الجمعة: 02/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: صمود الفلسطينيين على ارضهم ومقاومتهم أفشلت المشروع الصهيوني

نشر بتاريخ: 04/06/2017 ( آخر تحديث: 04/06/2017 الساعة: 19:09 )
البرغوثي: صمود الفلسطينيين على ارضهم ومقاومتهم أفشلت المشروع الصهيوني
رام الله - معا- أكد الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، اليوم الاحد، أن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومقاومته الاحتلال الاسرائيلي افشل المشروع الصهيوني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده البرغوثي في الذكرى الخمسين لعدوان حزيران و الاحتلال عام 1967.
وفند د. البرغوثي، خلال المؤتمر، بالحقائق والأرقام، الادعاءات الإسرائيلية والأكاذيب التي تسوقها في العالم، وقال "نعقد هذا المؤتمر، وذلك لان الذكرى ال50 لاحتلال الضفة الغربية والقدس والجولان ليست أمرا عابرا، ولان هناك تجاهل إعلامي وضعف في الاهتمام على الصعيد الفلسطيني والدولي بهذه الذكرى الأليمة، ولا بد أن نذكر العالم بما جرى لان ما تتعرض له القضية الفلسطينية هي محاولة لتشويه وتزوير التاريخ و الحاضر و تصفية المستقبل".
وأضاف د. البرغوثي، أن "هناك استنتاجات لابد ان يعرفها العالم بعد 50 عاما من الاحتلال و70 عاما من التهجير" وهذه الاستنتاجات هي:
الاستنتاج الأول: رغم العدوان الإسرائيلي الشرس عام 67 و هزيمة الجيوش العربية صمد الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال وأصر على البقاء على أرضه، بذلك صنع الفشل للمشروع الصهيوني الذي كان يهدف لترحيل السكان الأصليين لإحلال اليهود الإسرائيليين مكانهم.
الاستنتاج الثاني: هو ان كل حكومات إسرائيل لم و لا تريد السلام وانما ارادت احتلال فلسطين كلها بغض النظر عن الحزب الاسرائيلي الذي يكون في الحكومة وبغض النظر عن من هو رئيس حكومة الاحتلال.
الاستنتاج الثالث: هو انه لا سبيل لدى الشعب الفلسطيني سوى تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وان اي مفاوضات تجري بدون تغيير ميزان القوى هي دعوة للاستسلام ولن يكون لها نتيجة سوى أن تستخدم غطاءا للتوسع الاستيطاني.
الاستنتاج الرابع: ما نواجهه كشعب فلسطيني لم يواجهه اي شعب في التاريخ فنحن نواجه اربع عمليات في نفس الوقت:
اولا : التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عام 48.
وثانيا: الاستعمار الاحلالي الاستيطاني بمحاولة تهجير الفلسطينيين ووضع المستوطنين الإسرائيليين مكانهم.
وثالثا : الاحتلال الاطول في التاريخ البشري الحديث.
ورابعا: تحول هذا الاحتلال الى منظومة الابرتهايد والتمييز العنصري الاسوأ في تاريخ البشرية والتي تمس كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج.
الاستنتاج الخامس: هو ان شعب فلسطين طوال هذه السنوات من الاحتلال لم يرضخ ولم يستسلم وقاوم هذا الظلم الاحتلالي والاستيطاني وما زال يقاومه وسيبقى يقاومه ويصر على حقوقه بما في ذلك حق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها..
وأكد البرغوثي، أن "بعد عدوان عام 67 لم يتوقف النضال والصراع بل حدثت 10 حروب و3 انتفاضات، وكان اكبر انجاز حققه الشعب الفلسطيني هو انه صمد أثناء و بعد عدوان 67 وصنع المعضلة الديمغرافية لاسرائيل"، وان "عدد الشعب الفلسطيني الآن على ارض فلسطين التاريخية أكثر من اليهود الإسرائيليين حتى بدون أن نحذف من الإحصائيات نصف مليون مهاجر روسي في ليسوا يهودا وإنما مسيحيين ومسلمين، والآن هناك أكثر من 6 ملايين فلسطيني مقابل 6 ملايين يهودي".
وأشار البرغوثي الى أن "إسرائيل لم ترد يوما السلام"، مضيفا أن "ما كان يجب ان يكون دولة فلسطينية حسب قرار التقسيم على 44% من فلسطين التاريخية تحول الى دولة على غزة والضفة الغربية اي 22% من فلسطين التاريخية". وقلصها باراك إلى 18% ثم شارون إلى 11% والآن جعلتها الحكومة الحالية 0%.
واستطرد البرغوثي، ان "ماجرى عام 2005 من اعادة انتشار للاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ليس انهاء للاحتلال وانما ما جرى هو ان اسرائيل ابقت المعابر تحت السيطرة الاسرائيلية وأبقت قطاع غزة تحت الحصار و السيطرة الإسرائيلية برا و بحرا وجوا"
واعتبر البرغوثي ان الهدف الذي سعت اليه اسرائيل من اعادة الانتشار للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة هو التخلص من المعضلة الديمغرافية ويكون هذا "فصل قطاع غزة ، اضافة الى تجزأة الضفة الغربية بالاستيطان الى ثلاث كيانات مجزأة وكيان في قطاع غزة".
واعتبر البرغوثي ان هناك أخطاء ارتكبت في اتفاقيات أوسلو تمثلت في الاعتراف بإسرائيل دون الاعتراف بفلسطين، والاعتراف باسرائيل دون تحديد حدودها، وان اتفاق أوسلو كان عبارة عن اتفاق جزئي انتقالي دون تحديد النتيجة النهائية، إضافة إلى أن اتفاق أوسلو كان اتفاق سلام أوقف الانتفاضة دون وقف الاستيطان الإسرائيلي ودون الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال البرغوثي أن الشعب الفلسطيني صنع مآثر كفاحية عظيمة تمثلت في الانتفاضة الشعبية الكبرى عام 1987 وانتفاضة الأقصى الثانية عام 2000و انتفاضة القدس عام 2015 وفي إطلاقه لحركة المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات عام 2002.
وقال إن كل حياة الفلسطينيين أصبحت في ظل الاحتلال مقاومة. فالعمل مقاومة و الصلاة مقاومة وبناء مدرسة او بيت او مستشفى مقاومة والتعليم مقاوم وتلقي العلاج مقاومة.
وما من قوة قادرة على كسر إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني على نيل الحرية.