الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمد سدر :الإعلام المكتوب في تراجع رهيب

نشر بتاريخ: 21/08/2017 ( آخر تحديث: 21/08/2017 الساعة: 21:18 )
محمد سدر :الإعلام المكتوب في تراجع رهيب

الخليل - معا - حوار امجد ناصر الدين : يسعدنا ان يكون ضيفنا في هذا الحوار الأستاذ محمد سدر المحرر الرياضي في صحيفة الحياة الجديدة في بداية حياته درس إدارة المشاريع السياحية والفندقة بجامعة لاريسا باليونان ، وكذلك التاريخ وعلم الآثار بجامعة بير زيت ، لكنه اختار الصحافة مهنة لنفسه .

عمل لأكثر من صحيفة كالنهار ، والفجر ، والقدس ، والشعب وغيرها ثم تدرج في العمل الصحفي بين مراسل ومحرر مسئول ومحرر رياضي .
يكن الاحترام والتقدير لرائد الرياضة الفلسطينية وقائد سفينتها اللواء جبريل الرجوب ، هذا الرجل الذي قدم الكثير في هذا الحقل وغيره ، يحمل مشاعر جميلة تجاهه فبفضل جهوده حصل تطور ملموس في تمثيل فلسطين في المحافل الرسمية .

مقيم في رام الله ، ولكن من الخليل تنحدر أصول عائلته يعشق مدينته وبلاده فلسطين ، مثقف تحس في كلماته نبرة الصحفي الرياضي الذي يحترم مهنته وزملاءه .

وقد كان شرف الالتقاء به لمناقشته في أمور رياضية عديدة وفيما يلي نص هذا الحوار

نرجو أن تعطينا لمحة عن بطاقتك الاجتماعية ؟
محمد عبد الرحيم سدر مواليد العام 1968 ، متزوج وأب لولدين وبنتين .

كيف بدا مشوارك الصحفي وفي أي المؤسسات الصحفية بدأت العمل ؟
بدأت مراسلا لصحيفة النهار المقدسية العام 1984 حتى عام 1989 ، ثم غادرت لليونان
وواصلت مراسلة النهار والفجر والشعب و القدس ، وعندما عدت العام 1994 عملت محررا رياضيا لصحيفة مساء البلد وهي خاصة لمحافظة رام الله والبيرة .
بعد ذلك توليت مهمة المحرر المسئول لصحيفة البلاد اليومية والتي أغلقت بعد عامين ، ثم تعاقدت ككاتب مع الأيام لمدة سنتين ، وفي العام 2002 انضممت لأسرة الحياة الجديدة ولا أزال على رأس عملي حتى اللحظة .

هل مارست الرياضة لاعبا أم اكتفيت بالعمل الصحفي ؟
نعم مارست كرة القدم في المساجد والجامعة فقط ولم انضم لأي فريق .

ما هي الفرق التي تشجعها محليا وعربيا وعالميا وأي المنتخبات العالمية تساند ؟
فيما يتعلق بالأندية التي اعشقها محليا فتربطني علاقات احترام مع الجميع لكن شباب الخليل فريقي الأول لأنه يمثل مدينتي التي انحدر من إحدى عائلاتها ، كذلك أحب هلال القدس ، وبحكم سكني في مدينة رام الله فأنني أتعاطف مع الفريقين اللذان يمثلانها مؤسسة شباب البيرة ومركز شباب الامعري وأتمنى لهما كل خير

وفيما يتعلق بالأندية العربية فلا اعشق سوى التاريخ ممثلا بالأهلي المصري ، وكل فريق يحمل اسم الأهلي في البلدان العربية وفلسطين أيضا .
ودوليا فبالنسبة للمنتخبات لا أحب سوى المنتخب الألماني وأتعاطف أحيانا مع ايطاليا ، أما الأندية اعشق العديد منها يتقدمهم ريال مدريد الاسباني ويليها في الأهمية ، يوفنتوس الايطالي ، وليفربول الانجليزي وبايرن ميونخ الألماني ، ومرسيليا الفرنسي .

