الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللاجئون "الفارون" من سوريا يواجهون الإهمال والمعاناة في غزة

نشر بتاريخ: 19/02/2013 ( آخر تحديث: 20/02/2013 الساعة: 09:37 )
غزة- تقرير معا - الفلسطينيون العائدون من سوريا يعيشون معاناة مضاعفة الأولى بسبب ما عايشوه في سوريا خلال الصراع الدائر هناك وخسرانهم للكثير من ممتلكاتهم، والثانية بعد وصولهم إلى قطاع غزة والإهمال الذين يلاقونه من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية.

وينقسم الفلسطينيون في سوريا إلى ثلاث فئات، منهم من يتمتع بكافة الامتيازات وكأنه مواطن سوري وآخرين يتمتعون بجزء منها والفئة الثالثة يحق لهم المشي بالشارع وتنفس الهواء حسب قول العائدون.

"من يوم ما جئنا إلى غزة لا احد ينظر إلينا ولا نريد أن نكون متسولين على أبواب الجمعيات عشنا بسوريا بكرامة وتركنا أعمالنا وبيوتنا وكل من يعز علينا من اجل الأمان" بهذه الكلمات تحدثت عائلات فلسطينية عائدة من سوريا إلى مراسل معا عن معاناتهم.

الفلسطيني السوري عاطف العيماوي المقيم في سوريا منذ ( 30 عاما) ووصل قطاع غزة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي يقول: "نتعرض لإهمال شامل من كافة القوى والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لا مسكن ولا مصدر دخل للعائلة المكونة من 9 أفراد مع عائلة نجله".

وأضاف "نحن نعيش في غزة على حساب أقاربنا، والى متى سيدفعون لنا أجرة البيت؟"، مشيرا إلى أنهم تركوا ما يملكون في سوريا من اجل الحفاظ على حياتهم.

وعبر العيماوي عن خيبة أمله نتيجة الإهمال الذي يتعرض له الفلسطينيون العائدون من سوريا سواء من قبل السلطة والحكومة المقالة في غزة.

وعن المساعدات التي يتلقونها، أوضح أن بعض العائلات تلقت فرشات وبطاطين وأدوات مطبخ من قبل الاونروا، فيما بعض الأسر تلقت من الشؤون الاجتماعية بعض المساعدات التموينية مثل كيس طحين 25 كيلو وعلب سردين، كما حصلت بعض الأسر على بطالة عمل لمدة شهرين.

وطالب العيماوي بضرورة تشغيل الفلسطينيين السوريين بوظائف دائمة ليستطيعوا العيش بكرامة لا التسول على أبواب الجمعيات، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن مخيم اليرموك يعيش معاناة صعبة بسبب القصف الذي تعرض له من قبل النظام السوري، وقال: "إن الذين يعيشون في المخيم لا يتعدون ال 10% وجميعهم نزحوا إما على ضواحي دمشق أو على لبنان".

من جانية قال أبو محمد الذي كان يعمل تاجر ملابس "إن المعاناة في غزة لا مثيل لها وننتظر هدوء الأوضاع في سوريا لكي نعود إلى أملاكنا".

الفلسطيني السوري أبو محمد الذي وصل على قطاع غزة في كانون الثاني يناير 2013 ورفض الكشف عن هويته بسبب وجود باقي عائلته بسوريا طالب الحكومة والسلطة بضرورة تأمين مسكن للعائلات العائدة من سوريا، قائلا: "لا نريد مأكل ولا مشرب نريد تأمين بيوت لنا ونحن نستطيع العمل".
|205144|
أبو محمد الذي حصل على فرصة عمل في تنظيف الشقق ليستطيع إعالة أسرته المكونة من 4 أفراد يقول: "وزارة الشؤون الاجتماعية هاتفوني من اجل العمل مدة شهرين لقاء 800 شيقل شهريا مقابل الدوام، لكن قمت برفضها لأني استأجر شقة ب 200 دولار في الشهر، وتساءل كيف استطيع تلبية طلبات البيت؟".

أما عمر عودة العائد من سوريا سرد لمراسل معا فئات الفلسطينيين في سوريا حيث تحدث عنهم قائلا: "هناك فلسطينيون يحملون وثيقة سفر فلسطينية صادرة عن الحكومة السورية ويتمتعون بكل امتيازات المواطنة من وظائف وامتيازات حتى في خدمة الجيش، كما أن هناك فلسطينيين دخلوا سوريا بعد عام 65 يحملون وثيقة سفر سورية ويتمتعون ببعض الامتيازات سوى الوظائف والتعليم ولا يخدموا بالجيش، وأن هناك فلسطينيين يحملون وثيقة سفر مصرية أو جواز سفر فلسطيني صادر عن السلطة الفلسطينية ولا يحملون رقما وطنيا وليس لهم أي امتيازات إلا انه مسموح له بالتنفس والمشي بالشوارع".

واضاف أن معاناة الفلسطينيين تبدأ من سوريا رغم أننا قبلنا أن نعيش بالأمر الواقع وغرباء في سوريا حتى قامت "الثورة" واليوم تنتقل المعاناة إلى غزة.

وعن عدد الفلسطينيين بسوريا أشار إلى وجود 500 ألف فلسطيني وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حوالي 2500 شهيد وعدد يصعب احاؤه من المفقودين".

من جهته أكد عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين أن الاونروا تقدم المساعدات للفلسطينيين العائدين من سوريا.

وقال أبو حسنة لـ معا نقدم المساعدات سواء في التعليم والصحة والمواد الغذائية وفي كافة المجالات، موضحا أن 150 فردا توجهوا للاونروا وحصلوا على المساعدات.

ووفق مصادر محلية فإن قرابة 300 عائلة فلسطينية وصلت من سوريا الى قطاع غزة خلال الفترة الماضية في اعقاب تطور الاحداث هناك.