السبت: 21/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

هل يقترب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد الضغوط الأمريكية؟

نشر بتاريخ: 21/06/2025 ( آخر تحديث: 21/06/2025 الساعة: 17:13 )

الكاتب:

د. مروان عوض

في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، تبرز مؤشرات على أن وقف إطلاق النار قد يكون قاب قوسين أو أدنى، وسط تدخل أمريكي لاحتواء الأزمة. فما الأسباب الكامنة وراء هذا التوجه، وما تداعياته المحتملة على المنطقة؟

الأسباب الدافعة نحو وقف إطلاق النار

1. القوة العسكرية الإيرانية المتكاملة والمتنامية

- تشير تقارير استخباراتية إلى أن إيران تمتلك ترسانة صاروخية متطورة وبرنامجًا نوويًا متقدمًا، مما يجعل أي مواجهة مفتوحة معها محفوفة بمخاطر جسيمة.

2. مخاوف إسرائيلية من تصعيد غير محسوب

- الرد الإيراني المباشر على الهجمات الإسرائيلية كشف عن قدرة طهران على تجاوز حرب الوكالة، مما أثار قلقًا في تل أبيب من انزلاق الصراع إلى مواجهة شاملة.

3. الحسابات الأمريكية في المنطقة

- واشنطن تخشى من فقدان نفوذها لصالح تحالفات منافسة، مثل "بريكس" الذي انضمت إليه إيران والسعودية، أو التحالف الروسي-الصيني الداعم لطهران.

4. التداعيات الاقتصادية والسياسية

- التصعيد العسكري يهدد مصالح أمريكا النفطية والأمنية في الشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه لتركيز جهودها على المنافسة مع الصين وروسيا.

ما بعد وقف إطلاق النار: تداعيات متوقعة

1. تسريع البرنامج النووي الإيراني

- في حال غياب ضغوط كافية، قد تستغل إيران الهدوء لتعزيز تخصيب اليورانيوم، مما يقربها من عتبة امتلاك سلاح نووي.

2. تراجع النفوذ الأمريكي وصعود المحور الشرقي

- مع تزايد التعاون بين دول المنطقة وروسيا والصين، قد تشهد السياسة الإقليمية تحولًا جذريًا بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

3. تغير تحالفات الدول العربية

- قد تتجه بعض الحكومات العربية نحو تعزيز شراكاتها مع بكين وموسكو، خاصة في مجالات الطاقة والأمن، في إطار سياسة "التعددية الاستراتيجية".

4. إحياء حل الدولتين بصفقة معدلة

- قد تدفع واشنطن نحو تسوية سريعة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وفق "صفقة القرن" المعدلة، لكن بضمانات محدودة للفلسطينيين.

خلاصة التحليل

رغم أن وقف إطلاق النار قد يبدو حلًا مؤقتًا، إلا أنه يعكس توازن قوى جديدًا في المنطقة، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية مطلقة، ولم تعد إيران وإسرائيل قادرتين على تحمل حرب شاملة. لكن جذور الأزمة، من البرنامج النووي إلى الصراع الفلسطيني، تظل قابلة للانفجار في أي لحظة، ما لم تُطرح حلول جذرية.

السؤال الأكبر الآن: هل سيكون وقف إطلاق النار بداية لتهدئة دائمة، أم مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة تصعيد جديدة؟