الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحسيني يطلع وفدا فرنسيا على اوضاع العاصمة المحتلة

نشر بتاريخ: 01/12/2017 ( آخر تحديث: 01/12/2017 الساعة: 21:02 )
القدس -معا- ثمن محافظ القدس ووزير شؤونها المهندس عدنان الحسيني لدى استقباله عصراليوم الجمعة في مدينة القدس وفدا فرنسيا من اقليم اللواراتلانتك والذي يزور فلسطين في اطار حملة التضامن الفرنسي مع الشعب الفلسطيني ويحل ضيفا على محافظة جنين وبالتنسيق ووحدة المراسم في وزارة الخارجية ، والذي كان قد ابرم عام 2014 اتفاقية توأمة وتعاون مع بلدية مرج ابن عامر المشتركة في محافظة جنين ، الدور الفرنسي الداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية داعيا الى دور أكثر فاعلية في الضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي ودعم التوجهات الرامية الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
واستعرض الحسيني امام الوفد الفرنسي أوضاع المدينة المقدسة وآليات التهويد التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية الحالية ومن أهمها محاصرة سكانها والضغط عليهم بشتى الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بهدف دفعهم الى ترك مدينتهم والبحث عن أجواء اخرى وبالتالي تسهل عملية الاستيلاء على الارض وتوسيع رقعة الاستيطان مطالبا شعوب العالم المتحضر وعلى رأسهم الشعب الفرنسي صاحب أكبر ثورة دعت الى احترام حقوق الانسان الى لعب دورا اكثر فاعلية من اجل رفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني الذي اكد على حضاريته في اكثر من مناسبة وحقه في الحرية والاستقلال .
ولفت الى الأوضاع التي سادت المسجد الأقصى في الاونة الاخيرة والهبة الجماهيرية العارمة التي عمت مدينة القدس والاراضي الفلسطينية عامة والتي كان لها الدور الفاعل في احباط المخططات الاسرائيلية الهادفة الى السيطرة على المسجد الاقصى مشيرا الى محاولات الاحتلال تحويل الصراع الى ديني ومنوها الى الدور التاريخي الذي كانت تضطلع به دائرة الأوقاف الإسلامية بالنسبة لهذا المكان المُقدس،ومستعرضا تطور الموقف الإسرائيلي وتحوله التدريجي للسيطرة على المكان في محاولة لتكريس تجربة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ، مؤكدا على موقف الفلسطينيين الثابت فيما يخص المسجد الأقصى وإسلاميته وهو ما ارتبط بالعقيدة الاسلامية المرتبطة بالإسراء والمعراج مشيرا الى ان إسرائيل تسعى الى السيطرة التدريجية على المسجد كقوة إحتلال من خلال السماح لليهود بالصلاة فيه واستفزاز مشاعر المسلمين داعيا العقلاءالإسرائيلين الى تدارك الاموروالابتعاد عن استعراض العضلات وفرض الأمور بالقوة واستخدام أساليب التزوير والتزييف لقلب الحقائق التاريخية والدينية وصولا الى تجسيد مقولاتها الزائفة حول بسط الصبغة اليهودية وبالتالي اقامة الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الاقصى المبارك لاقدر الله، ناهيك عن انتهاكاتها للعبادات ومنع المؤمنيين والحجيج الاسلامي والمسيحي من الوصول الى أماكن عباداتهم في القدس، الامر الذي سيدفع الامور نحو الانفجار .
وأوضح ان السياسات الاستيطانية الاسرائيلية تهدف الى تحويل العاصمة الفلسطينية المحتلة الى مدينة يهودية خالصة عن طريق التطهير العرقي للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من وطنهم ودولتهم وبالنتيجة فان معاناة الشعب الفلسطيني ستستمر جراء سياسات الطرد الاسرائيلية والتي تمس بحقوقهم الاساسية في الحرية والامن الشخصي والممتلكات والمساواة أمام القانون والكرامة وغيرها داعيا الى توفير حماية دولية لابناء الشعب الفلسطيني والكف عن سياسة الصمت على جرائم الاحتلال .
