السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نحو تعميق التضامن الإجتماعي

نشر بتاريخ: 14/05/2020 ( آخر تحديث: 14/05/2020 الساعة: 09:57 )

الكاتب: محمد الرواشده

تزدهر المجتمعات و ترقى بتكاتف افرادها، و ما من شك ان تماسك و ترابط اي مجتمع يُعد سببا هاما من اسباب المنعة و القوة التي تكفل مواجهة المخاطر و التحديات.

و تتعزز الحاجة للمعنى الحقيقي للتكافل الإجتماعي في ظل المحن ، حيث يكون لهذا الأمر عميق الاثر الايجابي في خلق بيئة مستقرة من جميع الجوانب الاقتصادية و السياسية.

و لا يوجد اثر و معنى لاي تضامن بين ابناء الشعب الواحد، اذا اقتصر الامر على الشعارات و الاقوال التي لا تقترن بالافعال النابعة من الشعور الحقيقي بالاخرين، او اذا بدا الأمر كأنه تنافس مقيت للظهور و المباهاة لغايات شخصية ، و هنا يسير المجتمع نحو مزيد من التفسخ و الانهيار، كما أنه يتعذر على اي مجتمع توفير سبل العيش الكريم و مجابهة المحن و الشدائد بدون تضامن مجتمعي حقيقي ، لا سيما ان تكاتف افراد المجتمع جنبا الى جنب يؤسس لجهد جماعي حضاري باتجاه تحقيق التنمية و التقدم. إن التضامن بين أفراد المجتمع يرسخ مظهرا من مظاهر التعاون الذي من خلاله يمكن تحقيق دعم صمود الإنسان وتلبية حاجاته ،خصوصا في حال تراجع الوضع الاقتصادي و عدم توفر الموارد ،و هذا ما من شأنه تقديم العون والمساعدة للفئات الاجتماعية المعرضة لمزيد من التردي في اوضاعها المعيشية خاصة في ظل الازمات. كما أن التضامن الاجتماعي بمعناه الحقيقي و الواسع، سيسهم في نشوء وضع يشعر فيه الفرد بأنه ملتصق بمجتمعه و غير معزول عنه ،اضافة الى توثيق عرى العلاقات الأخوية، و تقوية الروابط المجتمعية بين المواطنين ، بما يزيد من تماسك و تلاحم ابناء المجتمع .

ان شعبا عانى ويلات الاحتلال هو أحوج ما يكون إلى إحياء التضامن الاجتماعي ، وهذا يتطلب ان يعي الجميع اهمية تكافلهم و وقوفهم الى جانب بعضهم البعض ، و سد الابواب امام اولئك الذين يريدون ركوب موجة الازمات لتحقيق مكاسب لهم دون ادنى احساس بالمسؤولية الوطنية تجاه وطنهم و شعبهم.

و لا ريب ان وطننا بحاجة ماسة لمزيد من التعاضد بين أبنائه و استعادة روح التكافل بمعناه السامي المبني على ترسيخ معاني المواطنة الصالحة التي تستند على الانتماء للوطن و الحفاظ على النسيج المجتمعي . اننا مدعوون جميعا للوقوف سدا منيعا امام هذا الكم الهائل من الازمات و الصعوبات التي تواجهنا ، و هذا ما يحتم علينا التحلي بروح المسؤولية الجماعية التي تستشعر حجم المخاطر المحدقة بنا ، بعيدا عن الانانية و الاستعراض و حب الظهور .