الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مصادر عبرية: اصابة مستوطن بعملية طعن واطلاق النار على المنفذ قرب الرملة

نحو استيراتيجية وطنية..

نشر بتاريخ: 13/01/2019 ( آخر تحديث: 13/01/2019 الساعة: 11:25 )

الكاتب: اللواء بلال النتشة

الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس

لا يخفى على احد، كم هو صعب جدا وضع الشباب من كلا الجنسين في القدس المحتلة وذلك لعدة اسباب منها:
اولا: غياب الامن الفردي والجمعي بسبب الاحتلال.
ثانيا: في مقابل ذلك غياب المؤسسة الوطنية الحاضنة والراعية لهؤلاء الشباب بسبب منع وجودها من قبل الاحتلال بل ومحاربتها.
ثالثا: محاولات اسرائيل افساد المجتمع المقدسي عامة والشباب على وجه الخصوص.
رابعا: غياب الامل في اي حل سياسي قد يؤسس لمستقبل افضل لهم ذلك ان اسرائيل بمعظمها متجهة نحو يمين اليمين الرافض ليس فقط لحل الدولتين وانما يرفض فكرة وجودنا على هذه الارض بشكل مطلق منطلقا في ذلك من خزعبلات توراتية.
خامسا : تفشي العنصرية في اسرائيل وذلك انعكس على المؤسسات التشغيلية والتي بدورها تحاسب على الهوية واللون والعرق.
تلكم بعض الاسباب التي يمكن ذكرها في هذه العجالة، والسؤال المطروح هنا ببساطة : ما العمل ؟
ان اسرائيل بوصفها دولة محتلة، تسخر كل طاقاتها وامكانياتها من اجل تدمير الشباب المقدسي الذي هو عماد المجتمع وامله في انجاز التحرير، وفي هذا الاطار فان المؤسسة الرسمية الاسرائيلية وهي تقوم بتوفير مناخات مريحة لشبابنا لاشعارهم بانهم يعيشون في كنف دولة ديمقراطية، فانها في المقابل تسحب البساط من تحت اقدامهم عبر سلسلة من الاجراءات التي تجردهم من كل اسباب العيش الكريم والمستقر، فمثلا المنح التعليمية لا تذهب الا لمن يحمل الجنسية الاسرائيلية وهذا ما يرفضه شبابنا لان هذا يعني أسرلة المجتمع المقدسي، ومثال اخر السكن اذ ان سعر الشقق في المدينة وضواحيها يضاهي أسعار نظيراتها في بريطاينا وربما يفوق وكل ذلك بهدف ابعاد الشباب طوعا عن مدينتهم.
إن الشباب الوطني والمنتمي للقدس وللقضية الفلسطينية يستحق منا الالتفات الى ظروفه الصعبة والى مستقبله المبهم والذي اكاد ان اصفه بالمظلم. فكيف لشاب في العشرينيات من عمره ان يشتري بيتا في القدس سعره 400 الف دولار.
او كيف له ان يستأجر بيتا اجرته الشهرية اكثر من الراتب الذي يتقاضاه؟ والقائمة تطول. وعلى ذلك لابد من وقفة جادة ومسؤولة من جميع الجهات ذات الشأن لانقاذ الشباب من الفخاخ التي تنصبها لهم المؤسسة الاحتلالية . فان تأتي متاخرا خير من ان لا تاتي ، مع اعترافنا بان هناك تقصيرا من المؤسسة الرسمية الفلسطينية بالشباب المقدسي ليس لانها تتعمد هذا التقصير كما يحلوا لبعض المتربصين تسميته وانما الظروف المحيطة بها والحصار المالي والسياسي الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية يؤديان الى تشتت البوصلة وعدم القدرة على السيطرة على المشهد. ولكن الثابت لدى قيادتكم هو ان القدس كما قالها الرئيس "ابو مازن" ليست للبيع وهي على الاجندة الوطنية بل وفي المقدمة منها .
