بيت لحم- معا- يُعدّ شرب الماء من أبسط العادات الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم كافة، من تحسين أداء الدماغ إلى تنظيم حرارة الجسم والمساعدة على الهضم والتخلص من السموم. وفي ظل تزايد الوعي الصحي، يكثر التساؤل حول كمية الماء التي يحتاجها الإنسان يوميًا، وما إذا كانت المشروبات الأخرى مثل القهوة والعصائر تُحتسب ضمن تلك الكمية.
يؤكد خبراء الصحة أن شرب كميات كافية من الماء يوميًا يعزز ترطيب الجسم ودعم وظائف الخلايا، تحسن التركيز الذهني والمزاج، حيث يؤدي الجفاف حتى بدرجات خفيفة إلى الصداع والإرهاق، تنظيم حرارة الجسم خاصة في الصيف أو أثناء النشاط البدني، تعزيز صحة الكلى والمساعدة على التخلص من الفضلات عبر البول وتدعم الهضم ومنع الإمساك، وتحسين عملية الأيض وبالتالي المساعدة في التحكم بالوزن.
وتختلف الكمية المثالية للجسم من الماء حسب العمر، النشاط البدني، الطقس، والحالة الصحية، لكن التوصية العامة من مؤسسات مثل مايو كلينك ومؤسسة الطب الأميركية تشير إلى ان الكمية المثالية للرجال حوالي 3.7 لترات يوميًا (ما يعادل نحو 15 كوبًا) اما النساء فحوالي 2.7 لترات يوميًا (ما يعادل نحو 11 كوبًا).
وهذه الكمية تشمل جميع مصادر السوائل التي يحصل عليها الجسم يوميًا. ويبقى السؤال هل تُحسب القهوة والشاي والعصائر من ضمن الكمية؟ والاجابة على هذا السؤال نعم، تُعدّ المشروبات مثل القهوة، الشاي، والعصائر الطبيعية جزءًا من إجمالي استهلاك السوائل. إلا أن هناك بعض الملاحظات المهمة فالقهوة والشاي يحتويان على الكافيين، الذي قد يكون مدرًا للبول عند بعض الأشخاص، ما قد يُفقد الجسم جزءًا من السوائل. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن استهلاك الكافيين المعتدل لا يُحدث تأثيرًا كبيرًا على توازن السوائل لدى معظم الأفراد في حين ان العصائر والمشروبات السكرية قد تؤدي إلى زيادة في السعرات الحرارية، لذا يُفضل عدم الاعتماد عليها كمصدر رئيسي للسوائل.
مع ذلك، يُوصي الأطباء بأن يكون الجزء الأكبر من استهلاك السوائل من الماء النقي، وذلك لتجنب السعرات الفارغة والمنكهات الاصطناعية أو المحليات الموجودة في بعض المشروبات.
ورغم أن جميع السوائل تسهم في ترطيب الجسم، يبقى الماء النقي الخيار الأفضل والأكثر أمانًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة فقدان السوائل في فصل الصيف. الحفاظ على زجاجة ماء بالقرب منك وشربه على مدار اليوم يمكن أن يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة نحو نمط حياة أكثر صحة ونشاطًا.