السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوروبا تقر بمنهجية علاج جديدة في لاتفيا للقضاء على بعض أنواع السرطان

نشر بتاريخ: 31/05/2017 ( آخر تحديث: 31/05/2017 الساعة: 18:35 )
أوروبا تقر بمنهجية علاج جديدة في لاتفيا للقضاء على بعض أنواع السرطان
بيت لحم- معا- مثل كرة ثلج تتدحرج ببطء، هي المنهجية الطبية الرابعة في علاج السرطان، بعيدا عن الخرافات و الدجل والشعوذة، بدأ الاتحاد الأوروبي يقر باعتماد الفيروسات لعلاج السرطان، لينضم العلاج إلى المناهج التقليدية القديمة في علاج هذا المرض الفتاك، وهي العلاج الكيماوي و الأشعة والجراحة الاستئصالية.
ومن لاتفيا، تلك الدولة الصغيرة التي تقع في الشمال الشرقي لأوروبا، و على بحر البلطيق الشهير، كانت بدايات تلك الرحلة المشوقة لعالمة من هناك اسمها آينا موتسنتس، في بداية ستينات القرن الماضي، كرست حياتها لخدمة العلم وانتهت باكتشاف تلك المنهجية العلمية القائمة على الأبحاث الرصينة في مختبرات كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي إبان احتلالها لتلك الدولة البلطيقية الصغيرة.
وبالرغم من صغر حجمها الجغرافي والسكاني، لكن استطاعت لاتفيا أن تصبح الدولة الرائدة في العلوم الطبية وأن تساهم في قهر أكثر الأمراض فتكا في العصر المعاصر، مرض السرطان، ولا تزال تعمل المختبرات الطبية بطواقم لا تكل لمحاربة هذا المرض واتباع منهجيات جديدة مغايرة عن المعروفة، لتصبح لاتفيا أحد أهم جبهات القتال المعروفة عالميا في الاشتباك المباشر مع مرض السرطان.
مرض السرطان هو نمو مضطرب لبعض الخلايا في الجسم، بحيث تتزايد بشكل لا يمكن السيطرة عليه، والسرطان يعتبر مجموعة كبيرة من الأمراض ولا ينحصر في مرض واحد ويمكن ان يصيب اماكن مختلفة من الجسم.
لكن استطاعت لاتفيا و بخطى عملية منهجية استمرت لعقود طويلة ان تعمل على وضع حجر الأساس لمنهجية رابعة اثبتت فعاليتها في علاج عدد من أنواع السرطان و بنسب متفاوتة من النجاح وحسب مستوى الحالة المرضية.

منهجية جديدة في العلاج
المنهجية الجديدة التي تم تطويرها هي منهجية العلاج الفيروسي او العلاج باستخدام الفيروسات، والتي تم تطويرها ابان العهد السوفيتي في لاتفيا التي كانت جزءاً من الدولة السوفيتية انذاك قبل ان تحصل على استقلالها بداية التسعينات، وكانت طوال فترة خضوعها للسيطرة السوفييتية، تعتبر منجم الطب للاتحاد السوفييتي، إلى ان عادت إلى حضن القارة الأوروبية لتحافظ على سمعتها و مكانتها كرائدة في العلوم الطبية والدوائية.
قصة اكتشاف العلاج
بدأت حكاية لاتفيا مع العلاج عام 1965 ويعزو الفضل في اكتشاف العلاج وتطويره الى البروفيسورة آينا موتسينيتس، طبيبة الأورام والتي قامت بفحوص مكثفة على علم الفيروسات، لتخرج في النهاية بعقار استغرقت عملية تطويره واعتماده بعد تجربته بنجاح أربعة عقود. وقد وصلت الدكتورة نتيجةً لأبحاثها الى تطوير عقار فيروسي يحقن به المريض فتقوم الفيروسات بمهاجمة الخلايا السرطانية بدون ان تسبب اي ضرر للخلايا السليمة، مما يمنع حدوث مضاعفات للمريض وهذا ما تتميز به هذه المنهجية العلاجية، على عكس باقي منهجيات العلاج الأخرى.
العقار الذي تم تسميته على اسم العاصمة اللاتفية ريغا، تم اعتباره رمزا وطنيا للاتفيا، و بناءا على وصية مكتشفته البروفسورة موتسنتنس فهو لا يخضع لمعادلات التجارة الدولية او منطق الأرباح التجارية، وعليه تم المصادقة على البدء في العلاج بإستخدام العقار كعلاج فيروسي في جمهورية لاتفيا تمهيداً للمصادقة عليه واستخدامه كعقار في الإتحاد الأوروبي حال إتمامه مراحل التسجيل المعتمدة.
اعتماده في الاتحاد الأوروبي
وبناء على ما سبق تقوم المؤسسات الطبية في لاتفيا و باقي دول العالم التي اعتمدت عيادات متخصصة في العلاج الفيروسي بها او التي تقدم هذا العقار كعلاج معتمد، بتقديم الإستشارات مجانياً للمرضى حول العالم، اذ انها تأخد المعلومات المرسلة والفحوصات الطبية السابقة للمريض وتقرر عليها اذا كان العلاج فاعلاً للمريض حسب السيدة ديانا اوتيسون مديرة مركز الاستشارات الطبية للعلاج الفيروسي في لاتفيا، في اتصال معها ، حيث أوضحت اوتيسون أن العقار يقوم بعمليتين للقضاء على السرطان فأولاً يقوم بتقوية جهاز المناعة للمريض وثانياً يقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها.. وأشارت أوتيسون الا انه لا يتعارض استخدام هذا العقار مع العلاج الكيماوي اذ قد يكون لهذا اثر افضل في تحسن حال المريض لكن يجب اولاً التأكد من هذا عن طريق القيام بالفحوصات الطبية اللازمة.
وبحسب السيدة أوتيسون فإن المرضى في لاتفيا حيث يقع مركزها العلاجي اصبحوا يفضلون هذا العقار عن المنهجيات الأخرى ويعود سبب ذلك ان العقار لا يسبب ارهاق او ضعف في المناعة واعراض جانبية للمريض كالعلاجات الأخرى.
وفي سؤال عن الإجراءات المتبعة وكيفية التقديم للعلاج قالت اوتيسون بأنه في مركزها يجب على المريض ان يرسل معلوماته الكاملة بدقة ونوع الورم الذي اصابه وكافة الفحوصات التي اجراها ثم بعد ذلك يقرر الأطباء في العيادة اذا كان العقار مناسباً للإستخدام للمريض فالعقار للأن ما زال قيد التطوير لبعض الحالات من الأورام، منوهة إلى أن التواصل مع المركز ودراسة حالة المريض مجانية.
واضافت بعد ان يتم الموافقة على العلاج يحضر المريض للاتفيا و بتنسيق مع المركز المختص للحصول على العلاج في زيارة تستمر 3 ايام فقط، وبعدها يمكن للمريض ان يغادر اذ يتم اعطائه الجرعات في الأيام الثلاث الأولى ثم يمكنه ان يستكمل باقي الجرعات في بلده التي يجب ان يتم شحنها عن طريق شركات شحن طبية لأن العلاج يحتاج الى اساليب مجهزة للتخزين.

