الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما لو استسلم الفلسطينيون ؟

نشر بتاريخ: 26/06/2020 ( آخر تحديث: 26/06/2020 الساعة: 17:42 )

الكاتب:

عوني المشني
حكاية هذا المقال مثيرة ، نشرته اول مرة عام ١٩٩٨ اثار نشره علامات استنكار اكثر من علامات الاستفهام ، اعدت نشره عام ٢٠١١ فاثار اسئلة اكثر مما قدم اجابات ، اعيد نشره الان ، قد تكون المعطيات السياسية المستجدة قد تزيل علامات الاستنكار وتجيب على علامات السؤال ، وقد نحتاج بعد عدة سنوات قادمة لنشره من جديد عسى ان يقدم وقتها اجابات شافية
09نوفمبر، 2011 - 11:48ص
ربما لا نستطيع كفلسطينيين ان نحقق نصرا كاملا ولكن من المؤكد ان لا احد يستطيع منعنا من ان هزيمة كاملة ، نصف نصر ونصف هزيمة لا احد يقبل بها من الفلسطينيين . النصر الكامل هو دولة فلسطينية كاملة السيادة على المحتل من ارضنا عام 1967 وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين على اساس القرار الاممي 184 . النصر الكامل ان تكون للدولة حدود وسيادة وقرار مستقل وامن حقيقي ، النصر الكامل ان يكون لشعبنا الحق في التمتع بكل الحقوق التي الانسانية التي تتمتع بها شعوب الارض ، النصر الكامل دولة خالية من المستوطنين ومن القواعد العسكرية الاسرائيلية ومن كاميرات المراقبة الاسرائيلية .نصف النصر ونصف الهزيمة ان يعطونا دولة دون سيادة ودون سيطرة على الحدود ودون سماء ودون مياه ودون امن ودون جيش ودون اقتصاد ودون كرامة ايضا ويقولون في النهاية دولة فلسطينية نصف النصر ونصف الهزيمة يحولو مدننا الى كانتونات محاطة بالاسوار تربطها شوارع التفافية بعيدة تقطعها الحواجز العسكرية الاسرائيلية ويسمون ذلك دولة ، مهزلة يسمونها دولة ، دمية يسمونها دولة ، نكتة يسمونها دولة .اما الهزيمة الكاملة لا دولة فلسطينية ولا اي من رموزها او دلالاتها ، التسليم باحتلال اسرائيل لكل الارض الفلسطينية والعيش في هذي البلاد كمواطنين بكامل الحقوق المدنية ، لا نريد علما او جواز سفر او جيش او حتى شرطة ، ومن يمنعنا من ان نتخلى عن كل مظاهر الدولة ؟؟ هي الهزيمة التي لا احد يستطيع ان يسلبنا اياها ، هزيمة تؤدي بنا كشعب الى الاندماج في المجتمع الاسرائيلي ونسعى الى حقوقنا المدنية مقابل ان نقوم بكل واجباتنا حتى لو كانت التجند في جيش الدفاع الاسرائيلي ، هزيمة تترك لنا الفرصة الاستدراكية للمطالبة بالحقوق المدنية وتبقي الابواب مفتوحة للمستقبل على كل الاحتمالات ، هزيمة ثقيلة على حاضرنا ولكنها تترك لنا الحلم بمستقبل افضل .لا حد يراهن على ضعفنا لنقبل بانصاف الحلول فمنتهى الضغف لدينا قوة ، قوة جبارة وفاعلة ومؤثرة وقادرة على تغيير شروط اللعبة ، والاقل من الاستقلال الحقيقي والسيادة الحقيقية والدولة الحقيقية والحدود الحقيقية هو ان شيئ من كل هذا ، لا دولة بالمطلق ولا استقلال بالمطلق ولا حدود بالمطلق ولا سيادة بالمطلق لانه لا وجود في القاموس السياسي لنصف دولة او نصف حدود او نصف استقلال او نصف سيادة او نصف كرامة ، هي اشياء غير قابلة للتجزئة او الانتقاص حتى لو تم اعطاءها معان جديدة . حاربنا عشرات السنوات وفاوضنا عشرات اخرى والنتيجة ان العالم يضن علينا باستقلال حقيقي ، لم نصل الى حافة الياس ولن نصل ابدا ، سنكون مواطنيين اسرائيليين صالحين ، لن نرفع سلاحا او حجرا في وجه الجندي الاسرائيلي ، لن نرفع علما فلسطينيا ، لن نطالب بحقوق قومية ، مجرد حق المواطنة المدنية هو ما نبتغي ، حق السكن في اي مكان والعمل في اي مكان والتجول كاي مواطن اسرائيلي في مكان ، حق التعبير وانشاء الاحزاب او الانضواء في احزاب موجودة والتصويت في مؤسسات الدولة ، سننبذ الارهاب وسنقسم قسم الولاء للدولة وسننشد هاتكفاه ، سنزور يد فاشيم وسنعطل يوم السبت ونحتفل بيوم الاستقلال الاسرائيلي ، لن نحيي وعد بلفور ولن نذكر النكسة ، لتكن القدس موحدة والنهر حدود الدولة وليكن لنا نفس حقوق الشركس في اسرائيل .اكثير هذا علينا ؟ ان دولة على اقل من ربع فلسطين لن تكون بافضل من كل فلسطين بدون دولة ، والهزيمة في المحصلة النهائية التي تفتح كل المدن الفلسطينية امامنا وتزيل الاسوار افضل الف مرة من نصر يكرس الاسوار والحواجز ، لقد ذهب الوقت الذي كنا مهووسين فيه بمظاهر الاستقلال الخادعة لم تعد تنطلي علينا مظاهر الدولة دون مضمونها ومظاهر الاستقال دون محتواه ، وانصاف الحلول ليست سوى تكريس للاحتلال بكل اشكاله . ومن قال اننا سنفقد البدائل واهم فشعبنا يمتلك الكثير والكثير جدا . سنعيد فلسطين للجامعة العربية ونعرب الصراع وتعريب الصراع لن يكون بالعودة الى المبادرة العر بية حتما وانما سيكون بالطريقة التي سقطت فيها انظمة الاستبداد . وسنعيدها للامة الاسلامية وسنجعل فلسطين مسئولية اسلامية لكل مسلم واجب وحق في تلك القضية واسلمة القضية لا نعرف باي طريقة ستكون ، ربما بالطريقة الافغانية او بغيرها لا نعلم على وجه الدقة . الخيارات موجودة ولا شيئ نخسره سوى قيودنا وكل الخيارات ممكنة الا نصف نصر ونف هزيمة فذلك هو الهزيمة الحقيقية التي لم ولن نقبل بها حتى لو اصبحت فلسطين مسئولية ايرانية .