الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تسقط ازمة كورونا نتنياهو سياسيا؟

نشر بتاريخ: 25/07/2020 ( آخر تحديث: 25/07/2020 الساعة: 19:01 )

الكاتب: د. علي الأعور

تمكن نتنياهو بعد ثلاث جولات انتخابية من الفوز على خصومه السياسيين في إسرائيل وحقق إنجازات واهداف كبيرة جدا ، كان في مقدمتها تفكيك قائمة ازرق ابيض المنافس الحقيقي له الى كتلتين سياسيتين " ازرق ابيض بزعامة بيني غانتس وحزب يوجد مستقبل بزعامة يائير لبيد " كما تمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية بدعم وتاييد اكثر من 70 عضو كنيست بعد اتفاقه مع غانتس على تشكيل الحكومة والتناوب على رئاستها لمدة ثلاث سنوات والاهم من ذلك هو تمكنه من شطب سن قانون ما يعرف " بقانون نتنياهو " من جدول اعمال الكنيست وعدم طرحه للتصويت عليه في داخل الكنيست وينصذ لك القرار على " منع أي عضو كنيست متهم بقضايا فساد من تشكيل حكومة في إسرائيل ، ناهيك عن انتصاره الساحق على خصمه داخل مركز حزب الليكود " جدعون ساعر " في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود واصبح نتنياهو يقود الحكومة الإسرائيلية بدوم منافس على الرغم من تشكيك المحللين الإسرائيليين حول قدرة تلك الحكومة على الصمود اكثر من عام وبعدها سوف يتوجه نتنياهو الى انتخابات جديدة لتغيير الخارطة السياسية في إسرائيل من خلال حصوله مع تحالف اليمين الإسرائيلي وأحزاب الحريديم على اغلبية ساحقة داخل الكنيست وكسب مزيد من الوقت للهروب من المحاكمة واستمرارها لسنوات ربما تصل الى 3 سنوات.

وتمكن نتنياهو من خلال دعم الرئيس الأمريكي ترمب والرئيس الروسي بوتين له وعدد من الحكام العرب من الفوز في الانتخابات الماضية في مارس 2020 من الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست .

وعندما بدأت ازمة كورونا في منتصف مارس 2020 اعلن نتنياهو انه هو من يقود لجنة مكافحة جائحة كورونا والتصدي لها على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن مع مرور الزمن وبعد خمسة اشهر تقريبا اصبحت ازمة كورونا وتداعياتها هي الشغل الشاغل للشارع الإسرائيلي و المواطن الإسرائيلي واصبح الاقتصاد الإسرائيلي بوضع سيء وزادت نسبة البطالة بين الشباب في المجتمع الإسرائيلي وكان الرد سريعا من قبل الجمهور الإسرائيلي قبل أسبوعين حيث خرجت مظاهرة ضد سياسة نتنياهو وادارته لازمة كورونا حيث شارك في المظاهرة حسب مصادر إسرائيلية وصحيفة هآرتس حوالي 30 الف مواطن إسرائيلي شاركوا في المظاهرة واستمرت المظاهرات امام منزل نتنياهو في القدس وكان اخرها المظاهرة يوم الخميس الماضي امام مقر الحكومة الإسرائيلية في شارع بلفور والتي رفع خلالها المتظاهرين شعارات واضحة ضد نتنياهو " ارحل، نتنياهو فاسد، استقيل نتنياهو "

وكان رد حزب الليكود ورئيس قائمة الليكود في الكنيست " ميكي زوهر" كالعادة ان المظاهرات من اليسار الإسرائيلي والاعلام ضد نتنياهو وكان الرد من شبيبة الليكود بان المظاهرات ليست لليسار وحده بل هي تكتل من المستقلين ورجال الاعمال وعدد كبير من مؤيدي حزب الليكود احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية وضد سياسة نتنياهو في إدارة ازمة كورونا وكان الاستطلاع الدي نشرته الإذاعة 103 اف ام الأسبوع الماضي بتراجع شعبية نتنياهو وخسارته اكثر من 7 مقاعد مقارنة مع ما اشارت اليه استطلاعات الراي عندما شكل نتنياهو الحكومة الحالية وحصوله على 40 مقعد للكنيست ولكن استمرت استطلاعات الراي للقناة 13 والقناة 12 الاخباريتين واستطلاع صحيفة معاريف وصحيفة يديعوت احرنوت اكدت جميع استطلاعات الرأي تراجع شعبية نتنياهو بشكل كبير نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية جواء ازمة كورونا والمهم هنا ان نتنياهو يستمر في التراجع حتى وصل الى 32 مقعد في الكنيست فيما لو جرت الانتخابات هده الأيام ، وازدياد نسبة الشباب التي ترفض استمرار نتنياهو في السلطة ورئاسة الحكومة الحالية والمطالبة باستقالته .

