الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نبيل عمرو يكتب لمعا: لماذا فشلنا وكيف ننجح؟

نشر بتاريخ: 05/10/2019 ( آخر تحديث: 05/10/2019 الساعة: 12:45 )

الكاتب: نبيل عمرو

الرئيس محمود عباس قال في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة اننا سنتخذ قرارا باجراء الانتخابات العامة لمجرد عودتي الى ارض الوطن، وفي اجتماع للجنة التنفيذية قال الرئيس اننا تأخرنا في اجراء الانتخابات العامة، واضيف من عندي كلمة واحدة " كثيراً".
ذلك ان اكثر من اثني عشر سنة مرت دون انتخابات لا تعتبر مجرد تأخير بل يمكن ان توصف بالاحجام.
نحتاج في هذه المرحلة وبوح الرئيس حول التأخير والعمل من اجل النجاح امر مهم، نحتاج الى الإجابة الصريحة عن سؤالين مترابطين لماذا فشلنا؟ وحين نجيب عن هذا السؤال فاننا نختصر المسافة الى كيف ننجح.
أسباب كثيرة أدت الى الفشل سآخذ منها ما اراه أساسيا وجوهريا... الأول.. لأننا وضعنا قرار اجراء الانتخابات في يد حماس، وترتب على ذلك ربط الانتخابات بإنجاز المصالحة، ولأن المصالحة وبعد مرور زمن طويل واجتماعات أطول لم تتحقق ولم يحرز أي تقدم على طريقها، فهي دون مبالغة في حكم المستحيلة والخلاصة تتحدد بكلمتين لامصالحة ولا انتخابات.
كذلك فإن الوسيلة التي اعتمدت لتحقيق المصالحة ثم الانتخابات كانت وبحكم التجربة والنتائج عقيمة وغير ذات جدوى في افضل الأحوال، ومكرسة للانفصال والقطيعة من كل النواحي، وها نحن نعود الى ذات الوسيلة، لجان ومبعوثين وحوار ووسطاء، وبقراءة موضوعية لما حدث خلال السنوات الطويلة الماضية نخلص الى نتيجة لا ينكرها احد ولا يجادل فيها مفادها ان اللجان والمبعوثين والحوارات هي الوصفة المجربة لاستمرار المراوحة في المكان، ان لم نقل للتراجع كثيرا الى الوراء، أي تحويل المصالحة والانتخابات من صعب ومعقد وبعيد المنال الى مستحيل.
كذلك فإن شرعية السلطة والرئاسة والمنظمة التي لا انكار لها ولا نقاش عليها داخليا وإقليميا ودوليا، اهدرت نفسها حين صارت طرفا يقابل طرفا اخر في صراع داخلي، فالشرعية المحسومة اهم واثمن من اعتبارها مجرد دعم للرصيد في الصراع الداخلي فهي بكل المقاييس صاحبة القرار وحين تتخذ قرارا مهما بلغ الاختلاف عليه فهي على حق خصوصا بعد ان تكون قد أعطت مجالا واسعا لتسويات ما قبل القرار، اما حين تسلم الشرعية بكونها مجرد طرف يواجه طرفا اخر، فساعتئذ يدخل الجميع في دوامة لا مخرج منها ونواجه معضلة تعطيل الشرعية لمصلحة ادعائها من قبل الطرف الاخر، ولا اخال حماس قصرت او تراخت في لعب هذه الورقة دون حق.
ورغم كل ما تقدم وبمنطق دعونا نرى الى ماذا ستفضي اللجان، مع انني افضل لو تحدد لعملها سقف زمني خصوصا وانها لن تبدأ من الصفر، دعونا نرى... فالايام كفيلة بكشف الفشل من النجاح على نحو مبكر، ودعونا الى جانب ذلك نتحلى بحسن النية لنأمل خيرا.