السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظة الوسطى: اربعمائة وخمسين مليون دولار الخسائر التي لحقت بالقطاعات المختلفة جراء العدوان الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 17/10/2005 ( آخر تحديث: 17/10/2005 الساعة: 15:04 )
قطاع غزة - معا - اكد الدكتور عبد الله ابو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى ان المحافظة الوسطى تعتبر من المناطق المنكوبة بسب العدوان الاسرائيلي عليها والذي تواصل على مدار انتفاضة الاقصى.

واشار الى ان المحافظة بحاجة الى فترة من الزمن لاعادة تأهيلها بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة , مؤكداً ان مستوطنة كفار داروم التي كانت مقامة على الارض الفلسطينية من ثمانية وثلاثين عاماً كانت نقطة انطلاق لقوات الاحتلال لمواصلة عملية التدمير والتجريف والتخريب ضد الممتلكات الفلسطينية هذا فضلاً عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في محيط هذه المستوطنة .

وقال ابو سمهدانة ان خسائر المحافظة جراء هذا العدوان الذي استهدف كافة القطاعات المختلفة فيها على مدار الثمانية والخمسين شهراً الماضية بلغ اكثر من اربعمائة وخمسين مليون دولار . مشيراً الى ان اكثر القطاعات التي كانت عرضة للخسائر كان قطاع العمل والتشغيل حيث بلغت الخسائر فيه اكثر من اربعمائة وخمسة ملايين دولار وقال ابو سمهدانة ان مجموع القوى العاملة في محافظة المنطقة الوسطى عند بدء الانتفاضة حسب احصائيات النقابات العمالية ووزارة العمل كان 23.510 عاملاً موزعين على اسواق عمل مختلفة , من بينها العمالة داخل الخط الاخضر حيث كان اكثر من خمسة عشر الفاً يعملون في هذا السوق ويعتمدون عليه كمصدر رزق وهي تشكل اكبر نسبة من مجموع العمال , واضاف ان (6.786عاملاً) كانوا ايضاً يعملون في السوق المحلية والتي شهدت بدورها تراجعاً حاداً بفعل عمليات الاغلاق والحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة ولا تزال . اما فيما يتعلق بالعمالة داخل المناطق الصناعية والمستوطنات المقامة في قطاع غزة قال ابو سمهدانة ان عدد العمال فيها بلغ (1724عاملاً) , ومنذ اندلاع انتفاضة الاقصى المباركة تلقى قطاع العمل والتشغيل ضربة قاسمة بفعل العدوان الاسرائيلي والاغلاق الذي فرض على قطاع غزة ومنع الاف العمال من الوصول الى اماكن عملهم داخل الخط الاخضر حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل بسبب هذه الاجراءات اكثر من (18 الف عامل) من اصل (23.510عاملاً) وقد شكل عدد العاطلين عن العمل في المحافظة الوسطى نسبة 75% من اجمالي عمال المحافظة . وارجع ابو سمهدانة اسباب هذا التراجع الى عمليات الاغلاق والحصار ومنع العمال الفلسطينيين من الوصول الى اماكن عملهم داخل الخط الاخضر اضافة الى منع دخول المواد الخام الى الارضي الفلسطينية ما اضطر الكثير من الشركات والمصانع الى التوقف عن العمل وبالتالي الاستغناء عن اعداد كبيرة من العاملين في السوق المحلية , وكذلك عمليات القصف التي استهدف عدد من المصانع من قبل طائرات الاحتلال ودباباته . وتابع ابو سمهدانة ان قطاع الزراعة احتل المرتبة الثانية من حيث حجم الخسائر التي لحقت به والتي بلغت (29.693.345$) حيث لم تقتصر الاجراءات القمعية الاحتلالية على قتل البشر والحجر بل امتدت لتنال من هذا القطاع من خلال عمليات التجريف واقتلاع الاشجار التي تعرضت له الارض الفلسطينية والذي يعتمد عليه الكثير من الفلسطينيين في محافظة الوسطى كمصدر للرزق خصوصاً وان غالبية سكان المحافظة يعملون في مجال الزراعة , واشار المحافظ ان اجمالي مساحة الارضي التي تم تجريفها بلغ (71.881.5 دونماً) ومصادرة مساحات واسعة منها وضمها الى المستوطنات المقامة اصلاً على الارض الفلسطينية , وان اجمالي الاشجار التي تم اقتلاعها بلغت (136.030 شجرة) , هذا بالاضافة الى عمليات التدمير التي لحقت بالدفيئات الزراعية وبلغ مساحتها (4000 دونم) اضافة الى تدمير شبكات الري وخطوط المياه الرئيسية والغرف الزراعية , واوضح ابو سمهدانة الى ان قوات الاحتلال دمرت (240 خزاناً وبئراً للمياه) في المحافظة اضافة الى مزارع الدواجن وخلايا النحل وحظائر الاغنام ومستلزمات زراعية اخرى .

