الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسيون: الوضع الفلسطيني بحاجة لمراجعة شاملة والوضع في غزة كارثي

نشر بتاريخ: 15/06/2017 ( آخر تحديث: 15/06/2017 الساعة: 17:29 )
غزة- معا- قال سياسيون ومحللون، أن المنطقة الإقليمية تشهد أحداثاً متصاعدة من شأنها التأثير بالسلب على القضية الفلسطينية معتبرين أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه العاصفة السياسية هو إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية.
جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام الفلسطيني بغزة، حول المستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية في ظل التغيرات السياسية الحالية، بمشاركة نخبة من السياسيين والمحللين وممثلي الفصائل و الشخصيات الوطنية ومهتمون بالشأن السياسي.
ومن جانبه قال المحلل السياسي طلال عوكل، أن الوضع الفلسطيني صعب للغاية و أن الشعب يدفع كل يوم ثمن أكبر نتيجة التأخير في الوصول إلي حل سياسي ، وإنهاء الانقسام، مطالباً حركة حماس بأن تأخذ قرارها لمواجهة العاصفة من أجل الخروج من المأزق.
واعتبر أن ما يجري من أحداث سياسية متصاعدة هو محاولة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيجاد حل إقليمي للصراع يستند على حل الدولتين من جهة ومحاولة التطبيع بين إسرائيلي والدول العربية.
وأضاف: "حديث ترامب عن السلام الاقتصادي خلال زيارته يوحي بأنه يتبنى منطق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويريد أن يتعاون مع السلطة لتطوير الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة ، وهذه المؤشرات غير جيدة وغير مبشرة".
وتابع، "لا نتوقع أن تضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل في أي ملف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، في أفضل الأحوال يمكن أن تقدم أمريكا نصيحة أو تعبر عن قلقها تجاه التصرفات الإسرائيلية".
من جهته قال الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، أن الوضع كارثي علي القضية الفلسطينية ولابد من لم الشمل، معبراً عن ارتياحه من اللقاءات الأخيرة بين وفد حركة حماس والجانب المصري التي جرت في القاهرة من أجل الوصول لحلول لإنهاء الأزمة في غزة.
ورأى، أن زيارة وفد حركة حماس للقاهرة مؤخراً جرى من منطلق سعي العاصمة المصرية نحو كسب حركة حماس حتى لا تغرق "غزة" في مربع إيران.
وقال "يوسف" أن حركة حماس في مأزق و لابد من التنازل عن الكثير من أجل الوصول إلي حل لأن حماس مسئولة عن الوضع في غزة الذي أصبح كارثي و مخيف".
ودعا إلى التحرك باتجاه الرئيس ولملمة الحالة الفلسطينية، لمحاولة الوصول إلي صيغة معينة تدفع الرئيس لحل كل الإشكاليات من جهة، وتجبر المحيط العربي على احترام هذه التحول والوحدة الوطنية الجديدة، من جهة أخرى.
وقال في الذكرى السنوية لوقوع الانقسام: "يجب أن نعتذر لشعبنا عن عشر سنوات من العجاف التي أضرت بشعبنا وقضيتنا الفلسطينية"
بدوره قال الدكتور إبراهيم أبراش المحاضر الجامعي في مجال العلوم السياسية أن العالم يعيش في زمن الانهيارات الكبرى وهناك صراعات على السلطة، مشيراً إلى أن القضايا الوطنية والقومية لم تعد موجودة، وأن القضية الفلسطينية تدفع الثمن في إطار هذه الانهيارات.
وقال "أبراش": "عشر سنوات من الانقسام يحتاج إلى مراجعة شاملة من أجل إنقاذ الحالة الفلسطينية ككل، وليس إنقاذ حركة حماس في غزة من خلال اللقاءات الأخيرة في القاهرة ."
ورأى أن وصف حماس بالإرهاب أمراً خطيراً، مؤكداً أنه ليس المقصود منها حماس بل المقاومة الفلسطينية بشكل عام .
وقال :"ما يجري في العالم العربي من تغيرات، من المتوقع أنه سينتقل إلي تركيا ودول الخليج لتفتيتها"
وقدم الكاتب أكرم عطالله مداخلة قال فيها أن قطر حاولت وتحاول البحث عن دور كبير لها في المنطقة، حيث تبنت الإخوان المسلمين في المنطقة وعززت دعمها لغزة، وهاهم الإخوان يدافعون عن قطر، لكن بعض الدول العربية اعتبرت أن هناك تدخلات من قطر في شؤونها الداخلية، الأمر الذي خلق انقساماً في الوضع العربي من أجل معاقبة قطر .
وفيما يتعلق بحوار القاهرة قال :" الشعب الفلسطيني متعطش لأي حل يُخرجه من الحالة السياسية الراهنة، لكن ما يجري في القاهرة يحتاج إلي ترو "، مؤكداً أن قطاع غزة في مأزق وهناك ربما خطوات تصعيدية تمارس ضد غزة والشعب يريد إحداث التغيير و يناشد الفصائل على أن يكون لها دور فاعل في ذلك"
وقدم طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية مداخلة، قال فيها :" الأزمة معقدة و علينا قراءة الواقع في ظل إدارة ترامب الجديدة التي تسعى إلى رسم المنطقة بما يعزز التحالف الامريكي الاسرائيلي ".
واعتبر أن التطورات السياسية الأخيرة قادت إلى العمل في المنطقة على نظرية حماية أي نظام يدفع الثمن لحمايته، وأن ما هو قائم هو البحث عن حل إقليمي لتحسين اقتصادي و اجتماعي.
وأعرب عن توقعه أن عودة المفاوضات بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال ستكون بشروط إسرائيلية، لذا فإنه من الضروري مواجهة ذلك بتصليب الجبهة الداخلية والحفاظ على المشروع الوطني وعدم التصارع على السلطة .
من جانبه قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب في مداخلة خلال اللقاء :" إننا كشعب وقيادة لا نصطف مع أحد في المنطقة على حساب أحد و يجب أن نضع خارطة طريق للخروج من المأزق السياسي، و فرض تسويات بالقوة من اجل إنهاء الانقسام ووضع تفاهمات مشتركة حتى نجنب الشعب المزيد من الويلات" .
وأكد ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الشاملة على قاعدة حل كل الخلافات السياسية والحفاظ على حركة حماس كحركة وطنية .
وفي الشأن السياسي العالمي قال "العوض" ، أن الدبلوماسية الفلسطينية استطاعت أن تحبط آمال الاسرائليين وتوقعاتهم .
من جهته قال يسري درويش منسق وطنيون لإنهاء الانقسام :" مصر قلب الأمة العربية و موقفها من القضية الفلسطينية لم يتغير، لذا يجب على مصر اتخاذ دور كبير في إنجاز ملف المصالحة".
وأضاف، أن خطوات الرئيس اتجاه غزة تهدف إلى إجبار حماس التخلي عن الانقسام وتسليم القطاع لحكومة التوافق وبالتالي الوصول لمصالحة سياسية مع حركة حماس والجهاد الإسلامي تحت سقف منظمة التحرير.
بدوره قال سعدي أبو عابد عضو المكتب السياسي لـ الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا": "لابد من إنهاء و إلغاء اللجنة الإدارية التي شكلها حركة حماس لإدارة شؤون غزة و تمكين حكومة التوافق الوطني من القيام بدورها بدون أي عقبات حتى تستطيع الحكومة للتحضير للانتخابات التشريعية و الرئاسية خلال فترة يتم التوافق عليها و إعادة الاعمار وحل كل الخلافات و القضايا العالقة و تهيئة الأجواء الايجابية.