الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير العدل الفلسطيني السابق: عرفات ما زال في الوجدان

نشر بتاريخ: 04/08/2019 ( آخر تحديث: 04/08/2019 الساعة: 19:34 )
وزير العدل الفلسطيني السابق: عرفات ما زال في الوجدان
رام الله- معا- قال علي أبو دياك، وزير العدل الفلسطيني السابق، إن ذكرى ميلاد القائد الرمز ياسر عرفات تعيد إلى أذهان شعبنا مسيرة الثورة الفلسطينية العملاقة وذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي فجرها وأطلق شرارتها الأولى قائد الشعب الفلسطيني ورمز نضاله الوطني وهويته الفلسطينية الشهيد القائد ياسر عرفات الذي ما زال من مرقده يقود فكرة التحرر والانعتاق ويحرس الذاكرة الوطنية ويعتلي صرح الثورة وناصية القضية الفلسطينية ويسكن الوجدان والضمير الجمعي للشعب الفلسطيني.
وأضاف أبودياك في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الشعب الفلسطينى منح القائد ياسر عرفات كل ثقته على مدار أربعين عامًا، وحمل الرسالة والأمانة مسجلا حضوره المشرف على صفحات التاريخ والمسيرة النضالية الفلسطينية المعمدة بشريان دم البطولة والكرامة والشرف الذي ما زال متدفقًا من نهر العطاء والإباء الفلسطيني الذي لا ينضب.
وتابع أبو دياك، بأن شعبنا يلتحم بذاكرة الأجيال وبتاريخ الثورات الفلسطينية المتعاقبة، ويقف بكل إجلال وإكبار لقادة وطلائع الثورة التي انطلقت في الفاتح من كانون عام 1965 لتعلن انبعاث الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة التي انطلقت من بطون الاحتواء ومتاهات اللجوء والتشرد والشتات لتكتب اسم فلسطين بالذخيرة الحية وتعيد للقضية الفلسطينية مجدها وريادتها بعد أن كانت مهددة بالطمس والشطب والضياع.
وأشار أبو دياك إلى أن الشهيد عرفات قد قاد معركة القرار الوطني المستقل برفقة أخوته ورفاقه في منظمة التحرير ليستشهد أبطال الثورة دون التبعية والخضوع في معركة طويلة الأمد ركيزتها الكفاح المسلح وذخيرتها صمود شعبنا وإصراره على التحرر والخلاص من الاحتلال وتحقيق الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعروسها القدس العاصمة الأزلية الأبدية لدولة فلسطين.
وأضاف "لقد راهن الاحتلال وأعوانه على انتهاء الثورة الفلسطينية بعد أن فرضوا عليها الخروج من بيروت عام 1982م، وقد قال الرئيس الشهيد الخالد أبو عمار يومها مقولته الخالدة عندما سأله أحد الصحفيين بينما كان يهم بركوب السفينة اليونانية مغادرًا بيروت: إلى أين ستتجه الآن؟ أجاب الرئيس القائد الياسر بكل عظمة وشموخ: إلى فلسطين إن شاء الله".
وأكد أبو دياك أن الرئيس عرفات قد حقق وعده في الأول من يوليو عام 1994 بعد زهاء ثلاثين عامًا من المشوار المعمد بالدم والعرق والمعاناة حيث دخل القائد الخالد ياسر عرفات إلى فلسطين، ليخطو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلم العودة والاستقلال والدولة، وليخوض معركة أخرى أشد ضراوة وهي معركة الفصل بين من أراد من العودة استقلالًا وحرية ودولة، وبين من أرادوا أن يجعلوا منها آخر معقل لتصفية القضية والثورة.
وأشار أبودياك إلى أن الشهيد عرفات قد اختار مواصلة الاشتباك بانطلاقة انتفاضة الأقصى الجبارة، وبعد قمة كامب ديفيد الثانية التي عُقدت على إثر الانتفاضة في النصف الثاني من شهر يوليو 2000، وانتهت بعد أسبوعين بالفشل، كان على القائد الخالد أن يختار مرة أخرى، ولم يتردد في الاختيار، حيث رفض أن يتنازل عن حرف من ثوابت منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أو عن سطر من قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، أو أن يساوم على ذرة تراب أو كنيسة أو مئذنة من مآذن القدس الشريف وقد اختار القائد الرمز مصيره منذ 29 مارس 2002، عندما شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ يونيو 1967، ودمر مقر الأخ القائد في "المقاطعة" فقال حينها كلمته الفصل شهيدًا شهيدًا شهيدًا، ليتحقق مصيره الذي اختاره لنفسه بعد ثمانية عشر شهرًا من الحصار الإسرائيلي المفروض عليه في مقره، ويسجل في أعلى جبين التاريخ كما عاهد شعبه شهيدًا شهيدًا شهيدًا في الحادي عشر من أكتوبر 2004.
وشدد ابو دياك على أن الشعب الفلسطينى لن يتراجع ولن يضل الطريق وسيبقى على العهد للشهداء في ظل قيادة الرئيس محمود عباس الذي لم يتنازل عن الثوابت الوطنية ولم يساوم على حلم الشهداء على الرغم من خطورة المرحلة ومن حجم المؤامرة على شعبنا وقضيتنا، ومن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا على مرأى من كل العالم الصامت، مؤكدا بأن شعبنا سينتصر بوحدته وتماسكه وايمانه بقضيته العادلة وأن علينا أن نعمل من أجل توحيد الصف الداخلي وإنهاء الانقسام وتعزيز قوتنا حتى نتمكن جميعا من الصمود ومواصلة الطريق نحو الحرية والعودة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وختم أبو دياك: في ذكرى ميلاد القائد والمؤسس الشهيد ياسر عرفات يقف شعبنا اليوم في أتون معركة أشد ضراوة تستهدف الوجود والهوية الفلسطينية، وما زال شعبنا متمسكا بحقوقه المشروعة غير القابلة للمساومة في ظل قيادة الأخ الرئيس القائد محمود عباس أبو مازن الذي ورث الأمانة والمسؤولية وحمل الراية وأكمل المسيرة بكل عزيمة وإصرار على تحقيق الحرية لشعبنا، وحقق العديد من الانجازات على المستوى الوطني والدولي على طريق تحقيق كامل أهدافنا الوطنية.