الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصيادون الثلاثة- البحر من أمامهم والزوارق الحربية من خلفهم

نشر بتاريخ: 27/02/2018 ( آخر تحديث: 27/02/2018 الساعة: 08:01 )
الصيادون الثلاثة- البحر من أمامهم والزوارق الحربية من خلفهم
غزة- تقرير معا- هو أشبه بفيلم خيالي عاشه الصيادون الثلاثة في عرض البحر، ولكنها الحقيقة فإسماعيل أبو ريالة أنقذ صديقه محمود من الموت المحقق دفع به أرضا فاخترقت الرصاصة رأسه وأصيب محمود بعيار معدني بالصدر.
عاد اثنان من الصيادين، بينما لا تزال جثة إسماعيل تنتظر الإفراج عنها حتى توارى الثرى الى مثواها الأخير، أما والده الذي لم يجد الكلمات لتعبر عن شعور فأكد انه لن يعود للبحر مجددا بعد أن فقد فلذة كبده.
أما الرواية كما يقول محمود فقد كان الصيادون الثلاثة في مسافة الصيد البحرية المسموحة للصيد على بعد 5 أميال عندما باغتتهم الطردات الإسرائيلية من كل جانب في ساعات الفجر قامت بتصويرهم وعادت أدراجها، قرر محمود وزملاؤه الرجوع الى مسافة ثلاثة أميال بحرية تناولوا فطورهم وخلدوا الى النوم.
ساعات قليلة حتى علت أصوات الزوارق الحربية الإسرائيلية من حولهم "الدبور والطراد" كما يصف محمود المشهد وبدأ إطلاق النار بكثافة من حولهم"سمعت إسماعيل يصرخ ابتعد يا محمود فهو يريد قتلك ودفعني أرضا،فاخترقت الرصاصة رأسه واستشهد فورا".
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار بكثافة اتجاه المركب حتى أجبرتهم على التجرد من ثيابهم والنزول الى البحر غير مكترثة بإصاباتهم البليغة وثم تم اعتقالهم والتحقيق معهم في ميناء أسدود.
عاد المركب ولم يعد صاحبه، فإسرائيل تسعى جاهدة الى إخلاء البحر أيضا من أصحابه ودفعهم الى ترك مهنة الصيد التي يعتاش منها ما يقارب 4000 صياد فلسطيني من قطاع غزة.
زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي أكد الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصيادين الثلاثة هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد لان الزوارق الحربية قامت برصد القارب وتصويره قبل إتمام الجريمة.
وأكد بكر أن القارب الفلسطيني كان بعيدا عن الخط الفاصل احتلاليا 400 متر على مسافة ثلاثة أميال بحرية شمال قطاع غزة في المنطقة التي تسمح بها قوات الاحتلال بالصيد.
واتهم بكر قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة كل أنواع القرصنة البحرية وكل أشكال الجرائم المنظمة بحق الصيادين الفلسطيني لإجبارهم على ترك البحر وترك مهنة الصيد مبينا أن هذا ما تحدث به الاحتلال لحظة الهجوم على المركب.
وتبقى الدماء التي سالت على هذا المركب شاهد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الصيادين والانتهاكات المرتكبة بحقهم حتى أنها تشهد أن إسماعيل الطفل ذهب ليبحث عن رزقه في عرض البحر فباغتته رصاصات الاحتلال.
أما محمود وصديقه عاهد فقد يستغرق بعض الوقت حتى ينسوا سيناريوهات الفلم التي عاشوها دون أن تستأذنهم قوات الاحتلال بأن يكونوا هم الأبطال.