الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماركات ملابس عالمية تنتشر في أسواق البالة بغزة !

نشر بتاريخ: 06/10/2012 ( آخر تحديث: 07/10/2012 الساعة: 08:28 )
غزة- معا - أصبح من الممكن أن تجد في أسواق غزة الكثير من الملابس التي تحمل شعار ماركات عالمية، لكن هذه المرة ليس من باب الترف إنما وجودها بسبب الفقر وتردي الوضع الاقتصادي ... فأسواق البالة التي تعتبر مزارا لعدد كبير من المواطنين في غزة ، تمتلئ بالملابس المستخدمة والتي يتم استيرادها من إسرائيل وهي تحمل شعار لماركات عالمية .

الكثيرون في غزة يفضلون الملابس المستخدمة على الملابس الجديدة التي توجد في السوق فالماركات العالمية تغريهم بأنها تدوم مدة أطول وهي مميزة عن تلك الجديدة التي توجد في السوق .

"سوق فراس" والذي يعود إنشاؤه إلى العهد المصري, ازدهر في الستينيات وما مازال مستمرا حتى الآن , هو السوق الأشهر في غزة للبضائع المستعملة، يزوره الغزيون من كافة المناطق في قطاع غزة لشراء ما بات يعرف بملابس البالة .
|191409|

يقول محمد السنداوي (50عاما) أحد موردي البضائع لهذا السوق "أننا كتجار نستورد البضائع من الجانب الإسرائيلي, وبدورنا نقوم ببيعها لمن يريد أن يشتري, ولسوق فراس حظ وفير في شراء معظم البضائع التي اشتريها من الجانب الإسرائيلي, وتعتبر تجارة البالة مهنة حظوظ لأننا نشتريها بالوزن دون أن نراها. وبعد ذلك نفرزها ونبعد التالف منها , ومن ثم نقوم بكيها وبيعها ".

أما ماهر كريّم (26 عاما) أحد أصحاب محلات البالة في سوق فراس قال:"إن بيع البالة مصدر للكثير من العاملين, وعند إغلاق المعابر من قبل الاحتلال تتجمد حركة السوق فبتالي مهنتنا هي مرهونة بفتح وإغلاق المعابر فقد أغلق الاحتلال المعابر لمدة 4 سنوات وتبع ذلك تدهور في حركة السوق, واضطر العديد من البائعين إغلاق محالهم, لعدم وجود بضائع لبيعها والبعض الآخر اقتصر على بيع الملابس المحلية الرديئة , والتي لا يوجد إقبال كثير عليها , كونها قصيرة الحياة " .

وأضاف أنه تم فتح المعابر في النصف الثاني من 2010 وما زالت مفتوحة لتجارة الملابس المستعملة وأن سير العمل في السوق تسير بشكل طبيعي , ونأمل أن تبقى هذه الحركة، مشيرا الى أن الاحتلال غير مضمون, وفي أي لحظة ممكن أن تغلق المعابر , ونحن كتجار وبائعين نعيش على كف الرحمن .

ويشير (شاكر السنداوي) 60 عاما الذي يعمل منذ 45 سنة في سوق فراس أن عمله في السوق يشكل مصدر رزقه، وأن أولاده ورثوا المهنة عنه، مؤكدا أن هذه المهنة أصبحت إرثا لعائلته . |191411|

فيما يقول (رجب كحيل ) 17 عاما "تركت المدرسة في سن مبكرة وصرت أعمل مع أبي , وأنا مستمتع في عملي هذا", مؤكدًا أن سوق البالة توفر على الفقراء الكثير من الأموال فهم يشترون الملابس بأرخص الأسعار, وأنه لا يتخيل أن تكون الحياة بدون أسواق لبيع الملابس المستعملة, بقوله "من غير العادل أن يكونوا الفقراء بلا ملابس ."

ويقول (أحمد العكا) 21 عاما طالب جامعي يعمل في السوق في أوقات فراغه , ليؤمن مصروف جيبه : "أن الزبائن يمثلون كافة طبقات المجتمع , فتجد الموظفون , والتجار والعمال والأطباء ". وأضاف أنه عند وصول البضائع الجيدة يتصل بزبائنه المميزين ليكونوا أول من يختار "اللقط" حسب قوله .

وتقول (إسراء البابا) 28 عاما " أنا أتوجه إلى سوق البالة لأسباب أهمها النوعية الجيدة للملابس التي تتواجد في البالة, فهي أجنبية الصنع وتحمل ماركات عالمية والتي تتميز عن الصناعة المحلية والصينية والتركية التي غزت الأسواق, مضيفة إلى أن الملابس الأجنبية تبقى محتفظة بجودتها , مقارنة بالملابس المحلية التي تتلف بسرعة ."

وتضيف "إن الكثير من صديقاتي يتواجدن ليبحثن عن القطع النادرة والمميزة ، رغم أنها مستخدمة إلي أن الكثير منهم يفضلنها على القطع الجديدة الصنع" .|191412|

ويعتبر احتفاظ سوق "فراس" باستمراريته إلى اليوم يشكل حالة استثنائية تدل على حاجة الكثيرين في غزة لمثل هذا السوق لبيع الملابس المستخدمة، فمنهم من يلجأ إليها لتدني وضعه الاقتصادي ومنهم من تغريه شعارات الماركات العالمية وتميزيها عن غيرها بتصاميمها المختلفة والتي لا توفرها الصناعات المحلية .

|191413| |191414| |191415|