الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواجهة الإجراءات الإسرائيلية يتتطلب إعادة النظر بوسائل الصراع ووحدة الموقف الفلسطيني

نشر بتاريخ: 16/07/2020 ( آخر تحديث: 16/07/2020 الساعة: 19:26 )

الكاتب: عمران الخطيب

لنتحدث بصراحة لماذا يصعب علينا الإعتراف بالفشل في الوصول إلى حل، الصراع العربي "الإسرائيلي" بشكل عام ضمن التسوية السياسية الأمر يحتاج إلى التحلي بالشجاعة وبشكل خاص من الجانب الفلسطيني، بغض النظر عن الأسباب في تغير الجوهري الذي حدث في الإستراتيجية الوطنية الفلسطينية ، والتي بدأت قبل إتفاق أوسلو حيث بدأت تطرح اللجوء إلى الحل السياسي ، بتاريخ من 1إلى8 حزيران 1974 خلال إنعقاد الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني حيث تناول
موضوع التحول الدولي في الصراع العربي "الإسرائيلي" والحل السياسي الذي ترافق بعد حرب أكتوبر 1973 ودعوة إلى مؤتمر جنيف بدون دعوة منظمة التحرير الفلسطينية. حيث طرح في المجلس الوطني الفلسطيني والذي إنعقد في القاهرة بمقر الجامعة العربية. برنامج بنقاط العشرة وفي مضمون هذه النقاط الحل السياسي، أي المفاوضات المتدرجة بغض النظر أن بدأت من خلال الوسطاء أو بشكل مباشر، بعتقد أن النقاط العشرة والحل السياسي كانت بداية التراجع في آلية الصراع مع العدو "الإسرائيلي"،ومنذ ذلك الوقت بدأت عملية الإختراق للإستراتيجية الوطنية الفلسطينية من خلال ما يسمى المجتمع الدولي، والعمل على الإختراق السياسي من خلال القوى السياسية في "اسرائيل"
إضافة إلى أصحاب فكرة الواقعية والمجتمع الدولي داخل الساحة الفلسطينية إضافة إلى الضغوطات العربية والدولية والإقليمية.
هذه الخطوات نجحت في تحقيق الانقسام السياسي بشكل تدريجي و تراجع عن الأهداف الإستراتيجية في عملية الصراع مع العدو "الإسرائيلي" العنصري .
ومنذ ذلك الوقت ونحن في تراجع واستسلام لما يسمى الواقعية ،وتراجع العربي من خلال العلاقات المباشرة والتطبيع مع العدو "الإسرائيلي" وفي سياق متصل ،علينا وبكل صراحة أن نقيم نتائج المرحلة الماضية منذ النقاط العشرة عام1974 إلى كل المخاض السياسي الفلسطينى حتى الوقت الحاضر، ما هي النتائج التي تحققت ، لا نستطيع نقول لا شيئ. لقد تم عودة 350ألف إلى داخل فلسطين بموجب الاعتراف المتبادل بين "إسرائيل' ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتم رفع علم فلسطين وأصبح لدينا بعثات دبلوماسية في رام الله وقطاع غزة. ولدينا مؤسسات الدولة وتحقق الاعتراف بدولة فلسطين عضوًا مراقب في الأمم المتحدة.
إضافة إلى إعادة الإنتشار للجيش الاحتلال "الإسرائيلي" من قطاع غزة. والتي أطلقت عليها حماس تحرير قطاع غزة.
وفي المقابل ما هي المكتسبات التي حققها الاحتلال منذ إتفاق أوسلو حتى اليوم.
1- ارتفاع وتيرة الاستيطان "الإسرائيلي" في مختلف المناطق في الضفة الغربية والقدس ليمتد حتى مناطق الأغوار.
2- شعور المستوطنين في الأمن من خلال جيش الاحتلال. وضمان الأمن والحماية والسماح لهم بحمل السلاح إضافة الى تكوين المليشيات من قبل المستوطنين والقيام بأعمال مبرمجة تستهدف المواطنين الفلسطينيين العزل من السلاح.
3- منع سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" المواطنين في القدس من البناء أو التوسع أو صيانة إضافة الى تدمير المنازل ومصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس.
4- إقامة جدار الفصل العنصري في الضفة والقدس ليس للفصل العنصري فحسب بل لتحويل المدن الفلسطينية إلى كانتونات متعددة على غرار النظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا . مما يؤدي إلى عدم وحدة الجغرافيا الفلسطينية.
4- إعلان ضم القدس عام 1979 ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس2017 بقرار من زونالد ترامب رئيس الإدارة الأمريكية.
إلى إعلان نيتنياهو ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية والقدس.
5-إعادة إنتشار جيش الاحتلال من قطاع غزة.، كان المصيدة في تعزيز الفصل بين غزة والضفة من خلال سيطرة حماس على قطاع من خلال الانقلاب العسكري الدموي. وتكريس الانقسام والفصل والمحافظة على ذلك من خلال دخول المنحة الشهرية القطرية والتي تقدر مابين 25الى 30مليون دولار أمريكي تصل من تل أبيب إلى قطاع غزة بحماية جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وتسليم إلى "حركة المقاومة الإسلامية" حماس وتعزيز وجود سلطة حماس وتكريس الفصل.

في حين يتم منع تسليم أموال المقاصة الضرائب الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية بدون إعادة التنسيق الأمني. وامتنع العديد من الدول العربية تقديم المساعدات إلى السلطة الفلسطينية من أجل القبول بضم وشروط الاحتلال "الإسرائيلي".

لذلك فإن من الحكمة إعادة النظر في المسار السياسي السابق بكل شجاعة واقتدار من خلال ضرورة وحدة الجغرافيا الفلسطينية من خلال الدعوة إلى عقد إجتماع القيادة الفلسطينية بمشاركة قيادات الفصائل والشخصيات المستقلة
للوصول إلى القواسم المشتركة من خلال إستراتيجية وطنية شاملة وإعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية
على الاحتلال "الإسرائيلي" أن يتحمل النتائج السياسية والأمنية إلى جانب مسؤولية الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال.
لذلك فإن الدور الوظيفي لسلطة لم يعد ضرورة وطنية في ضل ضم والاستيطان المتواصل والقتل اليومي والاعتقالات هذا الاحتلال "الإسرائيلي" يتتطلب استخدم كل وسائل المقاومة
بدون تردد ، والعودة إلى الثوابت الوطنية الفلسطينية وترسيخ الوحدة الوطنية بدون شروط من خلال تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساته.