الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بشرى بقدوم نيسان العرب والكورونا

نشر بتاريخ: 30/03/2020 ( آخر تحديث: 31/03/2020 الساعة: 17:15 )

الكاتب: خليل قراجة الرفاعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌿🌼🌿.

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "يسّرواولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا"

وفقًا لكل ما ينشر عن فايروس كورونا؛ فإنّ العرب والدّول الإسلامية هم الأقل تضررًا من الفايروسات بإذن الله ولكن بشروط، تلاحظون معي أنّ الاحتياج الأول والأهم للمصابين بالفايروس هو الأكسجين. واعتماد المناعة على قدرة صحة الجسم وخاصة الرئة، وفي هذا أقدم النّقاط التي تسجل للعرب والمسلمين جميعا؛ فالعربي يبدأ نهاره قبل طلوع الفجر وفي ذلك طاقة الأرض ولا سيما الهواء النقي، وفي ذلك قول الله سبحانه و تعالى "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، ولا يحبب الله أمرًا لخلقه إلا وكانَ فيه خير، فقد اثبت العلماء أن الأوكسجين في الفجر يكون أنقى منه طيلة اليوم، كما أنّ المسلم يلتزم بالنّظافة انطلاقًا من صلواته الخمس، والوضوء والاستنشاق: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق"، والنبيّ صلى الله عليه وسلّم علّمنا كلّ قواعد النظافة والاغتسال والتّطهر.

أمّا الطعام والشراب العربي فهو مكوّن من الماء وفي ذلك قول رب العزة "أو

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"، كما أنّ اللحوم تُذبح بالطريقة الشرعيّة الصحيّة، التزامًا بتوجيهات الله عزّ وجل: "كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ"، إضافة إلى أنّ الأكل الطبيعي من الخضار والفواكه المحليّة التي غالبا ما تكون من أرض غير معالجة كيماويًا، وما تحتويه من بصل وثوم وزيت الزيتون والليمون، والمسخن الفلسطيني وجبة صحة وقوة.

قال الله تعالى واصفًا نعيم أهل الجنة "وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ"، والمقصود بالطّلح هو ثمرة الموز، والفلسطينيّ بشكل خاص عنده مع بعض الثمار قصة وطنية فبرتقال يافا وموز أريحا والأغوار. والزيت والزيتون بيت المونة، وعنب الخليل و حلحول ودبسها والزبيب النقيّ منها، وتين تل طازجًا ومجففًا وجبة العصر والفطور وقبل السحور. وكلهم عنده واجب وقصة تراث وارث وطني.

وكذلك يتناول العرب والكثير من المسلمين الأعشاب بكثرة فمن منا لم يدخل بيته الميرمية أو النعنع أو الريحان أو اليانسون أو الزعتر والحبة السوداء والبطم ( شجرة ذات حب صغير ذا لون جنزاري والسماق( السماق غني جدا بمواد تعزز حفظ الصحة ) ، وكذلك التوابل مثل الكركم والزنجبيل، يقول تعالى: "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا"، وكذلك البقوليات مثل العدس والحمص، والأعشاب بمختلف أنواعها، يقول تعالى: "وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَان".

وما يضاف إلى كل ذلك من عسل وبذر الكتان والشومر والكمون، وهنا نستذكر قول الله تعالى في العسل: "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، والألبان والأجبان بكلّ أنواعها "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ"، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يسمّي التمر واللبن: الأطيبان، كما روت أمّنا عائشة رضي الله عنها.

وجميع ذلك يعزز المناعة والراحة والطمأنينة ويوفر الأكسجين الطبيعي للإنسان.

هذه بشائر طيبة أسوقها إليكم، ولكن تبقى الإشكالية في حجم التدخين والتدخين السلبي واللامبالاة عند الكثيرين وعدم الانضباط للتعليمات.

🍇🌿🌻🍇🌿

أبشركم إذا استبشرتم. وتركتم ما يجب أن تنتهوا عنه وبقينا في بيوتنا، ونظفنا أفنيتها اقتداءً بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليهم وسلم الذي رواه ابن المسيّب: "إنّ الله طيّب يحبّ الطيب، نظيف يحبّ النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا - أراه قال - أفنيتكم ، ولا تشبّهوا باليهود".

حفظ الله الجميع. واللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

خليل قراجه الرفاعي.
معانقف #خليكفي_البيت