الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإغاثة الطبية: مشروع أسمى لصحة الفم والأسنان حقق نتائج إيجابية

نشر بتاريخ: 03/05/2019 ( آخر تحديث: 03/05/2019 الساعة: 12:47 )
الإغاثة الطبية: مشروع أسمى لصحة الفم والأسنان حقق نتائج إيجابية
رام الله- معا- عقدت جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية مؤتمرا طبيا بعنوان مؤتمر الرعاية المستدامة لصحة الفم والاسنان في المدارس في المناطق المهمشة بالضفة الغربية في ختام مشروع اسمى والذي يعني "اسنان سليمة ومستقبل افضل" حيث استهدف على مدار ثلاث سنوات 29 مدرسة في محافظات الجنوب للتوعية بأهمية المحافظة على سلامة الفم والأسنان.
وتم في المؤتمر الاعلان عن اهم مخرجات الدراسة البحثية حول النتائج التي حققها المشروع والتي كانت ايجابية في كافة تفاصيلها حيث اظهرت النتائج ان الم الاسنان للطلبة في المدارس التي شملها المشروع هبط بنسبة 57 % كما انخفضت نسبة الغياب في المدارس الى ما نسبته 19% كما ارتفع التحصيل العلمي بهذه المدارس.
وشارك في المؤتمر اكثر من ثلاثمائة وخمسون مشاركا ومشاركة معظمهم من اطباء الأسنان الشباب وعدد كبير من المؤسسات الشريكة وعلى رأسها وزارتي الصحة والتربية والتعليم ونقابة اطباء الاسنان وكلية طب الاسنان بجامعة القدس بهدف رفع المستوى الثقافي لدى الاطفال وتوعيتهم.
وقال الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس مؤسسة الاغاثة الطبية ان هذا المؤتمر ياتي في ختام فعاليات مشروع اسمى لصحة الفم والاسنان في المدارس الفلسطينية الذي نفذته الاغاثة الطبية الفلسطينية بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية وكلية الطب بجامعة القدس ونقابة اطباء الاسنان و بالشراكة مع مؤسسة اطباء اسنان بلا حدود العالمية بهدف العمل جميعا لخلق ثقافة حماية صحة الاسنان وبالتالي حماية صحة الاطفال.

وقال البرغوثي ان المؤتمر ينظم على شرف الذكرى الاربعين لتاسيس الاغاثة الطبية الفلسطينية مشيرا الى ان نتائج المشروع كانت نتائج ايجابية متميزة حيث انخفضت في المدارس التي شملها المشروع نسب تسوس الاسنان وغياب الطلبة بسبب الالم بالاسنان كما اظهرت النتائج ارتفاع نسب التحصيل العلمي للطلبة في هذه المدارس.
واوضح البرغوثي ان الاغاثة الطبية تسعى لتنفيذ برامج صحية لحماية الاطفال الفلسطينين بشكل خاص والمجتمع الفلسطيني بشكل عام من خلال برامج صحية متنوعة موضحا ان الاغاثة اليوم تعمل في خمسمائة مجتمع من مدينة وقرية ومخيم وتخدم مليون ونصف فلسطيني في الضفة الغربية وغزة والقدس وستواصل عملها لخدمة المجتمع الفلسطيني مثمنا تعاون وجهود كافة الشركاء والداعمين.
واكد البرغوثي على ان ما تقوم به الاغاثة الطبية و شركاؤها هو عمل وطني بامتياز لانه يعزز الوجود و الصمود الفلسطيني فوق ارض فلسطين و في مواجهة مخططات التصفية والاستعمار الاستيطاني.
و اشاد رئيس جامعة القدس الدكتور عماد ابو كشك بنموذج الشراكة المهنية الذي مثله المشروع بمبادرة الاغاثة الطبية و الذي جمعها مع الجامعة ووزارتي الصحة و التربية و التعليم و نقابة أطباء الأسنان. و أكد د. ابو كشك على عزمً الجامعة توسيع شراكاتها المحتمعية بما يخدم المجتمع الفلسطيني.