ما هي الايجابيات والسلبيات التي تراها في العمل الرياضي من الناحية الإدارية والفنية ؟
العمل الرياضي له سلبيات عديدة ، لعل أبرزها انه يلتهم معظم وقتنا على حساب صحتنا وأسرنا وأعمالنا ، كذلك التعامل مع الجماهير إحدى العوائق لأنهم أصحاب أذواق مختلفة وصعب أن ترضي الجميع .
فمفهوم الرياضة لديهم الفوز ولا بديل عنه ، وهذا أمر لا يمكن التعامل معه ، فهي فوز وخسارة , وكذلك فهي رسالة وطنية وحضارية ، و وسيلة شريفة للتنافس يحكمها الأخلاق والقيم والقوانين .
كذلك فهو يعتمد على التسول وهذا أمر محرج .
و الايجابية الوحيدة من وجهة نظري انك عندما تعمل في الوسط الرياضي تشعر بأنك تؤدي رسالة وتساهم في بناء مجتمع وتثقيف امة ، إن أحسنت التعامل مع الآخرين وعملت بضمير وإخلاص دون أهداف شخصية .

برأيك كيف ترى مستوى الرياضة المحلية أندية ومنتخبات وكيف يمكن تطوير فكرة الاحتراف ؟
من وجهة نظري الخاصة تقسم الرياضة إلى مرحلتين ، الأولى مرحلة ما قبل الرجوب والثانية مرحلة الرجوب .
أما الرياضة قبل الرجوب فقد كانت تمارس من منطلق نظام الهواة ، من اجل المتعة ولهذا كان الجميع يساهم في تكاليف ممارستها من لاعبين وإداريين وحتى جماهير ، وكان لدينا جيشا من اللاعبين الموهوبين والإداريين المخلصين والجماهير الذواقة والمردود الفني المقبول .
بينما انتقلت الرياضة في عصره نقلة نوعية حيث دخلت عالم الاحتراف وقبل الدخول في التفاصيل لا بد أن نقول أنها أصبحت من أهم وسائل تحرير الوطن ، وأصبحت رسالة فلسطين للعالم وتسليط الضوء على قضيتنا العادلة .
وغزونا العالم رياضيا ، فكثرت مشاركاتنا الرسمية والودية وأبرمنا اتفاقيات مع عدة بلدان عريقة ،من اجل تطوير كافة أنواع الرياضة وكافة عناصرها ، بنية تحتية وإداريين ولاعبين ومدربين وحكام وخلافه .
كذلك كسبنا تأييد بعض الدول والشخصيات ، بعد كشفنا للعالم وبالأدلة القاطعة بان الاحتلال يضطهد الرياضيين ، لا يريد للرياضة الفلسطينية أن تتقدم بل يحارب تقدمها لتبقى في الظلمات والأمثلة كثيرة لن نخوض في تفاصيلها .
والاحتراف ، من وجهة نظري أمر ايجابي جدا إذا طبق على أصوله ، ويجب أن يكون في كل شيء ولكن ما نراه حاليا انه فقط وسيلة عيش كريمة للاعبين بعقود مجزية وشروط مرهقة على الأندية ، التي تحاول تلبية طلباتهم خوفا من رحيلهم وبالتالي حملهم أعباء فوق طاقاتهم وازدياد ديونهم ثم تبدأ مرحلة الانهيار الكلي ، بتنصل إدارات تلك الأندية من الديون وتركها لغيرهم .

وفي بداية تطبيق هذا المفهوم كانت الأمور معقولة جدا ولكن وللأسف مجموعة من الإداريين الفشلة دمروا هذا المفهوم بالتوقيع مع اللاعبين بمبالغ خيالية لم تعجب حتى اتحاد كرة القدم ، حيث أصبحت كرة القدم في دوري المحترفين ساحة حرب بين الأندية ، للظفر بلاعبين اقل ما يمكن أن يقال عن اغلبهم أنهم عاديين ولا يملكون ما يقدموه مقابل ما يتحصلون عليه من مؤسساتهم ، واستغل بعض اللاعبين هذا الوضع وابتزوا أنديتهم التي احتضنت مواهبهم منذ الصغر .