ان القدس التي تحاول عدة دول شرائها بالمال السياسي لهي عصية على البيع والشراء فمن يعتقد ان " كرتونة تموين" من الممكن ان تشتري زمنا في القدس او تشتري بشرا فهو حقا مخطئ ، فاهل القدس ليسوا متسولين وانما هم سدنة الاقصى والقيامة وكل حجر وذرة تراب في مدينتهم وهم من يمدون اياديهم لمساعدة الاخر ولا ينتظرون معونات مهينة خارج اطار الشرعية الفسطينية من اجل شراء ذممهم او تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية على حساب ثوابتهم التي لا يحيدون عنها .
انني كأمين عام للمؤتمر الشعبي الوطني للقدس اوجه دعوة لكل القوى والفصائل الوطنية في المدينة المقدسة الى البدء بوضع استيراتيجية موحدة بالتعاوم معنا هدفها احياء الامل لدى الشباب المقدسي وذلك من خلال التداعي لعقد سلسة ورش عمل ولقاءات موسعة في مقر المؤتمر للتدوال في كل ما يهم هؤلاء الشباب ويحتاجونه وكيفية مواجهة السياسات الاسرائيلية الهادفة الى تفريغهم من محتواهم الوطني ، على ان تشمل هذه الخطة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية مما يؤدي في نهاية المطاف الى تعزيز صمود الكل المقدسي في قلب المدينة المستهدفة والمحاصرة . وهنا لا بد من التركيز على اصحاب المصالح التجارية الذين يشهدون اوضاعا بائسة بفعل الحصار وسوف يزداد بؤسا بعد ان جاء المستوطن اليهودي الملياردير رامني ليفي بمشروعه التجاري الضخم الى تخوم حاجز قلنديا العسكري بهدف ضرب الاقتصاد المقدسي خاصة والوطني بشكل عام .
وحتى نخرج من دائرة التخوين وكيل الاتهامات جزافا لكل من تستهويه اغراءات ليفي ، فان المطلوب منا ككل وطني ان نتعاون ونضع الكتف على الكتف ونرص الصفوف ونتخذ خطوات عملية واضحة لمواجهة سيل الاجراءات الاحتلالية التي تعمل على الغاء الوجود الفلسطيني في القدس , وهنا ايضا يجب التعاون وبكل قوة مع حركة المقاطعة " بي- دي- اس" للتصدي للزحف الاقتصادي اليهودي من قلب المدينة الى اكنافها مستهدفا اهلنا في مناطق الضفة والتي بدات الادارة المدنية الاسرائيلية باغرائهم بتصاريح مفتوحة من اجل التسوق من " اسواق رامي ليفي" او حتى العمل بها وباجور عالية ما يعني اضفاء الشرعية على مشروع استيطاني مقام على ارض فلسطينية مصادرة تحت مظلة اقتصادية .
ومن اجل تمتين وشائج النضال الجمعي ضد المشاريع التصفوية الاحتلالية لابد من ان يكون الشباب هم في مقدمة جبهة المواجهة على جميع المستويات وهذا بحاجة الى احتضانهم وتقوية عزيمتهم من خلال تلبية متطلياتهم من تعليم وصحة وسكن ووظائف مجزية وبهذه الحالة نكون قد خضنا المعركة الاولى وكسبناها وهي وضع حد للهاث الشباب للعمل في الجانب الاسرائيلي الذي يغدق الاموال عليهم من جهة ويسلبها منهم من جهة اخرى بطرق مختلفة منها الضرائب والمخالفات وارتفاع رسوم تكاليف رخص البناء وبالتالي ارتفاع اسعار الشقق سواء التمليك او الايجار .
ازاء ذلك فانني وبصفتي ابن هذه المدينة الصامدة وابن الحركة الوطنية الفلسطينية ، اكرر الدعوة للكل الوطني الغيور على مصلحة القدس لبدء التحضير لاستيراتيجية وطنية تبعث الامل من جديد في نفوس المقدسيين الذين يرزحون تحت وطأة ابشع احتلال في التاريخ الحديث يتنافس زعماءه على سفك دمائنا في حملاتهم الانتخابية فقد آن لنا ان نصحوا من السبات العميق ونضع شعار :" خطوة عملية واحدة خير من الف خطاب ناري " .