بدورها عرضت منسقة الاغاثة الطبية في بيت لحم صابرين عبيد الله و ممثلتا منظمة اطباء اسنان بلا حدود لويز و د.ميفش اهداف المشروع والتي تمثلت برفع الوعي حول اهمية تنظيف الاسنان بشكل يومي في المدارس لخلق ثقافة من خلال اليوم الدراسي حيث تم توفير العلاج الطارئ لكل الاطفال في المدارس المستهدفة.
كما اشارت عبيد الله ان المشروع تضمن ايضا بناء قدرات الطلاب و المعلمين في موضوع الاسنان على مدار سنوات المشروع مضيفة ان النتائج كانت مبشرة وتدل على فعالية النموذج الذي تم استخدامه.
وتحدثت امام المؤتمر الذي شمل عددا من المحاضرات العلمية شارك فيها اخصائيون دوليون، د. بهادر طه مديرة وحدة صحة الفم والاسنان في نيابة عن وزيرة الصحة د. مي كيلة التي وجهت التحية للمؤتمر وأشادت بالتعاون البناء و الشراكة مع الاغاثة الطبية .
كما تحدث د. اسماعيل ملحم نقيب اطباء الأسنان مشيدا بالمشروع و مؤكدا اهتمام نقابة اطباء الأسنان برفع مستوى الاطباء و توفير فرص العمل الكريمة لهم.
والقت د. نائلة فحماوي مديرة الصحة المدرسية بوزارة التربية و التعليم كلمة نيابة عن الوزير مروان عورتاني اشادت فيها بالمشروع و مستوى التعاون بين الشركاء و ذكرت بالدور الذي قامت به فرق الاغاثة الطبية خلال الانتفاضة الاولى.
اما الدكتور رائد هندي منسق مشروع اسمى في جنوب الضفة الغربية فقال ان المشروع انطلق قبل ثلاث سنوات و استهدف 29 مدرسة في مناطق تفتقر للخدمات الصحية خاصة السنية للاطفال والطلبة بين سن 6 سنوات الى 12 سنة حيث تم تعليم الاطفال على غسل اسنانهم بالطريقة الصحيحة مع معجون اسنان يحتوي على مادة الفلورايد لرفع الوعي للطلبة حول اهمية غسل اسنانهم للحفاظ على صحتهم مستقبلا.
واضاف هندي ان المشروع تضمن ايضا تنفيذ محاضرات للمعلمين والاطفال والاهالي لضمان الحد الادنى من تنظيف اسنانهم كما تضمن المشروع اطلاق حملة اسمى التي شملت حملة اعلامية نفذتها شبكة فلسطين بالتعاون مع اذاعات و وسائل اعلام محلية وتضمنها انتاج ومضة تلفزيونية و ومضة انميشن موجهة للاطفال هذا الى جانب حلقة تلفزيونية وتقارير اخبارية بهدف اطلاع اكبر عدد من الجمهور الفلسطيني على الحملة واهدافها وتعميم ثقافة الحفاظ على الاسنان.
وعبر الدكتور رائد هندي عن سعادته بالنتائج الايجابية التي تم عرضها بالمؤتمر امام 350 مشارك ومشاركة وحضور ممثلين عن وزارتي التربية والصحة والمدارس مشدا على ان هذه النتائج لاقت استحسان من شاركوا بالمؤتمر وستواصل الاغاثة الطبية سعيها لتوسيع التجربة مستقبلا بعد نجاح المشروع.
من جهته قال الدكتور وليد الخطيب مدير دائرة الصحة المدرسية في وزارة الصحة الفلسطينية ان الوزارة تعرب عن اعتزازها بان تكون احد الشركاء الاساسين للاغاثة الطبية في مشروع اسمى لصحة الاسنان والفم مشيرا الى ان وزارة الصحة تتبنى ما جاء في المشروع سيما وان لدى الوزارة مشاريع ممثالة في كافة محافظات الوطن.
واكد ان هذا المشروع الرائد والمتميز والذي اثبت نتائج ايجابية اهمية ثقافة التدخلات الوقائية في مجال صحة الاسنان من خلال تدخلات علاجية وقائية ومن خلال استخدام مواد لمساعدة الاطفال على تعلم ثقافة حماية الاسنان من خلال توعية صحية للطلبة انفسهم ومن خلالهم لاسرهم ومجتمعهم موضحا ان قسم الصحة السنية المدرسية في وزارة الصحة يعمل في كافة المدارس الحكومية وطبق مشاريع وقائية ايمانا باهمية الوقاية لمنع تسوس الاسنان.