وهنا يبرز السؤال الأهم : هل تساهم ازمة كورونا في اسقط نتنياهو ونهاية عهد نتنياهو السياسي وخروجه من الحلبة السياسية في إسرائيل؟

لم تكن التهم التي وجهت الى نتنياهو في قضايا فساد واشهرها ملف الرشوة ( 4000) من قبل المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية " افيحاي مندلبليت" تحرك الشارع الإسرائيلي وخاصة مؤيدي حزب الليكود واليمين الإسرائيلي وجمهور المستوطنين بل استمروا في دعمه وتأييده ولكن يبدو ان الازمة الاقتصادية اكبر من نتنياهو وازدياد نسبة البطالة واغلاق المطاعم وقاعات الافراح وصالات الرياضة وغيرها من القطاعات المهمة ساهمت في خروج الالاف من الجمهور الإسرائيلي للمطالبة باستقالة نتنياهو.

باعتقادي ان ازمة كورونا تملك من المقومات من اجل عزل نتنياهو وخروجه من الحياة السياسية ونهاية عهد نتنياهو جراء ازمة كورونا وتداعياتها على المجتمع الإسرائيلي والتي القت بظلالها على فئة الشباب وبدأت تتجسد في المظاهرات والخروج الى الشارع لان إدارة ملف ازمة كورونا بقي في يد نتنياهو واعتقد ان نتنياهو فشل فشلا كبيرا في إدارة ازمة كورونا كما أشار عدد كبير من الصحفيين ومراكز الأبحاث الإسرائيليين والمحللين الإسرائيليين بفشل نتنياهو في إدارة ازمة كورونا وكل قراراته كانت بدون التنسيق من الجهات المختصة وخاصة وزارة الاقتصاد ووزارة الصحة وهدا في النهاية سوف يدفع نتنياهو الى اتخاذ قرار مهم : " حل الكنيست الحالية والدعوة الى اجراء انتخابات جديدة ربما تكون في نهاية العام الحالي 2020 .

ما فشل فيه زعماء إسرائيليون مثل غانتس ولبيد وليبرمان في تحقيقة من ابعاد نتنياهو عن الحلبة السياسية فان جائحة كورونا سوف تسقط نتنياهو وتبدا مرحلة جديدة من المشهد السياسي في إسرائيل وإعلان انتخابات جديدة لتبرز حزب جديد يمثل المستقلين ومن تضرروا جراء جائحة كورونا اقتصاديا واجتماعيا .

وهنا لا بد من السؤال الكبير أيضا : من يخلف نتنياهو؟ من هو خليفة نتنياهو القادم؟ جميع الصحف الإسرائيلية ووسائل الاعلام تحدثت عن عدم وجود بديل لنتنياهو وعدم وجود شخصية قيادية تقود إسرائيل في المرحلة الحالية خصوصا بعد اعلان نتنياهو خطة الضم والتي تتمثل في ضم 30 في المائة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الاغوار وشمال البحر الميت وفرض السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات الإسرائيلية بما فيها الكتل الثلاث " ارئيل وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم" وأكدت مصادر إسرائيلية حتى داخل مركز حزب الليكود لا يوجد شخص يمكنه ملء الفراغ السياسي الدي سوف يتركه نتنياهو سواء جدعون ساعر او يسرائيل كاتس او افي ديختر وغيرهم ، ولكني اعتقد ان المرحلة القادمة في إسرائيل سوف تتغير فيها الخارطة السياسية في إسرائيل وبروز أحزاب جديدة ووفاة أحزاب قديمة .

اعتقد..في ظل المعطيات السياسية الموجودة في شكل الخارطة السياسية الحالية في إسرائيل سوف تبرز شخصية ربما عسكرية تقود إسرائيل من خلال الانتخابات القادمة او عودة عدد من الشخصيات السابقة ربما ايهود أولمرت او ايهود براك وربما شخصية جديدة لم نسمع عنها تقود جمهور المستقلين من اليسار واليمين على حد سواء في الانتخابات القدمة والقريبة جدا .

*باحث وخبير في الشؤون الإسرائيلية