الأربعاء: 22/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا جمالك يا ابوتريكة بقلم - أشرف ابوخصيوان *

نشر بتاريخ: 11/02/2008 ( آخر تحديث: 11/02/2008 الساعة: 17:42 )
بيت لحم - معا - كم أنت رائع يا محمد ابوتريكة ، كانت الضربة القاضية بأقدامك الذهبية ، أرهقتنا المباراة التي جمعتكم بالفريق الكاميروني ، كانت الأعصاب مشدودة إلي حد كبير ، كانت غزة تغرق في الظلام ، وأنت تشعل ارض الملعب في بلاد غانا ، كانت القلوب تدعوا لكم بالنصر والتوفيق ، وجاء النصر المؤزر بهدف دون مقابل بعد شق الأنفس .

المدرسة الكروية المصرية نموذجا يحتدا به دخلت التاريخ من أوسع الأبواب بفضل المعلم الكبير حسن شحادة ، ونجوم المنتخب المصري لكرة القدم ، بقيادة المخضرم احمد حسن ، وبشراسة عمرو زكي .

دقت الألحان الغانية ، طربت لها عقول المصريين والعرب المؤازرين ، ارتفعت الأكف بالدعاء تضرعا وشكرا للمولى عز وجل ، وتبقي غزة تعيش في الظلام ، انتم هناك في القاهرة ونحن هنا في ارض المحشر والمنشر ، في ارض الميعاد ، نلقى تعاطف العالم اجمع مع قضيتنا الفلسطينية ، نشكر لك عواطفك الجياشة يا ابوتريكة تجاه غزة وأهلها الصامدين ، لمساتك الرائعة في مداولة الكرة على ارض الملعب كانت كافية بكسر الحصار عن غزة ، بان تجمعت قلوب العرب من جديد على حب غزة ، كان اللقاء مثيرا للأعصاب ، سجال الكرة الإفريقية ذو الطابع الأسمر ، يستقر في عقر دار المصريين بالكأس الإفريقية للمرة السادسة ، بقيادة مايسترو المنتخب المصري ، العملاق عصام الحضري " الحارس الأمين " ، الأشقاء في مصر يحتفلون بالفوز ، والأخوة في غزة يضمدون الجرح النازف ، هناك أفراح وأعراس وطبول تدق بهجة بالنصر ، وهنا أحزان ومأثم ، وبيوت عزاء تنتشر في شوارع غزة .

الشارع الفلسطيني في غزة اتجهت أنظارة إلي كوماسي تارة والي أكرا عاصمة غانا تارة أخرى في ترقب إبداعات ومشوار المنتخب المصري نحو إحراز اللقب السادس في تاريخ الكرة الإفريقية ، سالت أبي إن لم تكن فلسطينيا ماذا تكون ؟

قال لو لم أكن فلسطينيا لوددت أن أكون مصريا ... مصريا ... مصريا .

في غانا قصف المنتخب المصري المنتخبات الإفريقية بالثلاثة والأربعة أهداف في المبارة ، وهنا في غزة قصف الاحتلال الإسرائيلي المقرات الأمنية الفلسطينية ورجال المقاومة ، والمدنيين الأمنيين ، بالثلاثة والأربعة صواريخ من طائرات الاف 16 .

كي يعرف العالم اجمع كيف يعيش الإنسان الفلسطيني في غزة ، تحت وابل القصف وصرخات الأطفال والجرح النازف يوميا من جراء الاجتياحات وعمليات القصف والتصفية ، إلا انه ورغما عن ذلك ، نشارك إخواننا في مصر الشقيقة الفرحة والبهجة وروعه الفوز بكاس الأمم الإفريقية في نسخة غانا 2008م .

غدا نلتقي يا حسن شحادته في نسخة انجولا 2010م وبعد قليل نلتقي في نسخة كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 م ، وعندها تكون الدولة الفلسطينية قد تحققت والنصر حليفنا على أعدائنا ، ونشارككم الأفراح في عقر داركم أو في بلاد الغربة ، نعيش على أمل النصر وانتم تعيشون على أمل الفوز ، انتم تجيدون تسديد الكرة في مرمى الخصم ، أما نحن فلازالت الكرة في أرضنا ، نتقاذفها بين الحين والآخر ، نحتاج إلي مهاجم شرس كعمرو زكي يسدد الكرة إلي ملعب الأعداء ، والي مدافع عنيد ، كوائل جمعة يدافع عن تراب الوطن ، والي ضابط للوحدة الوطنية الفلسطينية مثل حسني عبد ربة ، ونحتاج إلي مراوغ عظيم كمحمد زيدان ، والي حنكة ودماثة خلق محمد ابوتريكة ، نحن نحتاج إلي فريق فلسطيني يعمل من اجل الوطن ومن اجل وحدته ، ليس كأمثال اللاعب الكاميروني " صموئيل ايتو " الذي عمل من اجل نفسه وحطم أسطورة الكاميرون مرتين أمام مصر .

· كاتب وصحفي فلسطيني
[email protected]