الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

من ينغص فرح الفلسطيني !

نشر بتاريخ: 12/06/2020 ( آخر تحديث: 12/06/2020 الساعة: 17:30 )

الكاتب: زعل أبو رقطي


تعبنا ونحن نبحث عن فرح ما .. عن لحظة نشعر فيها بالسعادة .. عن حرية بلا اصفاد ولا حواجز ولا جدران ولا زنانين ..
كأننا منذورون للحزن والتعاسة والوجع ..
الاف الحكايا الموجعه .. والاف القصص المآسوية نعيشها هنا في الوطن .. وهناك في بلاد الشتات والاغتراب والمخيمات ..
خمسة عشر عاماً وهو يقبع خلف زنازين الليل والبرد والمرض والاذلال .. خمسة عشر عاماً والحسرة تأكل قلب امه ووالده واشقائه وشعبه .. خمسة عشر عاماً ودموع امه لا تكف عن الانهمار والقلق والترقب .. خمسة عشر موتا وهو يعاني كالألاف من ابناء شعبه خلف قضبان الموت والمعاناة والظلام .. رحل والده دون ان يودعه .. ورحل شقيقاه دون ان يطبع قبلةالوداع لهما ..
ولما حانت لحظة الحرية للاسير ( صلاح حسين ) ابن قرية بيت دقو حتى استعدت الاسره والقرية وكل احبته لاستقباله ..
ولعل الاجمل كان هو انتظار ( طفله ) الذي ولد خلال وجوده بالاسر من خلال تهريب ( نطفه ) مع والدته ( شيرين ) التي كانت تستعد ليوم زفافهما .. وفي اللحظة الحاسمه ولدى الافراج عنه تم اعادته الى المعتقل بقضية مفتعله جديده ..
تخيلوا قوة الصدمة والمفاجأة التي وقعت كالصاعقة على كل الذين انتظروا طويلا هذه اللحظة ..
لقد قتلوا فرحة عمر فتاة شابه انتظرت خمسة عشر عمراً .. وقتلوا فرحة اب انجب ولم يرى طفله .. قتلوا فرحة عمر الام التي خنقت زعاريد الفرح قلبها .. قتلوا فرحة اهل القرية الذين زينوا وحضروا واستعدوا لاقامة فرح يليق بابن قريتهم البطل .. يا جرح قلب امه .. ووجع فؤاد خطيبته .. ولوعة الطفل الذي كان ينتظر حضن والده ..
صلاح لم يكن الاول ولا الاخير في مسلسل العذاب والوجع والمعاناة الذي نعيشه .. ولكن لابد من نهاية هذا الظلم وهذا الكابوس وحتما ستعود البسمة للشفاه التي شققها الحزن .. والضحكات لكل الاطفال الذين حرموا رؤية ابائهم وامهاتهم .. وستعود الفرحة لوجه امك وابنك وخطيبتك يا صلاح .. فمهما طال الليل لابد من فجر وشمس وحرية !