الكاتب:
نبيل عمرو
تتأهب فرنسا للإقدام على خطوةٍ تاريخيةٍ باعترافها بالدولة الفلسطينية، وسيكون ذلك من على منبر الأمم المتحدة.
ليس مستغرباً ولا مفاجئاً رد فعل القيادات الإسرائيلية من الائتلاف وحتى المعارضة على هذه الخطوة الفرنسية التاريخية، ما أظهر أن رد الفعل الإسرائيلي الجنوني عليها، يؤكد بالمقابل قوتها ومدى تأثيرها الذي تخشاه إسرائيل أوروبياً ودولياً.
ولا تجد إسرائيل ما يبرر رد فعلها الجنوني سوى ادعاء أن الدولة الفلسطينية سوف تكون وكيلاً إيرانياً جديداً في المنطقة، ويُسجّل لوزير خارجية الأردن الشقيق أيمن الصفدي، تصريحاً بليغاً وقوياً ومقنعاً أظهر فيه تهافت الادعاءات الإسرائيلية، وعدم منطقيتها حين أوضح بعباراتٍ لا يشوبها أي غموض، بأن العرب جميعاً لديهم خطة سلامٍ حقيقية، بينما إسرائيل لا خطة لديها، وحكومتها برئاسة نتنياهو ليست شريكة في سلامٍ حقيقي، بل إن إسرائيل قوّضت جهود ثلاثين سنة لتحقيق السلام دون أن تحدد خط النهاية سوى بالحرب والمزيد منها.
حجج حكومة نتنياهو ومن يؤيدها من باقي مكونات الحياة السياسية الإسرائيلية، معروفةٌ ومستهلكة، غير أن ما يلفت الانتباه حقاً ولا هو بالمفهوم ولا الموافق عليه، هو الموقف الأمريكي الذي يعترض على الخطوة الفرنسية، ويعلن أنه لن يشارك في مؤتمر حل الدولتين الذي سيعقد هذا الشهر في نيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا.
إن المحصلة الواضحة للموقف الإسرائيلي الأمريكي المشترك، هو المزيد من العزلة لهما معاً، إذ لم يبق سواهما يعترضان على قيام دولةٍ فلسطينية، وقد يجدا من يقترب من موقفهما ولكن ذلك لن يؤثر على قوة التيار الدولي الدافع باتجاه الدولة الفلسطينية وحتمية قيامها.
كثيرون سبقوا فرنسا في هذا الاتجاه، وكثيرون سوف يلحقون بها، دون فقدان الإمكانيات المحتملة التي يمكن أن تغير موقف أمريكا منها.
الامر يحتاج إلى جهد مواظب وهذا ما سيكون انطلاقاً من مؤتمر نيويورك وما سينبثق عنه من فعالياتٍ عملية نحو تحويل الدولة الفلسطينية من مطلبٍ إلى حقيقة.