الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى لا تقولوا إننا لم نقل

نشر بتاريخ: 13/05/2020 ( آخر تحديث: 13/05/2020 الساعة: 15:33 )



بقلم: د. صبري صيدم

بعد أيام قليلة سيعيش العالم نكبة جديدة في بلاد النكبة، وفي ذكراها الثانية والسبعين، على وقع مباركة أمريكية، وصمت عالمي وتنافس سياسي إسرائيلي، أفضى إلى تشكيل حكومة انتهازية بين قطبي الخلاف المزعوم في دولة الاحتلال.

هناك سيحتفي نتنياهو وخصم الأمس المزعوم بيني غانتس وعصابة ترامب الشهيرة، بتنصيب حكومة الضم الجديدة، والإعلان عن سرقة جديدة في وضح النهار، في منازلة جديدة مع الشعب الفلسطيني، على أمل أن يموت كباره من جديد، وأن ينسى صغاره الوطن والقضية.

وسنعود إلى الاسطوانة المشروخة ذاتها، بأن الإدارة الأمريكية قد قدمت عرضاً مغرياً للفلسطينيين، لكنهم عادوا ورفضوه، وأنهم بهذا الرفض سيكونون قد جددوا الأكذوبة الكبرى لدى أمريكا وحلفائها بأن الفلسطينيين «ليسوا جادين في السلام».
نكبة فلسطين الجديدة صنيعة ترامب، وما سيصاحبها من هرج ومرج، استبقها البعض بالشجب والاستنكار، وصولاً إلى حد التهديد والوعيد.

وهنا استحضر ما سبق أن وعد به البعض بأنهم سيعلنون صراحة عن الجهة المعطلة لعملية السلام، ويفرضون عقوبات على إسرائيل، باعتبارها دولة تمييز عنصري، وأنهم سيعترفون بصورة أحادية بالدولة الفلسطينية، بل ذهب بعض المقربين من أبناء جلدتنا للحديث عن وقف الاتفاقات الموقعة بين دولهم والسلطة القائمة بالاحتلال، إن هي أقدمت على تنفيذ خطة الضم البائسة.

لأولئك جميعاً نقول: اليوم يومكم! هيا، هلموا، بادروا، أقدموا، تحركوا، نفذوا، إفعلوا، خاصة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بظلم جديد ولن يستكين لا على المستوى الرسمي ولا المستوى الشعبي.

فدروس كورونا حول الحياة والتسامح، وخدمة البشرية، وتصفير الصراعات وتجاوز النكبات، ونبذ الجشع والإرهاب والقتل، لم تكن إلا منصات وهمية لادعاء الإنسانية والحضارة، بينما لم تهدأ حكومة الاحتلال وإدارة واشنطن ولو للحظة واحدة عن وضع مخطط النكبة الجديدة، ورسم الخرائط، وتحديد آليات التنفيذ، وتحقيق الوئام المزعوم بين نتنياهو وحليفه الحقيقي غانتس لتوزيع الغنائم والاستعداد لاغتصاب جديد للأرض.

لم تهدأ تل أبيب وواشنطن في التحضير لليوم المشهود، وسرقة العصر، ولم تهدأ معهما الاتصالات بالجميع لدفعهم إلى القبول بالنكبة الجديدة، حتى يدخل نتنياهو التاريخ، وقد حقق حلمه بإسرائيل أكبر، بينما يدخل ترامب التاريخ كحام ٍ لرسالة المسيح المنتظر، ومنتصر للصهيونية الجديدة، فينتزع دعماً جديداً لولاية رئاسية متجددة.

لذلك فإننا نقول لمن لوح بورقة الاعتراف باستقلال فلسطين، والتصويت لصالح عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، ورفض الإقرار بالصفعة الجديدة، وخرقها الصارخ لقرارات الشرعية الآدمية ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال، بأن الفرصة سنحت حتى تنفذوا ما تحدثتم به أو ألمحتم إليه.

نفذوا حتى تقولوا في عصر العولمة وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، بأننا لم نترك فلسطين وأهلها، بل ساهمنا في وقف المهزلة الجديدة في تاريخ الظلم والظلمات.

ننتظركم في مواقفكم المقبلة بعد أيام، فالتاريخ لن يرحم أحدا!