السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطلوب تغيير قواعد الاشتباك

نشر بتاريخ: 08/12/2018 ( آخر تحديث: 08/12/2018 الساعة: 23:19 )

الكاتب: عمران الخطيب

اليوم مضى 31 عاما على انتفاضة الحجارة والتي كانت الشرارة الأولى بمخيم جباليا بسبب قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس أربعة من العمال الفلسطينيين على حاجز "ابرز" مما أدى إلى استشهادهم.
هذا العمل الإرهابي الجبان لم يكن الأول في سلسلة ما يرتكب العدو الإسرائيلي من جرائم بل هو نهج دموي ومنظومة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري في فلسطين منذ ان بدأ المشروع الصهيوني قيد التنفيذ على أرض فلسطين، حيث اعتمد على سلسلة من الأعمال الإرهابية ما مكنهم في كل أرجاء فلسطين، وفي كل مكان وزمان تتوفر عوامل القيام بهذه الأعمال الإرهابية ومع ذلك يحتاج البعض منا إلى التمعن في قرآة النهج والفكر الإرهابي الصهيوني، ليس في نهجهم الفكري والسياسي القبول في الآخر، وما يسمى حتكفا بين قوسين (النشيد الوطني ) يتحدث ويصف الآخر، لذلك لا جدوى مما يسمى الاسلام المزعوم، وقبول منظمة التحرير الفلسطينية فيما سمي بعملية السلام وقرارات الشرعية الدولية. 
لم يكن رغبة وطنية بمقدار ما كان دور الجغرافية العربية والتي لم تتحمل المسؤولية والتكلفة في مواجهة التحديات والمشروع الصهيوني الاستعماري، خاصة بعد حرب اكتوبر، والقبول في المشاركة العربية في مؤتمر جنيف للسلام الذي كان الخطوة الأولى في كسر حاجز المحادثات بين العرب وإسرائيل، وبعد ذلك المفاوضات وفلسفة المفاوضات المباشرة...
صحيح أن مصر قد اعادت الضفة الشرقية من قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، ولكن الأهم مقابل ذلك طي صفحة الصراع المسلح والحرب العسكرية، وقد تسبب ذلك في تراجع موازين القوى العربية لصالح الكيان الصهيوني ولكل هذه الأسباب قبل الجانب الفلسطيني فيما سمي بعملية السلام على أساس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وحل عادل للاجئين الفلسطينيين، واعتقد أن القيادة الفلسطينية كانت تدرك أن الجانب الإسرائيلي يرفض عمليا ما سمي بحل الدولتين من خلال الوقائع العملية المتمثلة في جدار الفصل العنصري والاستيطان الذي لم يبق رقعة واحدة في مختلف مناطق الضفة الغربية دون إقامة المستوطنات الإسرائيلية عليها، وما يحدث في الضفة الغربية والقدس من استيطان ليس بسبب وجود حكومة نتانياهو فقط، بل نهج الفكر الصهيوني الاستعماري يرفض السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة بشكل عام، وكما هو معروف عند انتهاء فترة 5 سنوات من الحكم الذاتي عام 1999 حيث قال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات سوف يعلن عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وقد رفضت اسرائيل والإدارة الأمريكية بعهد الرئيس كلينتون وكذلك العديد من الدول الأوروبية اتخاذ مثل هذه الخطوة، وجاءت تهديدات مختلفة من كل حدب وصوب، وباقي الرواية يعرفها الجميع. 
لذلك علينا وضع خارطة طريق فلسطينية تدريجية طنطوي على العديد من القضايا الهامة، تبدأ بخطوات عملية في الضفة الغربية والقدس، بحيث نجعل من المقاومة الشعبية في كل أرجاء الضفة الغربية والقدس محطات مواجه وتربك العدو الإسرائيلي، أي خلق عوامل التوتر والإرهاق المادي والمعنوي بين صفوف العدو من خلال المقاومة الشعبية في كل أرجاء الوطن، وكذلك جعل كل المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية احتفالات وطنية وبمشاركة واسعة النطاق، والعمل على عقد المؤتمرات والندوات وكافة الفعاليات والأنشطة التي تشكل عوامل ضغط على العدو الإسرائيلي ودعم المؤتمرات والندوات الشعبية مثل المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين والمؤتمر القومي العربي ومؤتمر الأحزاب العربية والمشاركة الفاعلة في هذه المؤتمرات والندوات الشعبية في العالم العربي والإسلامي، ودعم كل المؤتمرات والندوات التي تنعقد من أجل القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية من خطر التهويد والاستيطان الصهيوني الاستعماري.
والعامل المهم لنجاح العمل الشعبي الفلسطيني والعربي من أجل إستخدام كل وسائل الضغط هو إنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل انجاح قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي يجب أن لا يشعر في الأمن والاستقرار.
أعتقد أن عوامل النجاح والتفوق على العدو الإسرائيلي قبل 31 عاما خلال الانتفاضة هي قواعد الاشتباك التي فرضتها الإنتفاضة الفلسطينية حيث حققت التفوق على العدو الإسرائيلي في داخل فلسطين، وعلى المستوى العربي والدولي شكل عامل جذب واستقطاب في دعم نضال الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم... ومن أجل العدالة لفلسطين يجب العمل والتعاون على كافة المستويات الوطنية الفلسطينية في مواجهة التحديات القائمة وإسقاط ما سمي بصفقة القرن، وهناك وتحديات أمامنا كبيرة جدا ولا يحتاج الأمر إلى البقاء في هذا المربع دون تحرك.. وحدتنا الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطيني طريقنا إلى النصر...

Omran-alkhateeb@live