الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لايزال شهداء الشعب الجزائري الشاهد الحي على جرائم الإستعمار الفرنسي

نشر بتاريخ: 06/07/2020 ( آخر تحديث: 06/07/2020 الساعة: 23:33 )

الكاتب: عمران الخطيب

إحتفال ثورة الجزائر هذا العام يختلف عن السنوات الماضية حيث إستقبلت رفات24 شهيداً ضمن جثامين شهداء الحرية والاستقلال أُعيدوا إلى الجزائر بعد مضي 130عاماً على ثورة الحرية والاستقلال ويوم الخامس من جويلية من كل عام.

يحتفل الشعب الجزائري العظيم

بذكرى إنتصار الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري. حيث كانت ثورة الإستقلال قد اندلعت في الفاتح من نوفمبر 1954بمشاركة 1200مجاهد كان بحوزتهم 400قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية،فسارعت حكومة "منداز فرانس" إلى سجن كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من مخططات عسكرية كبرى، إضافة الى ذلك فقد أخبرني صديقي العزيز هدف بوثلجة وهو سفير الجزائر السابق في الأردن، قال لي التحق في الثورة الجزائرية وهو ابن السادسة عشرة من عمره ، قال لي نحن لم نواجه الاستعمار الفرنسي فحسب بل كانت المواجهة مع كبار القطاعين من أصحاب الحقول الزراعية في الجزائر الذين كانت تلتقي مصالحهم الذاتية مع الاستعمار،حيث غادر الشباب العاملين في حقول الزراعة والتحقوا في صفوف الثورة الجزائرية، وكانت ثورة 23يوليو 1952 بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار في مصر، عامل مهم في مواجهة قوى الاستعمار الفرنسي والبريطاني والاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري

لذلك فإن العدوان الثلاثي على مصر 1956كان الهدف

الاستراتيجي هو إخماد حركات التحرر العربي في آسيا وإفريقيا، حيث كانت ثورة 23يوليو بقيادة عبد الناصر في مصر، تشكل عامل الدعم والأسناد السياسي واللوجيستي لحركات التحرر وبشكل خاص الثورة الجزائرية.

إضافة إلى أن الثورة بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري شكلت إطار وحدوي في مواجهة الاحتلال الفرنسي وقدمت الثورة نموذج متقدم في النضال الدؤوب في مواجهة الاحتلال حيث عُرِفت الثورة الجزائرية ثورة مليون ونصف مليون شهيد في سبيل الحرية والاستقلال،وكانت هذه الثورة المعاصرة استكمال مسيرة الشعب الجزائري الذي يرزخ تحت اطول إحتلال عنصري استيطاني فاشي منذ 130عاماً وقد كانت المرأة الجزائرية إلى جانب الرجل في مسيرة الثورة والكفاح الوطني

وكان أهم عوامل الإنتصار وحدة مقاومة الشعب الجزائري من خلال جبهة التحرير الوطني وهذا يؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس في مواجهة الاحتلال بغض النظر عن الخلافات وتباين الفكري وثقافي.

المهمة والأهم العنوان الأول للثورة، مقاومة الاحتلال وتحرر الوطني،وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة بناء مؤسسات الدولة المدنية وأختيار النظام السياسي

لذلك نجحت الثورة الجزائرية في الإنتصار وبناء الدولة دولة المؤسسات لكل الجزائريين، ورغم مرور هذه السنوات على استقلال الجزائر فلم يتوقف إستهداف الجزائر منذ الاستقلال حتى يومنا هذا فقد عاشت الجزائر عشرة سنوات من الإرهاب المسلح للنيل من الجزائر وشعبها العظيم،بسبب مواقفها مع القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية،ومع كل ذلك استطاعت مغادرة ظاهرة العنف والإرهاب من خلال مرحلة الوئام بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واليوم تتخطى الجزائر بوحدة الشعب في بناء المزيد من الثقة بين الدولة والشعب ويتجاوز الجميع التحديات التي تستهدف الجزائر وشعبها العظيم

اليوم يقف الشعب الجزائري وهو يستقبل رفات الشهداء خلال معركة التحرر الوطني، والجميع بصوت واحد يطالب من فرنسا ليس فقط تقديم الاعتذار ولكن تعويض الجزائر وشعبها على الخسائر الاقتصادية والبشرية

والاعتراف بتلك الجرائم أمام العالم،ليكون درس لكافة القوى الاستعمارية وبشكل خاص الاحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري..ولا يفوتني أن الجزائر من أوائل الدول التي قدمت الدعم للثورة الفلسطينية فقد تم إفتتاح مكتب حركة فتح حيث قبل انطلاقة الثورة حيث تولى أمير الشهداء القائد والمجاهد خليل الوزير ابو جهاد مسؤولية المكتب والذي تحول بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مكتب المنظمة. إضافة الى الالتحاق مئات المناضلين الفلسطينين في الكلية العسكرية

المجد والخلود للشهداء الأبرار أبطال الحرية والاستقلال في الجزائر الشقيق. وسنبقى نردد وعقدنا العزم إن تحيا الجزائر

المجد والخلود للشهيد القائد والمجاهد المناضل الكبير هواري بومدين الذي قال "نحن مع فلسطين ظالما أو مظلوم "

وكم تحقق إنتصار الجزائر سوف تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني العظيم في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.