الكاتب: ربحي دولة
عشرون شهراً من الإبـادة الجماعية وعملية تطهير عرقي يقوم بها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومُدن الضفة والقدس لم تؤثر هذه المشاهد البشعة التي خلفها الاحتلال على ضمير هذا العالم الظالم، إلا من رحم ربي .
تحالفت قوى الشـر والاستعمار العالمي مع حكومة الاحتلال الصهيونية، دمعت عيون القتلة على حدث، سواء اتفقنا عليه أم اختلفنا، تباكى هذا المُحتل على بضع عشرات تم احتجازهم لدى "حماس" وبضع مئات قتلوا في مواجهة السابع مـن اكتوبر على يد تنظيمات فلسطينية رداً على الظلم والحصار الذي تُمارسه دولة الاحتلال على كل أبناء الشعب الفلسطيني.
تداعى العرب والمسلمين قبل الغرب في طرح مُبادرات جلها تتحدث عن اطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين مُقابل وقف إطلاق النار لكنهم لم يُحركوا ساكناً اتجاه ملاييين من الرهائن الفلسطينين داخل السجن الأكبر الأراضي الفلسطينية المُحتلة او عشرات الالاف داخل باستيلات الصهاينة، عدد الشهداء قارب الستين الف ومئات الاف الجرحى والاسرى ، مدن ومخيمات سويت بالأرض ، وكل هذا لم يُحرك مشاعر هذه الامة وهذا العالم الظالم .
مجموعة من المؤمنين بحق شعبنا الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة حركوا سفينةً باتجاه غزة لكسر الحصار، وهم ونحن جميعاً نعلم أن هذه السفينة والاحد عشر متضامناً لن يتمكنوا من كسر الحصار، وبالعكس وقفت أمة المليار إلى جانب شعوب العالم ينظرون إلى هذه السفينة "مادلين" ماذا يمكنها فعله .
"مادلين" ، لا يمكنها كسر الحصار، ولكن يُمكنها أن تنبه ضمير هذا العالم الظالم الذي مازال في حالة سبات وترقب حتى يبدأ هذا الشعب والذي كسر بصموده وتحديه كل المعادلات وكل المؤمرات، حيث بقي مُتشبثاً بأرضه ووطنه وهويته رافضاً كل أشكال التهجير رغم قسوة العيش تحت القصف وبلا مأوى أو طعام أو فراش، إلا أنهم ارسلوا رسالة إلى كل العالم أما العيش عُظماء فوق أرضهم او عظام تحتها ..