اما الدكتورة همسة عمرو مسؤولة قسم الامتياز وحدة الفم والاسنان في وزارة الصحة ان مؤتمر الرعاية المستدامة وعرض نتائج مشروع اسمى يهدف الى التعريف بالنتائج الايجابية التي حققها المشروع سعيا لاستمراريته وتوسيعه مشيرة الى ان وزارة الصحة الفلسطينية كانت مع المؤسسات الشريكة وهي الاغاثة وقسم البحث العلمي بجامعة القدس ونقابة اطباء الاسنان و وزارة التربية والتعليم حيث عمل الجميع على فتح المجال امام نجاح المشروع و وصوله لهذه النتائج الايجابية.
وشددت عمرو انها تشعر بالرضى للنتائج الممتازة التي فاقت الحد الطبيعي للمشروع الذي تم تطبيقه في مناطق مهمشة هي مدارس مسافر يطا وقرى الخليل وبيت لحم حي ثتم تطبيق برامج وقائية وبرامج علاجية في المدارس من خلال حملة اثنان ضرب اثنان التي تعني غسل الاسنان مرتين باليوم ولمدة دقيقتان مع معجون الاسنان الذي يحتوي على الفلورايد مثمنة كل جهود المؤسسات وعلى راسها الاغاثة الطبية كما اعربت عن املها بان يتم تطبيقه في كل مدارس فلسطين مستقبلا.
الدكتورة الهام الخطيب اخصائية طب اسنان مجتمعي و عميد البحث العلمي في جامعة القدس قالت ان الجامعة تعتز وتفتخر بان تكون احد الشركاء في مشروع اسمى مع كافة الشركاء الاخرين موضحة ان الطلبة من كلية طب الاسنان الذين سيتخرجون ومجموعة من الطلبة الخريجين نفذوا العديد من الجولات لتقديم علاجات لطلبة المدارس الشريكة بالمشروع في المناطق المهمشة مما اعطى الطلبة فرصة للعمل والتعلم حيث كانت التجربة شيئ جميل للجامعة وطلبتها على اكثر من صعيد سواء تدريبي او لخدمة المجتمع.
وأضافت: "جامعة القدس بكليتها طب الاسنان نفتخر جدا بهذه الشراكة ومستفيدين جدا بها على مستوى الكلية وطلابها، واليوم هو الاحتفال العالمي بصحة الفم والاسنان، كانت مناسبة مهمة لاستغلالها للاحتفال بهذه الشراكة بين جميع قادة العمل التطوعي في طب الاسنان هنا بجامعة القدس مع طلابنا وشركائنا".
مدير مدرسة ذكور اذنا الاساسية الاستاذ غالب اطميزة قال ان هذا المشروع الذي يختتم بهذا المؤتمر هو مهم جدا معربا عن سعادته لكون مدرسته احدى المدارس الشريكة بالمشروع من منطلق العقل السليم في الجسم السليم وهو ما سعى المشروع لتطبيقه من خلال حث الاطفال وتربيتهم على مسالة الحفاظ على صحة اسنانهم وفمهم.
وكشف اطميزة ان اهم مخرجات مشروع اسمى هو ان ان بعض المشاكل اختفت بين الطلاب قد اختفت بعد المشروع حيث انخفضت نسبة الغياب بسبب الالم في الاسنان بعد تدخل الاغاثة من خلال المشروع الذي ركز على تنظيف الاسنان وخلق وعي صحي حيث اصبح كل طالب لديه فرشات اسنان وكانوا ينظفون الاسنان مرة واحدة في المدرسة ومرة اخرى في البيت مما انعكس بالايجاب على صحتهم وتعليمهم في وقت واحد.
كما اشار مدير مدرسة اذنا بمحافظة الخليل الى ان الطلبة الذين استفادوا من مشروع اسمى لصحة الاسنان اصبحوا سفراء في منازلهم بعد مرور ثلاث اعوام على المشروع واصبح لديهم وعي صحي دعيا الاغاثة الى الاستمرار في المشروع وفتح المجال امام مشاريع صحية اخرى مثل الجانب النفسي لان المشروع انعكس بشكل ايجابي على عملية التعليم والتعلم.