وفيما يتعلق بقطاع المباني والاسكان فجاء في المرتبة الثالثة وفقاً لابو سمهدانة الذي اشار الى ان خسائر هذا القطاع وصلت الى (7.754.498$) جراء قيام قوات الاحتلال بتجريف (334 منزلاً تدميراً كاملاُ) والحاق اضرار جسيمة (بـ 1336 منزلاً) اضافة الى تدمير (12 موقعاً امنياً) واحتلال اربعة منازل , و ان عمليات التدمير هذه ادت الى تشريد اكثر من (9443 مواطناً) , واشار ابو سمهدانة ان قوات الاحتلال كانت تقوم بتجريف المنازل على ما فيها من محتويات دون السماح لاي من اصحابها باخراج ما بداخلها من محتويات .
ولم تقتصر الاضرار على هذه القطاعات فحسب بل امتدت الى قطاع الصناعة ايضاً والذي تعرض لعملية تدمير ممنهج من قبل قوات الاحتلال نظراً لأنه يمثل قطاع هام في البنية التحتية في الاقتصاد الفلسطيني وقد بلغ عدد الورش والمصانع التي هدمت ودمرت من قبل قوات الاحتلال (25 مصنعاً وورشة) وان قيمة الخسائر التي خلفتها عمليات التدمير هذه بلغت (2.500.210 $) .

قطاع الكهرباء والطاقة هو الاخر لم يستثنه العدوان الاسرائيلي كما يقول ابو سمهدانة والذي حاول جيش الاحتلال من خلال عملياته هذه تدمير كل ما من شانه ان يبعث الحياة في الارض الفلسطينية متبعاً سياسة الارض المحروقة ,وقد دمرت قوات الاحتلال ثلاثة عشر محولاً و(309 اعمدة كهرباء) وعشرة قواطع تيار كهربائي اضافة الى شبكات هوائية واسلاك , وقد بلغت خسائر هذا القطاع (364.929$) .

ويتابع ابو سمهدانة على صعيد عمليات القتل الذي تعرض لها الفلسطينييون على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ بدء الانتفاضة فقد استشهد (271 شهيداً) واكثر من (1171 جريحاً ومصاباً) بينهم العشرات ممن تسببت لهم هذه الاصابة اعاقة دائمة , وقال التقرير ان عدد المتزوجين من الشهداء كان (97) شهيداً أي ما نسبته (35.8%) اما غير المتزوجين فبلغ عددهم (174شهيداً) أي ما نسبته (64.2%) , وفيما يتعلق بالجرحى فقد بلغ عدد المتزوجين (343 جريحاً ) أي ما نسبته (29.3%) اما غير المتزوجين فكان عددهم (828 جريحاً) أي ما نسبته (70.3%) .

واوضح ابو سمهدانة ان عدد الشهداء من طلبة المدارس بلغ تسعة شهداء وان مجموع الجرحى منهم كان اكثر من (160 طالباً) , واضاف ان عدد حالات الجرحى التي تحتاج الى المتابعة والعناية بلغت (133 حالة) . وتطرق التقرير الى قطاع التعليم وحجم الخسائر التي لحقت به بفعل العدوان الاسرائيلي على هذا القطاع حيث قصفت قوات الاحتلال ثلاثة مدارس من مدارس محافظة المنطقة الوسطى ما ادى الى الحاق اضرار جسيمة فيها وتضرر (1800طالب) اضافة الى محاصرتها الى مدرستين وتضرر (1500طالب) , كما اغلقت قوات الاحتلال مدرستين تابعتين لوكالة الغوث في مدينة دير البلح ما اضطر اكثر من (1700 طالب ) الى الانتقال الى مدارس اخرى . وفيما يتعلق بالاثار النفسية التي خلفها العدوان على طلبة المدارس قال ابو سمهدانة ان نسبة الطلبة الذين تأثروا بذلك بلغت (35%) من مجموع الطلاب اضافة الى ان (80%) من مجموع الطلاب يعانون من الخوف والتوتر و (44%) شهد مستواهم التعليمي تراجعاً في الاستيعاب وضعف التركيز .

ويؤكد ابو سمهدانة ان عمليات العدوان الاسرائيلي هذه انعكست سلباً على جميع قطاعات الانتاج في محافظة الوسطى وشمل ذلك الاقتصاد والدخل الفردي وزادت نسبة البطالة حتى وصلت الى (75%) من مجموع القوى العاملة الامر الذي ادى الى ارتفاع عدد الحالات الاجتماعية والمستفيدة من مديرية الشؤون الاجتماعية والحالات التي تقدمت للحصول على مساعدات خلال سنوات الانتفاضة . وفيما يتعلق بقطاع الطفل والمرأة قال ابو سمهدانة أن السياسات القمعية الاحتلالية ضد شعبنا خلقت آثارا سلبية على النساء و الأطفال كشريحتين من شرائح المجتمع الفلسطيني و ازدادت نسبة البطالة و انحسرت الدخول المادية و انعكس ذلك سلبا على النساء و الأطفال .

و انعكست الإجراءات الإسرائيلية سلبا على الأطفال و هم الشريحة الأكثر تضررا من الناحية النفسية و يعاني الأطفال من حالات الخوف و الرعب و القلق و عدم الشعور بالأمان و الاستقرار النفسي و ازداد الميل العدواني لدى الأطفال للاعتداء على الأطفال الضعفاء و التبول اللاإرادي ، و عدم الاستيعاب و تشتيت الذهن ، و عدم التركيز ، سبب ذلك هو إجراءات الاحتلال القمعية و المتواصلة على مدار الساعة و هذه الأعراض تتطلب دعما نفسيا لهذه الشريحة من كل الجهات التي تعمل في مجال الدعم النفسي للأطفال .
ويؤكد ابو سمهدانة ان المحافظة بحاجة الى المزيد من الوقت لاعادة تأهيلها مجدداً واستصلاح اراضيها لتمكين اصحابها من معاودة فلاحتها مشيراً الى ان هناك خطة على هذا الصعيد اعدتها السلطة الوطنية الفلسطينية وهي بصدد التنفيذ.