الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عدد جديد من "سياسات" يتركز حول الأزمة المالية والهامش المتاح لمواجهتها

نشر بتاريخ: 17/09/2019 ( آخر تحديث: 17/09/2019 الساعة: 17:03 )
عدد جديد من "سياسات" يتركز حول الأزمة المالية والهامش المتاح لمواجهتها
رام الله- معا- صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله عدد جديد من فصلية "سياسات"، تركز على التطورات المتعلقة بتفعيل الاحتلال الإسرائيلي أدواته كافة في الضغط على السلطة الفلسطينية، وعلى المجتمع الفلسطيني، عبر قرصنته أموال المقاصة، وما تلاها من أزمة عميقة، في ظل بيئة إقليمية مفككة، ودولية صامتة، وأميركية شريكة في كل ما يتعلق بتصفية المسألة الفلسطينية وتحويلها من قضية لاجئين وتقرير مصير إلى مسألة اقتصادية يمكن تصفيتها بعقلية صفقة تجارية.
وجاء في مقدمة العدد أن "التبدّلات الأخيرة بيّنت مدى انكشاف الواقع الفلسطيني التام أمنياً واقتصادياً أمام الاحتلال، وترجم هذا وقائع معنى غياب السيادة على المعابر والإيرادات والمقدرات، وبيّن إلى أي مدى هو ضيّق هامش الفلسطينيين لبناء سياساتهم وتفعيل ممكناتهم وتحديد احتياجاتهم وأولوياتهم، لتصبح قضاياهم المصيرية رهناً بتغيرات تحدث في مجتمع آخر، أو بمعادلات انتخابية إسرائيلية عابرة."
من هذه المنطلقات، اختارت "سياسات" أن تضيء، عبر هذا العدد، على جوانب تندرج في سياق الأزمة المالية وبيئتها السيا- اقتصادية، وخلفياتها، والممكنات المتاحة في الهامش الضيق لتوسيعه واستنفاده.
وفي هذا الإطار، يقلّب الباحث الاقتصادي مسيف مسيف صفحات "بروتوكول باريس"، راصداً الخروق الإسرائيلية الواسعة لبنوده، وباحثاً في الكيفيات الممكنة للحدّ من الارتهان الاقتصادي وفرص "الانفكاك" الاقتصادي عن إسرائيل.
وتورد الدراسة توصيات عدة في سبيل تحقيق هدف الانفكاك، أبرزها تطبيق مقاطعة بضائع المستوطنات وتعزيز المنتج الوطني، والتعامل بالمثل مع الخروق، وتسريع التنمية الإقليمية والمحلية... مشيرة إلى أن الانفكاك مفهوم يقتضي التطبيق التدريجي ومساهمة القطاعات جميعها، والبدء بوضع برامج تنموية بعيدة عن تدخلات الاحتلال وقيود البروتوكول ضمن مسار سياسي وطني تدريجي.
في دراسة ثانية، يرصد الباحث محمود أبو شنب مشروع تسوية الأراضي والمياه في فلسطين، ومغزاه الاقتصادي، وما يضمنه من حماية للأرض من التسريب، وما يحله من نزاعات مجتمعية، وما يقدمه من تصور شامل عن واقع الأراضي ورسم الخرائط الاستثمارية وتوسيع فضاءات الاقتصاد وتسريع عجلته.
واستكمالاً لموضوع الأراضي، تضيء الباحثة عبير بشير في دراسة بانورامية على واقع الأراضي في محافظات غزة، وتدرس خصوصيته وما يعانيه من زحف عمراني، وما استحدثته إدارة حركة حماس من بيع للأراضي الحكومية وتوزيع لها.
وفي العدد أيضاً دراسة بعنوان "تقدير حجم الاقتصاد الموازي في دولة فلسطين" أنجزها د. محمد أبو عمشة، يتتبع فيها واقع "اقتصاد الظل" في فلسطين بشقّيه المشروع وغير المشروع، وأثره السلبي على الاقتصاد، وسبل التعامل معه اقتصادياً وقانونياً.
وفي المقالات تأتي مساهمة الكاتب مهند عبد الحميد تحت عنوان "إخراج شعب عريق من التاريخ والجغرافيا مهمة ترامب المستحيلة"، لتضيء على "ظاهرة ترامب" وما تقوده من انقلاب يميني أميركي على قواعد النظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية، يبدأ بالموضوع الفلسطيني ولا يقف عنده، فيما يعالج الكاتب محمد هواش "ورشة المنامة" وسياقها ومغزاها، باحثاً عن الأدوات الفلسطينية لعرقلة الحل الاقتصادي المنشود إسرائيلياً وأميركياً.
وفي سياق اهتمامها بالشأن الفلسطيني في الشتات تستضيف "سياسات" مساهمة للباحث أنيس محسن، تتابع مستجدات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وحراكهم بعد استهداف هامشهم الضيق للعمل عبر إجراءات وزارة العمل اللبنانية التي تعاملت معهم كعمالة أجنبية غير شرعية، هذا التصعيد المتزامن مع جهود إدارة ترامب لتصفية قضية اللاجئين.
ندوة هذا العدد، أعدها وأدارها الصحافي الاقتصادي جعفر صدقة، واجتمع على طاولتها كل من: وكيل وزارة المالية فريد غنام، والخبير الاقتصادي المحاضر في الجامعة العربية الأميركية نصر عبد الكريم، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت باسم الزبيدي، في نقاش معمّق حول الأزمة المالية وملابساتها والظروف المحيطة بها، وسياقها السياسي وعلاقتها بالمشاريع الأميركية، وتداعياتها، وآليات الحكومة وممكناتها في التعامل معها.
وفي باب "السياسات العامة"، دراسة تحت عنوان "الموازنة الاثني عشرية بين النظرية والممارسة: حالة الموازنة الفلسطينية"، لمقرر لجنة الموازنة والشؤون المالية في المجلس التشريعي، تراقب مدى الامتثال للتشريعات المالية، وأسباب ما يعتري مرحلة تنفيذ الموازنة من تشوهات.
وفي السياسة الدولية، يراجع الباحث عبد الغني سلامة مستجدات سياسات الولايات المتحدة تجاه أميركا اللاتينية في حقبة ترامب، مرتكزاً إلى النموذج الفنزويلي، ومحللاً أدوات ترامب وخطته المنظمة للتدخل في فنزيلا وعموم القارة، لتكريس الهيمنة على الثروات بما يخدم المصالح الأميركية.
وعن القدس، يراجع الصحافي يوسف الشايب كتاب "حارة اليهود وحارة المغاربة في القدس القديمة: التاريخ والمصير ما بين التدمير والتهويد" للدكتور نظمي الجعبة، الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، حديثاً.