الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رأي أخر العرب والمونديال *** بقلم - فتحي براهمة

نشر بتاريخ: 05/02/2008 ( آخر تحديث: 05/02/2008 الساعة: 18:55 )
بيت لحم -معا - تجنبا لاتهام بعض الساخطين لي على مقالاتي في هذه الزاوية بأنني اعمل لحساب هيئة الأمن الرياضي والكروي في غجرستان لتخريب أحلام الحالمين وادعاءات الواهمين ،لأنني تناولت فشلهم وتخبطهم في إدارة مؤسساتنا الرياضية الفلسطينية ، قررت أن أخوض غمار الحديث هذه المرة عن الكرة العربية واستعداداتها لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا ، ولعل للحديث مناسبة هامة وهي اشتعال المنافسة في إطار بطولة تصفيات الأمم الإفريقية وانحصار المنافسة العربية بالفريق القومي المصري ، والذي أسجل للاعبيه أنهم رفاق أبو تريكة المصري الهوية والعربي الهوى والذي عكس حب أبناء ارض الكنانة لفلسطين وأهلها وهذا ليس بالجديد عليهم ، والثانية أن المصرين أصحاب إرادة وهمة عالية وينافسون من اجل الحفاظ على انجازهم السابق في بطولة عمالقة القارة السوداء .
ولان خروج اسود الأطلسي مبكرا جاء مخيبا لأمال الجمهور العربي ، فانه من الشجاعة أن نفتح ملف الاستعداد العربي لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا والتي كان المغرب احد منافسيها لاستضافة المونديال القادم ، فماذا لو أن القرعة جاءت لحساب المغاربة ووقع عليهم الاختيار لاستضافة اكبر منتديات الكرة العالمية وخرجوا بصورة مخيبة للآمال كما حدث في غانا ، اعتقد أن ذلك مصيبة ليس بعدها مصيبة ستحل بالكرة العربية والتي تعتبر الكرة المغربية من أقطابها على المستوى الإفريقي .
إن القراءة المتأنية للملف العربي خلال بطولات المونديال لنلمس أن النتائج جاءت متواضعة ، ولم يسجل للعرب فيها أي انجاز سواء العرب الأفارقة منذ أن شاركت مصر فيها في الثلاثينات ، وأيضا أسيويا منذ أن اقتصر المشوار على فلسطين ، لكن الأضواء عادت لتتسلط مجددا على الكرة العربية والمونديال منذ عام 1982 في اسبانيا من خلال مشاركة المنتخب الوطني الكويتي في مونديالها ، فجاءت العودة مظفرة رغم إخفاق الكويتيين في تحقيق نتائج مثمرة للكرة العربية ، على اعتبار إن إخواننا الكويتيين قد أعادوا للعرب هيبتهم في بلاد الأندلس التي غادروها مطرودين منذ أيام أبي عبداللة الصغير وصحبة من ملوك الأعراب ، والذين سقطو سقوطا شنيعا بعد أن أخذتهم العزة بالنفس وتاهوا في مهاوي الأنا والملذات وبريق كرسي السلطة ، لذا فان المسؤولية تفرض علينا لفت أنظار أشقائنا العرب بأنة تبقى على المونديال عامين وأكثر وهذه فرصة كبيرة لدراسة إمكانياتنا الفنية وقدرات لاعبينا ، كخطوة أولى نحو ترسيخ مبدءا تحقيق النتائج والمنافسة بقوة ، فالمشاركات العربية السابقة لم ترتقي إلى مستوى الحضور الكروي ألافت ، بل كانت أفضلها النتائج الجيدة للكرة السعودية في مونديال 1994 والتي خرجت من الدور الثاني للمونديال أمام السويد ، بالرغم من أن السعوديين هم الأكثر عربيا في المشاركة في نهائيات المونديال .
إن حظوظ المنتخبات العربية في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقا ستكون متفاوتة لسببين الأول القرعة ووقوع بعض المنتخبات العربية في مجموعات ليست سهلة والثانية هي التفوق التكتيكي لبعض المنتخبات الأسيوية مثل اليابان وكوريا والصين ودخول استراليا على خط المنافسة أسيويا، بالرغم من خروج منتخبها في إطار منافسات البطولة خالي الوفاض ، والحال نفسه يشمل أيضا حظوظ الكرة العربية الأفريقية ، فهل سيتعلم العرب من ماضيهم العربي أم أنهم سيلحقون الرياضة بغيرها من الميادين ، ويصبح حالنا مثل اللي رقصت على السلم لا اللي فوق عرفوها ولا اللي تحت شافوها وكل مونديال والعرب بخير