الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعلام الحزبي وتأثيره على فئة الاطفال في مجتمعنا الفلسطيني

نشر بتاريخ: 07/02/2016 ( آخر تحديث: 07/02/2016 الساعة: 10:35 )

الكاتب: د. سليمان عيسى جرادات

قلة من الكتاب والباحثين الذين يبحثون الجوانب الإعلامية الخاصة بالطفل والمختلفة الجوانب والمؤثرة على حياتهم وصقل شخصياتهم ، وشعبنا الفلسطيني الذي يعتبر اكثر من نصفة ما دون 18 عاما تطغى النظرة العامة فيكون الحديث منصب في جانب السلبيات فقط ، ومن هنا أحببت أن اطرح هذا الموضوع للنقاش العام لان من ملك الإعلام ملك كل شيء , لا أقول ملك الشارع , بل ملك كل شيء , فالإعلام يسيطر ليس على الشارع , بل على الشارع والبيت حتى في الغرف الخاصة ، والأحلام في المنامات ، أليس بعض الأطفال يعانون من التفكير بالمستقبل المجهول وما يرافقه من قلق الذي تسببه بعض وسائل الاعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي على مجرى حياتهم ، فالسؤال إذن ما هو هدف تلك القنوات والإذاعات والقائمين عليها، لماذا في هذه المرحلة الدقيقة يحاولون التأثير الشديد لدفع زهرة اطفالنا وفتياتنا للآلة الإعلامية الحزبية والتي يمكن ان تكون مرحلتهم المستقبلية هي الكوابح التي تقف في وجه التحديات التي تواجه شعبنا وان يكونوا جزءا رئيسيا في قيادة السفينة نحو الحرية والاستقلال.

من الملاحظ بان الاعلام المشوة يركز على مرحلة مهمة من مراحل الحياة وهي فئة الاطفال, ولا سيما في مجتمعنا الفلسطيني الخصب في التحليل والتبرير والنظر في زوايا واحدة بدون النظر في الزوايا المكملة ، الامر التي تضع عمليات التفكير في التنفيذ لعمل حدث ما جائز ، ولا شك بان الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني عامة وفئة الفتيان خاصة تدعو الى صد تلك الاجراءات والانتهاكات والإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق اطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونسائنا وفتياتنا , لكن لا بد من اعادة النظر في المحطات الاعلامية المتلفزة المرئية والمسموعة والمقروءة ان تعمل على الحفاظ على حياته وتقديم كافة وسائل الدعم النفسي والمعنوي لتجاوز تلك المحنة ، وان لا تكون تلك المحطات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الاهداف المقصودة والرغبات غير المالوفة في مجتمعنا ، وأن لا يكون رهان كبير يمرر مخططاتهم على المستقبل والحاضر لامتلاكهم السيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته والسيطرة عليه .

اخيرا فلنتقي الله في وعينا وفي تفكيرنا وفي تثقيفنا وفي توصيل رسالتنا الوطنية وان يتحمل الاهالي المسؤولية في متابعة ذلك الأمر وان نجعل الطفولة في فلسطين عنوانا للتضحية وحب الوطن والانتماء اليه بعيدا عن الحزبية الضيقة والابتعاد عن إثارة الفزع والشعور بالخوف عند تلك الفئة عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر فالطفل الفلسطيني هو المستقبل هو الغد القادم ، هو من سيرسم هذا الغد عبر نوعية التربية والتلقين التي سوف تقدمها البرامج التليفزيونية الموجهة لأطفالنا في الحاضر والمستقبل.