الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

العقوبات الأمريكية على سوريا تكرر التجارب السابقة من العقوبات

نشر بتاريخ: 21/06/2020 ( آخر تحديث: 21/06/2020 الساعة: 15:11 )

الكاتب: عمران الخطيب

ليست المرة الأولى التي تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية والإدارات المتعاقبة نظام العقوبات الاقتصادية على الدول التي يصدرها الكونغرس الأمريكي من أجل قونانت العقوبات على العديد من دول العالم التي تخرج عن سياسة الانحناء والانصياع للولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام
والسؤال المطروح لماذا يتم إصدار قانون قيصر على سوريا في هذا الوقت؟أعتقد أن هناك العديد من الأهداف الإستراتيجية في فرض العقوبات على سوريا بشكل خاص تبدأ بفشل ما سمي "الثورة السورية" التي تم إستخدامها خلال عشرة سنوات من أجل إسقاط ليس النظام السياسي في سوريا فحسب بل أن الأهداف الإستراتيجية إسقاط مكونات الدولة السورية، لذلك كانت البداية محاولات عديدة في إنهاء الجيش العربي السوري ومنها اغتيال أركان خلية الأزمة من المؤسسة العسكرية بمشاركة "اسرائيل"
لذلك قامت أدوات الإدارة الأمريكية من خلال دول الخليج بتقديم الأموال إلى كل فأر من أفراد الجيش العربي السوري وتم عمل حفل مزاد علني ورغم حجم الأموال الكبيرة التي قدمت على هذا المسار فلم يتحقق الإنهيار داخل الجيش العربي السوري والمنظومة الأمنية للدولة ،رغم فرار البعض ولكن بقي متمسك في التصدي لكافة العصابات الإرهابية المسلحة التي تم إستخدامها من خلال دخول آلاف الإرهابيين القتلة الذين تم تجنيدهم وتقديم الدعم والإسناد اللوجيستي في مهمة تدمير سوريا وبعد فشل الإرهاب المسلح في إسقاط هيكلية الدولة السورية ومؤسساتها قامت الإدارة الأمريكية إصدار قانون قيصر وبذلك تعطي الحق لنفسها في محاسبة الدول بكل الوسائل وخاصة في فرض الحصار الاقتصادي على العديد من الدول العربية السودان وليبيا واليمن والعراق واليوم تأتي سوريا بعد فشل الإرهاب المسلح والتدخل الإقليمي في سوريا والعراق وليبيا
و الولايات المتحدة الأمريكية والإدارات المتعاقبة نصبت نفسها بديل عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
لقد سبق فرض الحصار والعقوبات الاقتصادية على العراق لمدة عشرة سنوات تحت ذراع أسلحة الدمار الشامل ورغم أن لجان التفتيش لم تعلن عن امتلاك وجود أي من الأسلحة النووية والبيولوجي أو الكيماوية ومع كل ذلك فإن العدوان الأميركي على العراق لم يحظى بقرار من مجلس الأمن الدولي قامت قامت الولايات المتحدة في إحتلال العراق إلى جانب بريطانية. الخطوة الأولى بعد إحتلال العراق حل الجيش العراقي وتدمير مختلف مؤسسات الدولة العراقية بإستثناء وزارة النفط وتنصيب بليمار حاكم على العراق وتشكيل الحكومة وتعزيز الإرهاب المسلح في العراق وتعميم الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء المجتمع العراقي وتم أيضاً صناعة داعش والعصابات الإرهابية الأخرى لتحويل العراق والدول المجاورة إلى صراع طويل الأمد وتحقيق مصالح الإمبريالية الأمريكية وفي المقدمة الكيان الصهيوني "إسرائيل " السلوك العدواني الممنهج للإدارة الأمريكية الذي استخدم في العراق تكرر في ليبيا واليوم يتكرر في سوريا تحت عنوان قانون قيصر في فرض العقوبات الإقتصادية على سوريا وأركان الدولة السورية وكم استطاعت مواجهة الإرهاب فإن سوريا قادرة على الصمود ومواجهة التحديات الكبيرة وتنتصر سوريا في إفشال العقوبات الاقتصادية والإعتماد على بناء إقتصاد وطني كم حدث في سنوات الماضية ،ومع كوبا والعديد من دول العالم في مواجهة التحديات الأمريكية التي لا تعني سوريا فحسب بل تعني كل الدول العربية بدون إستثناء.
لذلك قانون قيصر سوف ينتقل تحت عناوين مختلفة من دولة إلى أخرى وما تزال الإدارة الأمريكية تهدد في استخدام قانون "جاستا " الذي صادق الكونغرس الأمريكي في أواخر عام 2016 الذي لقي تأييداً كبير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، سواء ممن ينتمون إلى الحزب الجمهوري أو إلى الحزب الديمقراطي، في محاسبة المملكة العربية السعودية وسؤال المطروح من يخول أمريكية في فرض العقوبات على دول العالم في حين أن العقوبات يفرضها مجلس الأمن الدولي بقرار من الدول الأعضاء ضمن الأسباب الموجبة لذلك ،ولكن لماذا لا يتم محاسبة الإدارة الأمريكية على سلسلة من الجرائم والانتهاكات العنصرية التي ترتكبها،بما في ذلك قضية جورج فلويد الذي قتل أمام عدسات الكاميرات وقد شاهد العالم هذا السلوك العدواني الممنهج والعنصري في التعامل مع الأصول الإفريقية ولماذا يتم الصمت المخزي على الجرائم الإرهابية التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" العنصري والمستوطنين في كل يوم داخل فلسطين المحتلة كما حدث قبل أيام قتل المواطن الفلسطيني إياد الحلاق في ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم إنطلاقة رصاص الإرهاب من أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي إياد الحلاق الذي كان يسير دون سماع صوت الجنود حيث يعاني من إعاقة، ما يترتب على سوريا عقوبات إقتصادية لن يستثني أحد ووفقًا لما تراها الإدارة الأمريكية وبغض النظر عن كل الأسباب ، فإن توقيت العقوبات على سوريا يأتي في سياق الأهداف الإسرائيلية ومنها صفقة القرن وتداعياتها وضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية لذلك علينا جميعاً أن التهديد والوعيد والعقوبات لا ولن تستثني أحد.

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" صدق الله العظيم.