الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل ورؤية الدولة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 09/02/2020 ( آخر تحديث: 09/02/2020 الساعة: 16:58 )

الكاتب: محسن ابو رمضان

بينما نظر الإسرائيليون للدولة الفلسطينية بما انها ليست أكثر من حكم إداري ذاتي يستند الي السيطرة الاسرائيلية إداريا وامنيا وقانونية بما يعني التحكم في مقوماتها وأخضاعها لنظام المعازل والبنتوستانات العنصري.
ولا مانع لدى الاسرائيليين أن يتم تسميتها دولة او حتى امبراطورية كما صرح شمعون بيريس تعقيبا علي توقيع اتفاق أوسلو.
قضت إسرائيل علي آفاق السلام والحل الذي بمكن تسميتة بصورة جائرة (بالحل الوسط)من خلال إنهاء مفهوم حل الدولتين والقائم علي الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من حزيران عام 1967 وتبني مفهوما اخر تعزز في صفقة ترامب مبني علي إقامة دولة فلسطينية خارج إطار السيادة والاستقلال والحدود التي أكدتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الاعتراف بها عضوا مراقبا بالأمم المتحدة وفق قرار19/67.
تتبني خطة ترامب حل الدولتين نظريا ولكن الدولة الفلسطينية المزعومة لن تكون أكثر من إدارة شؤون السكان بما يذكر بالعودة الي لمشروع روابط القري القائم علي تقديم الخدمات دون السيطرة علي الارض والموارد والثروات.
انها ليست أكثر من كيان مبني علي نظام المعازل والبنتوستانات متحكم بة من أدوات الاستعمار الإسرائيلي.
أن حسم الملفات الكبري بالصراع (القدس واللاجئين والاستيطان) وتأكيد الصفقة علي ضم الأغوار والمستوطنات بما يشمل 30%من من أراضي الضفة يعني نسفا كاملا لحل الدولتين بالمفهوم الفلسطيني وبمفهوم القانون الدولي.
نحن نعيش فترة يجب أن نواجة بها الحقيقة بوضوح عبر انتهاء الرهان علي حل الدولتين التي تريدة صفقة ترامب تابيدا لسلطة الحكم الذاتي ليس إلا في إطار منظور يستند الي السلام الاقتصادي بعيدا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحقيق السيادة الوطنية.
وعلية فقد أن الأوان لتجاوز مفردات المرحلة الانتقالية التي حسمتها صفقة ترامب لصالح المشروع الكولونيالي والتوسعي الإسرائيلي الأمر الذي يتطلب العودة الي جذور الصراع بما يتضمن تأصيل الرواية التاريخية لشعبنا بوصفة شعبا هجر من ارضة عام 1948 وتم احلال مستعمرين جدد علي انقاضة بوسائل العنف والترويع علي قاعدة تضمن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجدة وعبر الإطار الجامع لة المجسد ب.م.ت.ف وفق آليات تضمن إعادة بنائها علي قاعدة ديمقراطية وتشاركيةلتصبح الجبهة الوطنية العريضة لقيادة كفاح شعبنا وبما يضمن ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن حالة الانقسام . ان ابجديات مواجهة صفقة ترامب تكمن بضمان تحقيق موقفا موحدا في مواجهة هذة العاصفة الهوجاء وبما يعمل علي توحيد الشعب والأرض والقضية من خلال البيت المعنوي لشعبنا والمجسد بالمنظمة.
من الهام أن لا ينخدع العالم بحل الدولتين المزعوم الوارد في صفقة ترامب بما انة يختلف تماما عن المفهوم القانوني والإنساني لة الامر الذي يستلزم تحقيق استدارة تضمن العودة إلي جذور الصراع.