الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس.. بين أبو العطا وأبو عطايا.. هل تكتمل الحكاية..!؟

نشر بتاريخ: 13/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )

الكاتب: منذر ارشيد

(أتحدث اليوم كتحليل بعيداً عن العواطف والغايات)
أبو العطا وقبله أبو عطايا اسمان متلازمتان متشابهان
مطلوب رأسيهما في كل زمان ومكان، فاستشهدا كما كانا يتمنيان .. وانتقلا إلى العزيز الديان .. سلام عليهما حيث يلتقيان
الشهيد أبو العطا والشهيد العجوري واي قائد في المقاومة ربما كانوا ضمن بنك الأهداف لدى إسرائيل
ولكن لماذا حصلت العملية في هذا التوقيت تحديدا..!؟
علينا أن نناقش الأوضاع السياسية والميدانية التي سبقت هذه العملية
كان الميدان في حالة هدوء منذ أشهر ولم يكن هناك مؤشرات توحي بتسخين الوضع بعد المواجهة التي حدثت قبل أشهر والتي أثبتت حماس خلالها أنها قادرة على تدمير باص بركابه العسكريين ولكنها انتظرت حتى فرغ من ركابه فأطلقت الكورنيت عليه بالصوت والصورة.وهو فارغ تماما..!
وكان هذا المشهد كافيا لوقف العدوان حينها ، وإعادة تفاهمات التهدئة التي رعتها قطر من جديد وتم .
منذ أن ضاقت الأزمة التي يعيشها نتنياهو لدرجة أنه بات أمام خيارين السجن أو الفوز برضى الجمهور الإسرائيلي
فكان لا بد له من صيد ثمين
فرَوَج َلهذا الصيد الثمين (أبو العطا) من خلال وسائل إعلامه بأن هناك وحش خطير في غزة يخطط لهجمات قاتلة ضد إسرائيل ..
وكما ذكر ناصر اللحام فإن الحديث عن أبو العطا كثر لدرجة أنه أصبح البعبع الذي يجب التخلص منه.. (فتخلصوا)
وقد تسربت معلومات عن الشهيد القائد أبو العطا أنه رجل متمرد ولا يوافق على التفاهات بين العدو وحماس ..
وفي عقله ووجدانه أن العدو يجب أن يبقى في حالة خوف ورعب حتى يتم التحرير.
وهذا الأمر ينطبق تماما مع القائد الشهيد أبو عطايا محمد أبو سمهدانه قائد لجان المقاومة الشعبية والذي كان يعمل بجد واجتهاد وإخلاص دون أي بهرجة .
وقد شكل تهديدا للكيان وقد دمر دبابة الماركفا بالصوت والصورة وأعمال تفوق خلالها على الجميع
فكان المطلوب رقم واحد في تلك الفترة... وقد إستشهد.
ومن المعروف وبعد سيطرة حماس على القطاع أصبحت هي الآمر الناهي في أي عمل ضد إسرائيل خاصة بعد التفاهات التي حصلت كهدنة برعاية قطرية وتنسيق مصري
والحقيقة يجب أن تقال ألا وهي ..
أن حماس أصبحت معنية تماما بوقف إطلاق الصواريخ وأن أي صاروخ يطلق يجب أن يكون بعلمها أو بإرادتها بما يتناسب مع سياستها في الضغط على إسرائيل إذا مارست الابتزاز ، أو تسهيل حياة اليهود إذا حصلت على نتيجة بالمقابل
وكان لقطر وللعمادي الدور الأهم في ذلك ..ولا داعي للشرح..!
فما حصل من استهداف لقادة كبار في الجهاد الإسلامي وبشكل مستفز لم يسبق له مثيل ..ضربتين في وقت واحد .. ضربة في غزة وثانية في دمشق
وهذه إشارة واضحة بأن بنك المعلومات لدى الكيان الصهيوني بنك غني جدا والصرف فيه بمبالغ ضخمة يتم بلمح البصر..
إذاً...بغض النظر من المتضرر ومن المستفيد مما جرى
فإن حماس ستكون المتضررة أكثر خاصة أن تهديد إسرائيل بالإغتيالات ليس فيه نقاش ..سوى أن رؤوس كبيره ستتطاير إن لم تظهر حماس قدرتها على لجم سرايا القدس أو أي سرايا تهدد وتتوعد وتنفذ..
فما بالك لو قامت حماس بقصف صاروخي على الأقل لتبيض وجهها أمام غضب الشعب الذي فقد خيرة قادته الميدانيين.!
ولذلك ليس من مصلحة حماس التصعيد خاصة أنها تمتلك كل ما يمكنها من السيطرة والهيمنة على القطاع
ستعمل المستحيل لكبح جماح الجهاد الإسلامي دون أن يؤثر ذلك على علاقتها مع إيران طبعا
خاصة أن نتنياهو سيجعل حماس هذه المرة هي من سيدفع الثمن الباهظ بعد أن يغير المعادلة التي كان فيها هو الباديء في العدوان فتتبدل إلى أن حماس هي التي بدأت فتصبح بعد ذلك هي السبب في تدمير الآلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف من العائلات ولربما الشهداء سيصلون إلى الألف أو أكثر
وإسرائيل مستعدة أن تفعل أكثر من ذلك ...
ولكن هناك ظروف طرأت على المشهد بعد موافقة حماس على الانتخابات وما تلاها من تصريحات للسيد هنية والتي قال فيها نرحب بالتفاهم مع فتح وعودة الوحدة ونرحب بالاخ أبو مازن لزيارة غزة وسأستقبله عند معبر إيرز
هنا يأتي سؤال عن إختيار الوقت الذي تم تنفيذ عملية الإعتقال المزدوجة ..
فهل إسرائيل آختارت الزمان والمكان والتوقيت المناسب كي تستفز الجميع.. !؟
هل التقارب بين هنية وأبو مازن والانتخابات وما سيكون عليه الوضع بعد ذلك من تغيير ربما يكون مفيدا على الوضع الفلسطيني الداخلي بداية والخارجي بعد أن تتوحد الجهود الفلسطينية ويعود الوضع إلى ما نتمناه ..!
هل كل ذلك مجتمعا جعل نتنياهو يسارع في الجريمة
كي يخلط الاوراق ويعيد الجميع إلى قوانينه التي وضعها
والتي تنص على.. أن لا شيء يجري إلا بموافقتنا..!؟
على كل حال الساعات القادمة ستكشف مزيدا من الوقائع والحقائق .. وسنعرف أكثر
ولعلي أكون مخطئاً ..
فلا بأس أن أكون المخطيء الوحيد.. والجميع على صواب .
منذر عبد الفتاح أحمد إرشيد.