فالاحتراف عملية تكاملية ترتبط بأكثر من عنصر لكن تم القفز عليها جميعها ، واكتفي بتوقيع العقود مع اللاعبين وإفساد هذا المفهوم معناه مع مرور الوقت .

ما هو تقييمك للإعلام الرياضي المحلي المرئي والمسموع والمقروء وما يطرح فيه من برامج وقضايا ؟

الإعلام الرياضي سابقا كان أفضل وله كلمته الحقيقية ، فالجميع يحترمونه ويعملون له ألف حساب من إداريين ولاعبين واتحادات وحتى جماهير، لكن الآن أصبح ملطشة للجميع بفضل بعض الدخلاء الذين افسدوا رسالته وفتحوا الباب لنهش الجسم الرياضي والتقليل من قيمته وتجاهل دوره ، وهو حاليا لا يؤدي دوره كما ينبغي ويكتفي فقط بنقل الحدث دون حتى معرفة نوعيته !!! ا
فالإعلام المسموع جيد جدا وهناك بعض الزملاء رائعين ، في كل شيء وخصوصا العنصر النسوي .

بينما الإعلام المكتوب في تراجع رهيب وعنصر الشباب لم يسد فراغ الراحلين والمعتزلين، حتى بعض كبار الإعلاميين سنا لا قيمة ، لا تشعر أنهم يطورون ذاتهم بل يتراجعون وهم سبب رئيسي في انتقاد البعض لهذه المهنة .
والإعلام المرئي أمامه الكثير حتى يؤدي رسالته بما يرضي طموح المشاهدين ، فالخدمة التي يقدمها للمشاهد لا تتناسب مع الإمكانيات المتوفرة لديه وان كان هناك من يحاول ويجتهد وخصوصا من العنصر الشبابي المختص حديثي التخرج
. فنحن نعاني من الإخراج والتصوير وخصوصا في نقل المباريات ، أما التعليق فللأسف ليس على المستوى المطلوب وان كان هناك اثنين أو ثلاثة يسيرون في الطريق الصحيح وتشعر بأنهم في تطور مستمر ، فالتعليق فن وموهبة وعلم .

قناة تلفزيون فلسطين احترمها واقدر جهود اغلب الزملاء الراغبين بالتعلم والتطور ولنصبر حتى نرى بعض التقدم ، ومع مرور الوقت انا متأكد أننا سنصل لإعلام مرئي مهني وعلمي يليق ببلادنا .

وكل التحية والمحبة لربان السفينة الرياضية اللواء جبريل الرجوب فهو بكل صدق يريد تطوير هذا القطاع المهم جدا في بناء مسيرة رياضية محترمة ، وقد عمل كثيرا من اجل ذلك فقد أقام العديد من الدورات واستقدم كبار رجال الإعلام والمعلقين وطالب المحللين بالاستفادة منهم والتعلم من تجاربهم وأبدي استعداده الدائم ، لإيفاد كل إعلامي يرغب بالتطور لأفضل القنوات الرياضية المتخصصة حتى لو أقام بينهم لسنوات .

هل تختلف الرياضة حاليا عنها في الثمانينات والتسعينات محليا وعربيا وعالميا ؟
فيما يتعلق بالرياضة قديما وحديثا فلكل فترة لها ايجابياتها وسلبياتها ونحن نحترم الجميع لأنهم قدموا ولا زال هناك من يقدم ، والفرق بين كلاهماهو التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي التي مكنتنا من مشاهدة كل الأحداث الرياضية في كل بقاع الدنيا وبشكل مباشر .

بعيدا عن العمل وضغوطاته ما هي النشاطات التي تمارسها في وقت فراغك؟
لا أمارس أي شيء غير مهنة التدريب في نادي ثقافي البيرة منذ 25 سنة .

كلمة أخيرة توجهها للعاملين في الحقل الرياضي
احترم ما قدمه ويقدمه اللواء الرجوب ، واحترم كل إداري مخلص في عمله ويخدم ناديه بصدق وأمانة ، وأتمنى من كافة الرياضيين أن لا يضيعوا جهود هذا الرجل ، بتعصب أعمى لأنديتهم .