الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تمارس الاحتلال وفلسطين تعلن السلام

نشر بتاريخ: 30/12/2019 ( آخر تحديث: 30/12/2019 الساعة: 13:30 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك انه في الوقت الحالي وخاصة في اعياد الميلاد يظهر الكثير من الامور في علاقة الفريقين كجهات متعارضة اصلا وغير متفقة في يوم من الايام، فاسرائيل ومنذ زمن طويل وحتى في ظل الاتفاقيات او التفاهمات الموقعة لم تغب يوما عن ممارسة احتلالها من خلال اجراءات القمع والقتل والهدم والترحيل والسجن للالاف من الشباب، وبالتالي فان اسرائيل الدولة الغاصبة المحتلة بقيت على احتلالها، واليوم تمادت في تجاوز كل ما هو متفق عليه حتى والذي يبقي على السلطة على قيد الحياة، فضم القدس كان بمثابة المسمار الذي دق في نعش كل الاتفاقيات والتفاهمات وفق ما عرف بالسلام الموهوم وبالتالي فان ضم الاغوار وبناء المستوطنات والتوسع فيها وسرقة اموال الضرائب وغيرها ستكون مدمرة لكل شىء، ولكن المتمسكون في رام الله بالسلام او تواليه عليهم ان يعلموا ان اسرائيل لن تعطيهم شىء وانها ماضية في تكريس احتلالها اكثر من قبل وان صمود شعبنا وخلق جبهة مقاومة هي الاساس في التصدي لكل هذه الاجراءات.
ان اعادة انتاج سلطة نتنياهو مرة اخرى من خلال فوزه في الانتخابات الداخلية، سيمكنه من تنفيذ مخططاته الاستعمارية ولن ياتي على اسرائيل حلف يمكن ان يقول اننا على استعداد لاعادة المفاوضات مع الفلسطينيين وبالتالي فان الفلسطينيين ليس لهم سبيل سوى الوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج مقاومة واحد ضد الاحتلال والعمل على استنهاض دول العالم ضد الاحتلال، والا سوف يبدا النظام العربي الرسمي خلال اشهر باشهار علاقته غير الشرعية مع اسرائيل وخاصة اذا ما فاز نتنياهو وترامب في الانتخابات القادمة وهذا وارد.
وبتالي ليس لنا الان، سوى اعادة برمجة الوضع الفلسطيني وادخال معطياته القديمة بالنظر الى اسرائيل انها دولة احتلال وليس سوى ذلك، وانه يتوجب على السلطة ان تعيد كل سياساتها على هذا الاساس، وان ما يثار في محكمة الجنايات الدولية سينقلب على الفلسطينيين في ظل غياب قوة العدالة وسيطلب الاسرائيليون محاكمة كل القادة الفلسطينيين وستكون مسرحا طويلا لتجاذات كبيرة ولن يسلم اليها ضباط وقيادة الاحتلال في ظل حماية امريكا لهم وبالتالي فان الامور اصعب ما تكون ان لم تواجه بحزم الفكر والخطط والقوة المقاومة على الارض.
كما ان اعلان الفلسطينيين انه مع السلام من جديد دون محددات واضحة في التعامل مع الامور على ارض الواقع كمواجهة حتمية مع الاحتلال في قلع الاستيطان وارهاب مستوطنيه سيبقي الامر مجرد سراب هنا وهناك. وبالتالي يبقى الامل معقود على حالة استنهاض فلسطينية وخاصة ان النسيج المجتمعي اصبح مبتور في ظل التصعيد المختلف عليه من جبهات كثيرة ودون اتفاق على حل معين.