بدوره اكد المطران عطاالله حنا مطران سبسطية ان المسلمون والمسيحيون في القدس والأراضي الفلسطينية ينتمون الى شعب واحد هو الشعب العربي الفلسطيني المناضل والمكافح في سبيل تحقيق طموحاته وتطلعاته الوطنية. والمسيحيون والمسلمون في القدس كانوا وما زالوا يشكلون جسدا واحدا وأسرة واحدة هاجسها هو الدفاع عن القدس وعن مقدساتها وطابعها الحضاري الانساني التراثي العربي الفلسطيني الإسلامي والمسيحي مؤكدا ان العهدة العمرية تعبرعن الُلحمة الوطيدة التي تربط أبناء الأمة الواحدة من مسلمين ومسيحيين، وما زالت وستبقى مصدر فخر واعتزاز لنا نحن المقدسيين، مسيحيين ومسلمين، فهي تعلر عن تجذر هذه العلاقة الاسلامية المسيحية بكل أصالتها وبهائها ،كذلك هي تأكيد واضح على أهمية القدس في المسيحية وعلى الحضور المسيحي العربي في بيت المقدس قبل الاسلام، هذا الحضور الذي تواصل واستمر حتى الآن وهو باق الى ما شاء الله مشيرا الى ان الُلحمة الإسلامية ـ المسيحية اشتدت وأخذت تتقوى وتتعزز بعد سقوط القدس واحتلالها عام 1967 من قبل أعداء الانسانية والقيم الروحية، حيث منذ احتلال المدينة المقدسة بدأت السلطات الاحتلالية محاولات بائسة لتغيير طابعها وديموغرافيتها ووجها العربي والانساني، ولكن التصدي لسياسات الاحتلال كان عنوان التعاون والتفاهم واللقاء الاسلامي المسيحي، فكانت لقاءات المرجعيات الدينية والشخصيات الوطنية الاسلامية والمسيحية صورة رائعة معبرة عن وحدتنا الوطنية ومزعجة للاحتلال وسلطته الغاشمة في بلادنا، فالإسرائيليون لا يريدون تعاونا اسلاميا ـ مسيحيا، ولا يريدون وحدة اسلامية مسيحية، وما يصبون اليه هو زرع التشرذم والتفتت والطائفية والتعصب الديني تطبيقا لمقولة فرق تسد ، أي أنهم يريدون تفريقنا لكي يتسلطوا على أرضنا ويتحكموا فيها. ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، فمؤامراتهم الدنيئة أفشلت ذلك لأن شعبنا هو شعب واع لا يمكن لدسائس الاحتلال وأساليبه الخبيثة أن تنال من عزيمته وصموده ووحدته، فالمساجد والكنائس تتعانق والصليب والهلال يتعانقان في لوحة فسيفسائية رائعة، ولقاء المسلمين والمسيحيين اخوة الدم والوطن ما فتئ يزعج الاحتلال، ولكن رغما عن ذلك نحن ماضون في مسيرتنا الوطنية وصولا لتحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا القومية.
من ناحيته اكد رئيس الوفد الفرنسي فيليب على تضامن غالبية شعب فرنسا والشعب الفلسطيني لافتا الى الدعايات الاسرائيلية التي تعمل على تصوير الصراع بانه ديني ومعادي لليهودية مشيرا الى انهم سيقوموا بنقل مشاهداتهم الى الشعب الفرنسي ومؤكدا ومن خلال تجربة سابقة خاضتها عائلته خلال الاحتلال النازي الالماني لاجزاء من بلاده بان الاحتلال الى زوال وسينعم الشعب الفلسطيني بحريته ويحقق احلامه وطموحاته بالحرية والاستقلال .