فترة العلاج وتكلفته
ورداً على سؤال حول الفترة التي يحتاجها المريض للعلاج الكامل اضافت ان العلاج يحتاج لثلاث سنوات حيث تكون السنة الأولى هي الأكثر اهمية بحسب وصفها ثم السنة الثانية والثالثة، ويشفى بعدها المريض بشكل كامل، واضافت بأن على المريض ان يقوم بمراجعة المركز كل مرة سنوياً على الأقل مع أفضلية الزيارة نصف السنوية كما اضافت ان الأطباء في مركزها يتواصلون مع المرضى عن طريق برامج المحادثات على الإنترنت مثل السكايب والفيسبوك.
مضيفة أن العلاج تم تطويره في دول مختلفة من العالم في لاتفيا والولايات المتحدة كما توجد عيادات تقدم العلاج في كل من لاتفيا والمانيا والمكسيك.
وحول تكلفة العلاج قالت ديانا ان العلاج يختلف من مريض لمريض لذلك لا يمكن اعطاء رقم دقيق للتكلفة لكنها اكدت ان تكلفة العلاج اقل من منهجيات العلاج الأخرى مثل الكيماوي والعلاج الجراحي او الأشعة بكثير.
قصة ناجية من السرطان بسبب العلاج الفيروسي
المحامية تاتيانا باشولتا، (65عاماً)، هي إحدى الناجيات من المرض الفتاك، حيث أنها أصيبت بورم سرطاني في الجلد في الجزء الأسفل من ساقها عام ،1989 وقامت بإجراء ثلاث عمليات جراحية في الشهور السبعة التالية لاستئصال الورم الذي كان ينتشر بسرعة. وفي شهر يوليو من العام ذاته، كانت قد قررت إجراء عملية جراحية رابعة، وقد أنهكها انتشار الورم، وتقول إنها في تلك الفترة سمعت عن البروفيسورة آينا موتسينيتس، كمختصة في علم الأورام السرطانية، وقامت بمقابلتها بمرافقة جراحها، وقد قامت البروفيسورة بفحصها ودراسة حالتها بالتواصل مع جراحها، واقترحت عليها البدء في المعالجة البديلة الجديدة وهي العلاج بالفيروسات.

وتستطرد تاتيانا في اتصال معها، أنها قررت بالتوافق مع طبيبها الجراح والمعالج إيقاف العملية الجراحية الرابعة، وبدأت بتعاطي العقار بإشراف البروفيسورة، بدءا من شهر يونيو عام1990 ، وعلى مدار السنة التي تلتها أيضاً، وبجرعات محسوبة مؤكدة أنها لم تتلق أي علاج كيميائي طوال فترة مرضها غير عقار الريغفير.
وكانت تأخذ الجرعات على مدى شهر كامل بحصص تقررها البروفيسورة، على ان يرتاح جسمها في الشهر الذي يليه. تقول تاتيانا ببهجة لا تخفيها &
39;.