الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

كورونا عادت من جديد ... فلنحاربها

نشر بتاريخ: 21/06/2020 ( آخر تحديث: 21/06/2020 الساعة: 12:31 )

الكاتب: رولا سلامة

بعد أسابيع من الهدوء النسبي وبعد أن غابت أخبار الكورونا عن تصدر العناوين الرئيسية في صحافتنا المحلية ، وبعد أن اختفت الكمامات والقفازات عن الأعين ،وبعد أن قلت كثيرا أعداد الاصابات ، وبعد أن أهملنا أو تناسينا كل التحذيرات التي حذرت من موجة كورونا ثانيه خلال الصيف أشد وأخطر من الموجة الأولى ،وبعد أن بدأنا نسير في رحلة العودة الى التعافي ، فاجأتنا تقارير وزارة الصحة الفلسطينية لتبدأ رحلة العودة الى المرض والبدء بسماع أخبار من المحافظات عن أعداد المرضى والاصابات ، فوزيرة الصحة الدكتورة مي الكيله أعلنت أن وزارة الصحة تستعد لمواجهة موجة ثانية من جائحة كورونا في حال استمرت أعداد الاصابات بالفيروس بالارتفاع ، وأضافت أن 9 محافظات كانت خالية من الإصابات النشطة بفيروس كورونا، لكن هذا الرقم انخفض إلى 4 محافظات خالية من الإصابات النشطة " . كلام وزيرة الصحة جاء في اليوم الذي تم الاعلان فيه عن اصابة أكثر من أربعين شخصا بالفيروس من عدة محافظات ، وبعد يومين بالضبط من زيارة تفقدية أجراها الرئيس محمود عباس لمدينة رام الله ليتفقد مدى استخدام المواطنين للكمامات ، وكان قد أطل عليهم هو وطاقمه الكبير وهم جميعا يرتدون الكمامات والقفازات ليبدأ بالحديث للمواطنين عن أهمية هذا الاجراء وأهمية أخذ هذا الأمر على محمل الجد وتعليماته للحكومة بمتابعة هذا الموضوع ، لتبدأ بعد ذلك القرارات بأهمية الالتزام بلبس الكمامات والقفازات وأن من يخالف الانون سيعرض نفسه للمساءلة .

في اليوم الذي تلا القرار ، كنا في زيارة لمحافظة طولكرم ، لنفاجىء بما يسر الأعين ، سيارات الشرطة موجوده في كل مكان ابتداء من مدخل المدينة مرورا بشوارعها وأزقتها لتحث المواطنين على ارتداء الكمامات ، يتحدثون بصوت منخفض وبابتسامة وينصحون المواطنين بارتداء الكمامات حفاظا عليهم وعلى حياتهم وحياة أحبائهم ، مررنا بجوارهم فابتسموا لان كل من بالسيارة معنا يلبس الكمامه ، وبعضنا أضاف القفازات ، وبالفعل منظر جميل يبعث على الأمل والتفاؤل ، الغالبية العظمى ممن يسيرون في الشوارع اناثا وذكورا يرتدون الكمامات ويسيرون بكل ثقة نحو مقصدهم ، هذا ما وددنا مشاهدته ونحن نتجول في المحافظات ، ولكن الصورة جدا مختلفة في محافظة بيت لحم ومحافظة الخليل ، ونضيف لها محافظة رام الله والبيرة فالاستعدادات ليست كما يجب وعلينا أن نبذل مجهودا أكبر ونعمل أكثر فالمسؤولية كبيرة والمخاطر كثيرة .

وزارة الصحة أشارت إلى أن التزام المواطنين بالبروتوكولات الصحية وإجراءات السلامة والوقاية سيجنب البلاد الدخول في موجة ثانية للفيروس، وناشدت الوزيرة والوزارة المواطنين بأهمية أخذ الأمور بجدية، والتقيد التام بما يصدر عن وزارة الصحة وجهات الاختصاص لحماية أنفسهم وعائلاتهم، مجددة التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية ولبس الكمامات والابتعاد عن التجمعات قدر الإمكان، مع ضرورة التزام كافة المحلات التجارية والنوادي ومحلات الحلاقة وكافة المنشآت والوزارات والهيئات العامة والخاصة بالإجراءات الوقائية تحت طائلة المسؤولية .

وهنا لا بد أن نذكر ما قاله الدكتور محمد قوقاز – مدير صحة شمال الخليل لمعا من أن حدة الأعراض على المصابين بكورونا خلال الفترة الأخيرة كانت أشد من السابق ، وتفشي الوباء أصبح أكبر وأشرس وأن تراخيا وتهاونا ولا مبالاة حصلت بعد عطلة عيد الفطر السعيد .

لم تقصر وسائل الاعلام مطلقا بموضوع التوعية والتثقيف والحديث عن الفيروس ومسبباته وأعراضه وطرق الوقاية منه وتجنب الاصابات ، فيوميا كنا نسمع ونشاهد ونقرأ الاعلانات والبرامج والومضات التلفزيونية والاذاعية التي تتحدث عن التوعيه ، كانت موجهة للصغار قبل الكبار ، لم تغفل كذلك النصائح بالتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط والابتعاد عن القبل والأحضان ، وتجنب زيارة المرضى والمشافي ، وتجنب الاختلاط بالمرضى المسنين والأطفال والأفراد ذوي الاعاقة لان مناعتهم قليلة وكذلك قياس الحرارة كلما استدعت الضروره وتجنب الخروج من البيت باستمرار وكذلك الابتعاد عن المناسبات والأعراس التي يجتمع بها عدد كبير من الناس ، واستشارة الطبيب هاتفيا ان احتجنا لأي مساعدة .

ان واجبنا الأخلاقي والانساني والوطني يحتم علينا أن نتحلى بالمسؤولية وعدم الاستهتار وعلينا أن نكون واعيين تماما وحريصين كل الحرص على مراعاة كل ما ذكر لنتمكن من حماية أنفسنا واسرنا ومجتمعنا ، فالتراخي والتباطىء والاهمال في تنفيذ الارشادات سيضعنا في مصاف الدول التي فقدت أبناءها وعجزت كل أجهزتها الطبية الحديثه من انقاذ أرواحهم ، قهذه دعوة لكل المجموعات التي عملت وما زالت دون تقاعس ، لكل المؤسسات التي هبت بكل الطرق والوسائل لتقديم المساعدات الغذائية والطبية والارشادات التوعوية ، لكل فرد أو اسرة أو مجموعة أو مؤسسة أو مشفى أو مركز ، نحن بحاجة لكم الان كما بالسابق ، نحن بحاجة أن نشد من أزر بعضنا البعض ، فكما أبدعتم وتميزتم في المرحلة الأولى من حرب كورونا هيا بنا جميعا لنعود لنشاطنا ونجهز أنفسنا وطواقمنا ومتطوعينا لنحارب المرحلة الثانية من هذه الحرب الشرسة .

ولمتابعة أخر المستجدات حول فيروس كورونا وطرق الوقاية منه ، الرجاء زيارة صفحة

وزارة الصحه الفلسطينية

http://www.moh.ps

الكاتبه : الاعلامية رولا سلامه هي مديرة التواصل الجماهيري والتثقيف في مؤسسة "جست فيجن " ومنتجة أفلام وثائقية ومعدة ومقدمة برنامج فلسطين الخير على فضائية معا . المقال من سلسلة مقالات اسبوعية تتحدث عن الكورونا وتأثيرها بالمجتمع الفلسطيني .