السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرد الفلسطيني العقلاني على "صفقة ترامب- نتنياهو"

نشر بتاريخ: 29/01/2020 ( آخر تحديث: 29/01/2020 الساعة: 16:56 )

الكاتب: د.محمد جبريني

مهما كانت خطورة وعدوانية "صفقة ترامب - نتنياهو" فإن الرفض الفلسطيني لها ينتزع شرعيتها، حتى لو أقدمت إسرائيل على الضم الفوري للمساحة التي خصصت في الصفقة(الأغوار والمستوطنات)، وهذا أخطر ما يمكن أن تنفذه إسرائيل بشكل أحادي، فهو لن يغير من حقيقة أنها أراضي فلسطينية محتلة وفقا للقانون الدولي.
فالمطلوب فلسطينياً وبشكل عاجل استثمار حالة الإجماع الشعبي والفصائلي برفض الصفقة والعمل على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام عبر مبادرة من السيد الرئيس لعقد اجتماع في الوطن وليس بالخارج لقادة وممثلي التنظيمات الفلسطينية، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية ومن ثم الرئاسية لدولة فلسطين وليس للسلطة الفلسطينية، دون الحاجة لانتظار موافقة إسرائيلية على إجرائها في القدس الشرقية.
وليكن يوم الانتخابات الفلسطينية يوم عرس ديمقراطي نضالي مميز، وبصورة خاصة في القدس الشرقية، حيث يمكن نشر صناديق الاقتراع في كل حارة و زاوية وزقاق في القدس، حتى لو كان إجراؤها شكلياً ومن باب التحدي للاحتلال، ويتخلله مواجهات مع شرطة وقوات الاحتلال، وبحيث يفهم العالم بأن من عطل ومنع وقمع العملية الانتخابية في القدس هو الاحتلال.
وهذا لن يؤثر على النتائج العامة للانتخابات، وفي نهاية المطاف يجب أن يكون هناك تميثل لائق للمقدسيين في جميع القوائم الانتخابية النسبية للكتل الانتخابية، بما يضمن تمثيل القدس بشكل لائق في البرلمان الفلسطيني.
وحتى تكتسب الانتخابات زخماً سياسياً إقليمياً ودولياً، يا حبذا لو يتم في يوم الانتخابات نشر صناديق تضامنية للاقتراع في كل مكان يتواجد فيه الفلسطينيون في العالم، ووضع قسائم تحمل مضامين تأييد تجسيد الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، ورفض الاحتلال والاستيطان التوسعي.
ختاماً ليكن يوم الانتخابات الفلسطينية عرس فلسطيني ديمقراطي نضالي وعنوان لوحدة الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، و تعبيراً عن إصرارهم على إسقاط "صفقة ترامب -نتنياهو".
هذا إلى جانب استمرار النضال في جميع ميادين المواجهة مع الاحتلال وفي المحافل الإقليمية و الدولية، وصولاً لتجسيد مؤسسات الدولة الفلسطينية على الأرض.