الجمعة: 18/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

سهما ، اصاب ام خاب بقلم : ابراهيم مخامره

نشر بتاريخ: 29/01/2008 ( آخر تحديث: 29/01/2008 الساعة: 07:27 )
بيت لحم - معا - تعددت وجهات النظر في تحليل وقائع الأزمة التي تعرض لهل اتحاد كرة القدم الفلسطيني في الاونة الاخيرة ، والتي طالت كل صغيرة وكبيرة فيه ، وذهب العديد في تحليلاته الى ابعاد عديدة حتى طال الامر البعد الشخصي .
وفي ظل النحليلات المتعددة تعددت المقاييس ، فالبعض استخدم مقياس الربح والخسارة والبعض الاخر استخدم مقياس الفوز والهزيمة ، وفي كلتا الحالتين اجزم بان هذه المقاييس ليست المقاييس الحقيقية لما آلت إليه النتائج لان المقياس الحقيقي مرتبط بالهدف الاساسي ، يعني المقياس النسبي وهذه حقيقة علمية لا نقاش فيها ، فلم يكن الاتحاد والوزارة والهيئة العمومية شركات تضارب كل منها على الاخرى في السوق او البورصة ليتبين الخاسر او الرابح ، كذلك لم يكن هناك مباريات بين الهيئات الثلاثة او دوري لمعرفة الفائز والمهزوم ، انما ما كان هو ثورة اصلاحية لتصحيح المسار وتطوير الاداء شاركت فيه كل الاطراف كلا بوجهة نظر حتى لو اختلفت ، ولا يمكن إنكار أي دور لأي وجهة نظر فلا وجود لوجهة نظر كاملة لان الكمال فقط لله سبحانه وتعالى .
ثمة من يقول الم يكن بإمكاننا التصحيح بدون كل هذه الفضائح، وكشف المستور الى ...الخ من المصطلحات ؟
في هذا السياق اقول وبكل صراحة وموضوعية دون المساس باحد : واهم كل من يقول انه كان بالإمكان التصحيح والوصول الى ما وصلنا اليه ، فلو كانت هناك مصالحة بالصورة التي يتصورها البعض فان طابع المصالحة سياخذ منحنى باتجاه "الطبطبة " بمعنى ان كل هيئة من الهيئات المعنية ستقوم بالطبطبة على اخطاء الاخرين ولو جزئيا ، وسنصل الى نتيجة مفادها مكانك سر، وهذا الامر ليس تجنيا وانما درس مستفاد من تاريخ مضى ودراسة التاريخ تنير الطريق الى المستقبل .
لقد اعتبرنا ما نشر على انه فضائح مع انه ظواهر طبيعية يمكن ان تظهر في أي مؤسسة واي مكان في العالم ، واختلاف وجهات النظر حالة مشروعة في الاجواء الديمقراطية الحقة اما شخصنة الامور وتجاوز القوانين الاجتماعية ما كان يجب ان يكون واعترافنا بذلك ليس بالامر المخجل ولا بالمذل طالما اننا جميعا معنيون بالمصلحة الكروية العامة وجنودا لها .
فهل يا ترى اصبنا ام خبنا جميعا بالتصويب على الهدف ؟ وهل اقتربنا من وضع اقدامنا على الطريق الصحيح للسمو بكرتنا الفلسطينية ؟ وهل مخرجات هذه الازمة اتجهت نحو تصحيح المسار وتطوير الهدف ام العكس ؟
من القراءات الاولى لمجرى الاحداث استشف موجز مقتضب من المخرجات حسب وجهة نظري وتتمثل بالاتي :
- زيارة وفد الفيفا وتبعاتها من انجازات على صعيد تطوير البنية التحتية السالفة واللاحقة والاستعداد الكامل والمستمر في التعاون من اجل بناء قدرات العاملين اضافة الى المساعدة في ترتيب بيت الاتحاد وماحقاته والوعود بالمواصلة والتواصل وتلبية ما يمكن تلبيته من احتياجات واعطائه مكانة متميزة في الدعم والاسناد
- لقد احدثت الازمة حراك عام لم تشهده كرتنا الفلسطينية شمل الوسط الرياضي امتدادا الى الشارع العام ساهم في اشراك الجميع في صنع القرار بالاسلوب والطريقة الممكنة
- المساءلة والشفافية اضحت عنوانا خرج عن اطاره النظري الى حيز التنفيذ واصبح مسلك لا مفر منه وسابقة نوعية وضمانة مستقبلية
- زوال الضبابية التي كانت تكتنف المهام والصلاحيات لكل هيئة من الهيئات المعنية بالكرة الفلسطينية
- ادراك مركز القرار " السلطة التنفيذية " لاهمية هذا القطاع وما يترتب على ذلك من دور في الدعم

بنظري ان جملة ما تحقق ما كان ليكون لولا هذه الازمة ولاحتجنا الى دهر من الزمن بين المد والجزر والاجتهاد للوصول الى ذلك ، وماتم الوصول اليه بكل المقاييس والمؤشرات صب في خانة تحقيق الهدف والكل طالته الفائدة من هذا الدرس الصعب وهذا ليس من قابيل تعزية النفس لاي من الهيئات وانما هي الحقيقة اذا ما كان المقياس هو المقياس النسبي المتمثل بنسبة اقترابنا من تحقيق الهدف من وراء ذلك .
وفي الختام لا يمكن ان نتجاوز سلبيات ما حصل بل يجب علينا امعان النظر بها بكل جدية ومسؤولية ومعالجتها بكل امانة ومسؤولية