الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

صائب جندية: النسمات الإيمانية لرمضان تنعش الوجدان

نشر بتاريخ: 14/06/2017 ( آخر تحديث: 14/06/2017 الساعة: 12:37 )
صائب جندية: النسمات الإيمانية لرمضان تنعش الوجدان
غزة - معا - أسامة فلفل : يتميز شهر رمضان المبارك بنفحات إيمانية تملأ القلب راحة وطمأنينة، حيث نستشعر ونجد فيه الكثير من القيم الروحية التي تقوي الروابط الأسرية بالاجتماع حول مائدة الإفطار مع الأهل والأحبة والأصدقاء والمقربين وتبادل الزيارات.

يقول كابتن منتخب فلسطين صائب جندية وصاحب الانجاز التاريخي بالدورة العربية الرياضية التاسعة التي أقيمت بالأردن وحصول الفدائي الوطني على الميدالية البرونزية ، شهر رمضان المبارك فرصة رائعة للتردد على المساجد وزيارة صلة الرحم ,والإنسان في رمضان يستعيد كثيراً من الروابط التي فقدها في الأيام العادية فيتجه في قراءاته لألوان خاصة ربما تنعش وجدانه وتفتح فيه كثيراً من النسمات الإيمانية الخالصة التي تسعد القلب والفؤاد.
ويقول الكابتن صائب جندية كثيراً ما أتجه في هذا الشهر إلى تكثيف الزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء وأحرص على الإفطار مع الأهل وأستذكر صديق العمر ورفيق الدرب الشهيد عاهد زقوت وجلساته الرمضانية الجميلة وابتساماته التي كانت تسعد الجميع، أستذكر لحظة غيابي عن الأسرة خلال التزاماتي الرياضية مع المنتخب كلاعب ومدرب.

أستذكر لحظات فقدان الأحبة الذين رحلوا في صمت، أستذكر الشهر الكريم الفريد بطقوسه وتقاليده وأيام الطفولة البريئة ومراقبة والدي لنا في الصيام وحرصه على أن نصومه كباقي أفراد الأسرة ،تلك المظاهر التي عشتها في طفولتي وصباي وجزء من الشباب ظلت محفورة في ذاكرتي وباقية في الوجدان، لكنني على مدار السنوات التي عشتها في خارج أرض الوطن الحبيب ،كان يهلّ الشهر دونما شعور بذلك الفرح الذي هو جزء من تكوين سيرتي الدينية والتزمي بأدبيات وطاعات هذا الشهر المبارك.

البعض من المحيطين يرونه شهر كسل وإجازة بينما أراه شهر عبادة وطاعة وقراءة نوعية، لم يعد رمضان هو ذلك الشهر الذي كنا نرقبه وننتظره صغاراً، لقد صار شهراً في السيرة والذاكرة.
ويتحدث أيقونة الساحرة المستديرة الكابتن صائب جندية قائلا الذكريات عندي مرتبطة بمسيرة الماضي مع من أحب ( الوالد والوالدة والإخوة والأخوات)، لا أعرف لماذا كان يحدث لي في ليالي رمضان تجليات أكبر للمعاني، لم أكن أفهم وأنا صغير لماذا كان إحساسي بالوجود يتضاعف في هذا الشهر، ربما أدركت بعدما دخلت زمن النضج ما يحدثه رمضان من عمق وصفاء للروح واستبصار للبصر والبصيرة.

ذكرياتي ستظل على الدوام تحمل في طياتها شهر رمضان بكل أوقاته وساعاته وثوانيه لأنه بالنسبة لي شهر الاستغفار والتقرب إلى الله والعبادة والقيام وتلاوة القرآن والتزاور والتراحم، وشهر العتق من النار.
يختتم جندية حديثه الدافئ والذي تستشعر منه مدى رقة وبساطه هذا الرجل ، لا يمكن أن أنسى آلام وأحزان شعبي وأهلي وإخواني الرياضيين خلال الحرب المجنون على غزة العزة وكلما فاحت في الجو ذكريات رمضان، تعيد بي الذاكرة إلى أوجاع الحرب وما تركتها الأيام في خاطري ولن تمسح من الذاكرة ، لأنها لحظات صعبة وقاسية ، أدعوا الله أن لا يعيدها وأن يلطف بنا ويرحمنا ويتولانا برعايته ويحفظنا من كل سوء.