الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مصادر عبرية: اصابة مستوطن بعملية طعن واطلاق النار على المنفذ قرب الرملة

الميزان يدعو إلى احترام مبدأ المساواة ورفع الظلم عن موظفي غزة

نشر بتاريخ: 03/09/2019 ( آخر تحديث: 03/09/2019 الساعة: 15:06 )
غزة- معا- قال مركز الميزان لحقوق الانسان ان 27 الف موظف جرى احالتهم للتقاعد منذ نيسان 2017 بينهم 18 ألف موظف عسكري من موظفي السلطة في قطاع غزة، ومنذ ذلك التاريخ تبنت الحكومة اجراءات انطوت على تقليص رواتب موظفي غزة ومسَت أوضاعهم على نحو غير مسبوق.
وأوضح في بيان له انه وبعد نحو عامين، تسببت تلك الإجراءات في معاناة كبيرة لموظفي السلطة الوطنية وعائلاتهم، وأدخلت السواد الأعظم منهم إلى دائرة العوز والفاقة، وعدم قدرة غالبيتهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية للبنوك، ما عرّضهم للملاحقات القانونية واحتجاز العشرات منهم و تأثيرها العميق في تكريس الفقر. كما طاولت آثارها غير المباشرة القطاع الخاص وأصحاب المهن المختلفة.
وتشير الوقائع إلى أنه يتم صرف ما لا يتجاوز 60٪ من الراتب، وأصبحت البنوك المستفيد الأول من تلك الإجراءات، وتقوم باقتطاع دفعات القروض الشهرية من دون النظر إلى النسبة التي يتلقاها الموظف من راتبه.
يشار إلى أن السواد الأعظم من موظفي السلطة يعتمدون على الاقتراض في دفع مستحقات تعليم أبنائهم وبناتهم الجامعي وتزويجهم وامتلاك الشقق والمساكن أو إصلاحها، حيث تتبقى مبالغ زهيدة من الراتب بعد الاقتطاعات، وفي حالات كثيرة لا يحصل المستفيدون على أكثر من 15 دولاراً أميركياً بعد اقتطاع البنك القسط الشهري.
وأضاف البيان :"ولم يقتصر الأمر على تلك الحسومات، بل تبنت الحكومة ما أصبح يعرف بالتقاعد المالي بعد إقرارها التقاعد الإجباري، وهو الإجراء الذي لا أساس له في القانون الفلسطيني ولا في القانون الدولي أو أي من القوانين الوطنية في دول العالم الأخرى، لأنه يتناقض من حيث المبدأ وفي شكل جوهري مع حقوق الإنسان".
وحسب الميزان يتم إحالة الموظف العمومي على التقاعد وهو على رأس عمله، وتحسم نسبة من راتبه كمتقاعد وبعد ذلك تطبق عليه الحسومات السارية، ويبقى الموظف على رأس عمله، مع أن أقصى ما قد يحصل عليه من راتبه لا يتجاوز أكثر من 50 إلى 60٪ في المتوسط العام.
كما وأن سنوات عمله وفقا للتقاعد المالي لا تحسب كسنوات خدمة، فهو عمليا احيل للتقاعد وهو لايزال على رأس عمله، لكنه لا يخضع لولاية هيئة التأمين والمعاشات.
وتفاءل الموظفون بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة دولة رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي وعد بمساواة موظفي غزة والضفة، وصرف ما نسبته 110٪ من رواتب موظفي السلطة كتعويض تدريجي لما فقدوه من أجورهم منذ أكثر من عامين لموظفي السلطة في غزة، ومنذ نحو ستة شهور في الضفة الغربية.
لكن المفاجأة كانت أن هذا الأمر طبّق على موظفي الضفة، فيما لم تتجاوز نسبة ما تقاضاه موظفو القطاع 60٪ من رواتبهم في أحسن الأحوال، ومعظم هذه المبالغ تقتطعها البنوك وتترك أسر الموظفين وأطفالهم من دون دخل يؤمن لهم الحدود الدنيا من سبل العيش الكريم.
وعبر مركز الميزان عن قلقه الشديد لاستمرار هذه الإجراءات سواء التقاعد الإجباري أو التقاعد المالي والحسومات المختلفة على رواتب الموظفين العموميين في قطاع غزة، فإنه يؤكد على أنها تمثل انتهاكاً خطيراً لمبادئ حقوق الإنسان، لاسيما مبدأ المساواة الذي يشكل جوهر القانون الدولي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى انتهاكها الحق في العمل والحق في مستوى معيشي ملائم وجملة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والقانون الأساسي وقانون الخدمة المدنية الفلسطينيين.
وناشد الميزان فخامة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء محمد اشتية باتخاذ التدابير التي تُنهي هذا الوضع الكارثي لموظفي الخدمة العمومية في القطاع، ووقف الحسومات وإلغاء قرارات التقاعد المالي والإجباري والتعامل على قدم المساواة مع من يعملون الوظيفة العمومية بغض النظر عن المنطقة الجغرافية أو غيرها من ضروب التمييز.