بيت لحم – معا- رغم ما هو شائع في الأوساط الشعبية، يؤكد خبراء التغذية والطب أن تناول الفواكه ليس ممنوعًا على مرضى السكري، بل يُعد جزءًا مفيدًا من نظامهم الغذائي، إذا تم اختيار الأنواع المناسبة وتحديد الكميات بدقة.
وتشير التوصيات الحديثة الصادرة عن جمعية السكري الأمريكية (ADA) وهيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) إلى أن الفواكه الطازجة، وخاصة تلك ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، تمد الجسم بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة، وتُساعد في السيطرة على الوزن وسكر الدم.
بحسب موقع Harvard Health Publishing، فإن الفواكه الكاملة (وليست العصائر أو المجففة) تُعد خيارًا صحيًا لمرضى السكري لأنها تحتوي على ألياف تبطئ امتصاص السكر وتمد الجسم بمغذيات طبيعية دون سعرات فارغة وتُشبع لفترة أطول، ما يقلل الحاجة لتناول وجبات خفيفة غير صحية. لكن الخبراء يشددون على أن الاعتدال أساس أي نظام ناجح، إذ يُوصى عمومًا بحد اقصى 3 حصص يوميًا من الفاكهة (الحصة = تفاحة متوسطة، أو نصف كوب فواكه مقطعة) مع تجنب الفواكه المعلبة أو العصائر أو الفواكه المجففة، التي تحتوي على كميات مركزة من السكر.
وينصح الخبراء بعدد من أنواع الفواكه اهما التفاح، الكمثرى، الكيوي، التوت، الفراولة، الخوخ، الجريب فروت والبرتقال. واما الرمان فينصح بتناوله باعتدال في حين يحذر خبراء التغذية من المانجو، العنب، التين والموز خصوصا الناضج والبطيخ بكميات كبيرة.
لا توجد فاكهة "ممنوعة تمامًا" على كل المرضى، لكن هناك أنواعًا يُوصى بشدة بتجنبها أو استهلاكها بحذر شديد، خاصة في حال ارتفاع سكر الدم غير المنتظم، أو وجود مقاومة أنسولين متقدمة، وهي منها الفواكه المجففة (مثل التمر، الزبيب، المشمش المجفف) لأنها تحتوي على سكريات مركّزة وسعرات مرتفعة رغم صغر حجمها، وقد ترفع سكر الدم بسرعة. وكذلك عصائر الفاكهة (حتى الطازجة منها) لأنه
يتم امتصاصها بسرعة لأنها خالية من الألياف، وقد تؤدي لارتفاع مفاجئ في الجلوكوز. والعنب والمانجو والتين الطازج كونها تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز، وينصح بتجنبها أو تقليلها حسب الخطة الغذائية الفردية. واما البطيخ والشمام فرغم محتواها المائي، إلا أن مؤشرها الجلايسيمي مرتفع، وقد تسبب تقلبات في سكر الدم إذا لم تُحسب كجزء من الكربوهيدرات اليومية.
قالت البروفيسورة Lisa M. Davis، أخصائية التغذية العلاجية: "الفواكه ليست عدوًا لمريض السكري، بل جزء من نظامه العلاجي إذا ما أُحسن اختيار النوع والكمية والتوقيت... وننصح بتناول الفاكهة ضمن وجبة تحتوي على بروتين أو دهون صحية لتقليل تأثيرها على السكر.”
التحكم في سكر الدم لا يعني الحرمان من الفواكه، بل يعني الاختيار الواعي والاعتدال. التوجيه الطبي السليم قادر على تحويل الفاكهة من "خطر متوهم" إلى "حليف طبيعي" في السيطرة على السكري وتحسين جودة الحياة.