الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حقائق وإرشادات لاختيار تخصصك، ورسم مُستقبلك المهني عبره.

نشر بتاريخ: 16/07/2020 ( آخر تحديث: 16/07/2020 الساعة: 13:04 )

الكاتب: أ.صخر سالم المحاريق

مما لا شك فيه أننا بحاجة ماسة للوقوف على جملة القرارات الشخصية الصادرة منا بشكل يومي، من خلال وعي أكبر بالذات وقدراتها، وإدراكٍ أكثر شمولية لكل ما يدور حولنا، وذلك من أجل صياغة أفضل لمستقبل ذواتنا، في ظل الظروف المتقلبة، والتي تواجهها مُجتمعاتنا، وما يعتريها من مشاكل. إن هذا التمعن وما يحتويه من قُدرةٍ شخصية على (الوعي، والإدراك، وصناعة القرار)، يجعل من الشخص أكثر قُدرة على توقع مستقبله بل صناعته أيضاً، وذلك في عدة شؤون حياتية، أو فيما يخص بعض أعماله على أقلِ تقدير، ومنها مستقبله المهني، وما قد يشوبه من مُحبطاتٍ ومُثبطاتٍ نفسية ومُجتمعية أصبحن كُثر اليوم.

ومن تلك المُحبطات المتعلقة بمستقبلنا المهني على سبيل المثال لا الحصر، والدارجة بكثرة في أوساطنا العامة قبل الدراسة وبعدها: (بطلت الشهادة تطعم خبز، عاطل عن العمل، معك فيتامين (و) المقصد "الواسطة والمحسوبية"، البلد مليانة خريجين، أُدرس كل شيء إلا الهندسة، ... إلخ)، هذه الجُمل المُعبر عنها بلسان حالنا الشخصي والجماعي، ما هي إلا ذلك النفق المُظلم في وجه مستقبلك المهني، والذي من المفترض أن تقرره أنت وحدك لا غيرك، " لذا يجب أن تُدرك أننا من نصنع النجاح أو الفشل وليست الظروف".

عزيزي الطالب؛ ونحن إذ نبارك لك نجاحك في الثانوية العامة، ولكي لا تقف في حيرة من أمرك وتلكؤ في اختيار تخصصك، وندم آخر بعد اختياره والتخرج، إليك بعض الإرشادات الهامة قُبّيل إقدامك على عملية الاختيار:

§ اجعل من هوايتك واهتماماتك قاعدة لاختيار تخصصك الجامعي، لكي تُبدع فيه، قبل وبعد التخرج، لأن ذلك سيبقيك في دافعية مُستمرة للإنجاز وعدم الركون إلا الفشل والإحباط.

§ لا تلتفت لكل أصوات النشاز المحبطة من حولك، إن كان الأمر هو خيارك انت.

§ في حال عدم قدرتك على اتخاذ قرار شخصي باختيار التخصص وحيرة في ذلك، حينها اقبل النصيحة من صاحب تجربة نجح في سوق العمل بتخصصه، أو من ذوي الاختصاص ممن شقوا طريقهم إلا النجاح عبر التخصص.

§ جميع الجامعات تمنح شهادات، لكن هنالك ما يمز جامعة وخريجيها دون الأخرى في تخصصات ما، فاجعلها عنوانك ومحط اختيارك.

أيضاً لا بُد من الإشارة إلى بعض الحقائق الهامة؛ والتي يجب الالتفات لها عبر الوعي بها وإدراكها من حولك:

§ الجامعة ما هي إلا محطة للعبور، تمنحك جُملةً من (المعارف، والمهارات) التخصصية في مجالٍ مُحدد، لتعبد لك جزء من الطريق إلى مستقبلك المهني، وليس كامل الطريق، وعليه فأنت صاحب القرار الأهم في ذلك المستقبل.

§ عدم تطوير مهاراتك وقدراتك باستمرار، أثناء وبعد المرحلة الدراسية، لن يمنحك الأفضلية في سوق العمل، وهذا ما يطرحك خارج رهان التنافس والمفاضلة مع غيرك من الخريجين الكُثر في مجال اختصاصك.

§ البيئة الجامعية هي بيئة وجدت لكي تكون بيئة (تعليمية، وبحثية، وعملية) فقط، وليست بيئة تسلية أو ترفيه كما يظن الكثير، لذا وجب التنويه أن النجاح يسلك دروبه الناجحين فقط لا غير.

§ كلمة "عاطل عن العمل"، أنت من تصنعها أو بالأحرى من يقع في شركها، بقصورٍ منك نحو تطوير ذاتك، لنيل وظيفةٍ أو لخلق وظيفةٍ أيضاً، وهو ما يجب أن تسعى إليه اليوم، في خضم البطالة المُنتشرة، عبر السعي لإنشاء عملك الحر أو الخاص بعد التخرج، بمنهجية علمية صحيحة، صقلتها أنت في الجامعة عبر اختيارك ذلك الاختصاص، وعليه "إذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره".

§ سوق العمل الفلسطيني محدود؛ لكنه متعطش للعمالة الماهرة والمتخصصة بشهادة أرباب العمل فيه، فأنت فرس الرهان فيه إلى مُستقبلك.