لا نطيل في التحليل والشرح التقينا المواطنة ام محمد وهي امرأة في الخمسينات من عمرها حيث ردت على سؤال لنا بعد ان تنفست عميقا ثم قالت:" ان الاوضاع الاقتصادية صعبة للغاية بسبب قلة الاعمال وتضيف... لدي ثلاثة اولاد متزوجين ولديهم اطفال ولا يعملون منذ اكثر من ثلاث سنوات والله وحده يعلم كيف نسير امورنا واليوم هو اليوم الاول من شهر رمضان ولذلك انا قدمت للتسوق بعض الاحتياجات الرئيسية وبصراحة انا قدمت للسوق ومعي 100 شيكل ومش عارف شو بدي اشتري ،نحن عشرين فرد في العائلة ومع الارتفاع في الاسعار لا اعرف ماذا اشتري لهم؟

اما المواطن ابراهيم محمد خليل وهو من سكان قرية الخاص فتدخل خلال حديث ام محمد وقال عن ماذا تسالون عن الاوضاع الصعبة، الاوضاع صعبة للغاية ويواصل حديثه بعصبية" صحارة" صندوق البندورة بـ 30 شيكل هذه هي الاوضاع نحن لا نعمل منذ فترة والجميع يعلم ذلك ونحن نكابد حتى نصل الى السوق لنتفاجئ بهذا الارتفاع الرهيب للاسعار ومن المسؤول لا يوجد احد يهتم بالمواطنين، اين السلطة؟ لماذا لا تراقب الاسعار وهذا الارتفاع الكبير فيها ؟ لا يوجد اي نوع من الخضروات والفواكه الا وارتفع ، وتجمع المواطنون من حولنا يناقشون الموضوع في دليل واضح على الظروف التي يعيشونها والامل في التخلص من هذه الاوضاع .

وفي محاولة لنا لمعرفة سبب الارتفاع في الاسعار مع بداية الشهر الفضيل الذي يحث على التاخي والشعور بالم الغير ومساعدة الفقراء التقينا عددا من التجار الذين اكدوا ان سبب ارتفاع الاسعار ناتج عن الاغلاقات الاسرائيلية من جهة وقلة المنتوجات الزراعية من جهة اخرى اضافة الى زيادة الطلب على المنتوجات حيث ترتفع نسبة الطلب الى الضعف تقريبا ويقول احد التجار وكأن الناس لا يشترون ويأكلون الا في رمضان .

وحول سؤال لـ معا للتجار عن تفاصيل الارتفاع في الاسعار ، قال التاجر ابراهيم محمود جعيوي وهو تاجر جملة من السوق المركزي : سبب الارتفاع ناتج عن الحواجز العسكرية بحيث يضطر التجار الى سلك طرق اطول وبالتالي اي زيادة في المصاريف تزيد على المواطن في المحصلة النهائية بحيث ان المزارع يرفع السعر في رمضان قليلا والتاجر الذي ياخذ البضاعة يرفعها قليلا ومن ثم عملية النقل التي تزيد في السعر بسبب طول الطريق الناتج عن الحواجز وبالتالي يصل السعر مضاعفا على المواطن الذي عليه ان يتحمل كل هذه الاعباء والزيادات اضافة الى ربح التاجر.

اما تاجر اخر فيقول ان هناك سبب اخر لهذا الارتفاع وهو قلة المنتوجات الزراعية التي تنتجها الاراضي الفلسطينية فهي لا تكفي لسد حاجة المجتمع باكمله ومع الانسحاب من غزة والاغلاق المحكم الذي يفرض عليه ظهر نقص حقيقي في هذه السلع، ويؤكد التاجر على انه لو كان القطاع مفتوحا لما كان هذا الارتفاع ليصل الى الدرجة التي وصل اليها ، اما محمد الخليلي وهو تاجر جملة فيقول ان التجار يدركون المصاعب والظروف التي يعيشها الناس، ويضيف نحن ندرك ونشاهد ما يواجهه الناس من خلال الكميات والمواد التي يشترونها فمعظم الناس يركزون مشترياتهم على المواد الاساسية مثل الخضار اما الفواكه فلا يوجد اقبال كبير عليها ، وعلى الرغم مما سبق اجمع التجار على انهم لمسوا حركة نشطة مع بداية الشهر الفضيل الا انه لا يمكن مقارنة هذه الحركة بالسنوات السابقة اي سنوات ما قبل الانتفاضة .

اما محلات الحلويات فقد اعدت حلويات الشهر الفضيل خصوصا القطايف والمحليات الاخرى التي يقبل عليها المواطن ولكن ليس بشدة ولربما كما يقول التجار لاننا في اليوم الاول من رمضان متمنين ان تتحسن الاوضاع على الجميع .

من جانبه دعا الدكتور الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والديار الفلسطينية ابناء الشعب الفلسطيني الى التلاحم والتاخي مشددا على ضرورة ان يتعاون الجميع ويساعد الفقراء الاغنياء استجابة لمعاني هذا الشهر الفضيل . كما دعا صبري الى نبذ الخلافات في هذا الشهر لانه شهر التسامح والاخاء بين المسلمين .

وعلى صعيد اخر دعا مفتي القدس المسلمين الى التوجه الى الله بالعبادة ومساعدة الناس بكافة الوسائل والطرق كما شدد على ضرورة اداء الشعائر الدينية في المقدسات خصوصا المسجد الاقصى موضحا انه فرض على كل مسلم التوجه الى المسجد الاقصى لاداء الصلاة فيه لتاكيد على عروبته واسلاميته في ظل هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها .